العدد 387 - السبت 27 سبتمبر 2003م الموافق 01 شعبان 1424هـ

عبدالناصر... والانتفاضة طريق واحد للمقاومة

عبدالله سعد الحويحي comments [at] alwasatnews.com

في 82 سبتمبر/أيلول العام 0791، غيب الموت قائدا وزعيما وطنيا مخلصا إنه الرئيس جمال عبدالناصر، في ذلك اليوم مات أحد أخلص الرجال فبكت الملايين من أبناء أمتنا العربية لقد بكت المبادئ والقيم التي حارب من أجلها عبدالناصر، لقد بكت مبادئ العزة والكرامة التي ضحى من أجلها عبدالناصر، لقد مات عبدالناصر وهو يدافع عن الدم العربي الذي كان يهدر على أرض الأردن بين الأخوة تحت ماسمي مذبحة أيلول الأسود.

وفي يوم 82 سبتمبر 0002، انطلقت الانتفاضة المباركة على أرض فلسطين وكأنها على موعد مع القدر فبعد 03 عاما من وفاة عبدالناصر استطاع الطفل الفلسطيني أن يستنهض هذه الكرامة التي مرغتها الأنظمة في التراب وعلى رغم ما تتعرض له الانتفاضة من محاولات لكسر شوكتها عن طريق عمليات القتل والتشريد والحصار فإنها تأبى إلا أن تصمد وتقاوم وتتحدى الغطرسة الصهيونية ومن يقف ورائها من قوى الاستكبار العالمي، كما وقف عبدالناصر ومن خلفه الشعب العربي في مواجهة قوي الشر نفسها التي تريد استعمار واستغلال أرضنا العربية.

في 82 سبتمبر 0791، خرجت الجماهير العربية في جنازة لم يعرف التاريخ حتى الآن مثيلا لها، وسارت المسيرات في كل أقطار الوطن العربي وأقيمت الجنائز في جميع البلدان العربية، لقد عاش عبدالناصر وناضل في سبيل حرية هذه الأمة فقد قاوم الاستعمار حتى أخرجه من جميع الدول العربية وأمم القناة وبنى السد العالي وأقام المشروعات الصناعية ليقيم عليها اقتصادا قويا، لقد كان مدركا ان أمة تعتمد على الأجنبي في كل مناحي الحياة لا يمكن لها أن تتحرر، كما قاوم الاستعمار الصهيوني الذي زرع في خاصرة هذه الأمة ليبقى جرحا نازفا في جسد الأمة، وليكون قاعدة الاستعمار المتقدمة على الأرض العربية، وهذه وقائع الحوادث اليوم تثبت لنا ذلك من خلال وقوف الولايات المتحدة الأميركية مع هذا الكيان والذي يحقق مصالحها الاستعمارية في مواجهة غالبية دول العالم.

عاش عبدالناصر وناضل في سبيل العدالة الاجتماعية ليعم الخير على جميع أفراد الشعب المصري، وأطلق مجانية التعليم وحتى المرحلة الجامعية حتى استطاع ابن الفلاح الفقير المعدوم أن يتعلم ويحصل على أعلى الشهادات، ودعا عبدالناصر إلى الوحدة العربية وأطلق العروبة بمفهومها الإنساني، مؤمنا بأنه لا طريق لتقدم هذه الأمة، ولتكون هاديا للبشرية تحت راية الإسلام وكما كانت في عهدها الأول إلا من خلال توحدها، وقد تحققت على يديه الوحدة المصرية السورية التي أسقطها الاستعمار وأعوانه، وظل عبدالناصر يجاهد ويناضل ويقاوم على جميع الجبهات حتى سقط شهيدا في سبيل هذه الأمة وإذا كان عبدالناصر قد مات فقد ترك لنا ثروة من الفكر السياسي يعطينا من خلاله مفهوم المقاومة والجهاد والصمود في وجهة كل غاصب ومحتل لأرضنا العربية. إن الطريق الذي تسير عليه الانتفاضة المباركة هو الطريق الصحيح الذي سيوصلنا إلى غاياتنا وأهدافنا في الحرية والعدالة والوحدة وليعيد إلى هذه الأمة عزتها وكرامتها

العدد 387 - السبت 27 سبتمبر 2003م الموافق 01 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً