نظم قسم العيون في مجمع السلمانية الطبي وبالتعاون مع قسم التعليم الطبي المستمر للرعاية الصحية الأولية على مدى يومي الإثنين والخميس 13 و15 يناير/ كانون الثاني 2009م، حلقة عمل عن أمراض العيون الشائعة وكيفية التعامل مع الحالات الطارئة, وتم تعريفهم بآخر مستجدات مرض الجلوكوما (الماء الأزرق أو الأسود) والتخطيط لبدء حملة توعية عن المرض ومخاطره وطرق الكشف عنه وعلاجه.

وشاركت في الحلقة الاختصاصيتان ليلى الجاسم وفاطمة الجزاف، بحضور 50 طبيبا للاستفادة من المعلومات والاطلاع على المستجدات حول مرض الجلوكوما الذي قد يؤدي للعمى في حال عدم التشخيص في الوقت المناسب.

وتطرقت الورشة إلى أن الجلوكوما مسمى لعدد كبير من أمراض العين, تشترك جميعها في كونها اختلالا في العصب البصري (العصب المسئول عن نقل الصورة من العين الى الدماغ), ما يؤدي إلى انحسار مجال النظر. وفي حال عدم رفع أسباب الأذى, فقد يتفاقم فقدان مجال النظر حتى يؤدي في نهاية المطاف إلى فقدان النظر، وقد يكون لارتفاع ضغط العين تأثير مباشر, ولكن لا يوجد حد فاصل بين مستوى ضغط العين الطبيعي والمرضي، فقد يكون ضغط العين في المستوى الطبيعي ويؤدي إلى خلل في العصب البصري وفقدان مجال النظر, وفي حالة أخرى يكون ضغط العين عاليا ولمدة طويلة, مع ذلك لا يحدث أي تأثير، إلا أنه غالبا لا توجد أعراض لمرض الجلوكوما, حيث يبدأ المصاب بفقدان مجال النظرالخارجي تدريجيا, ولا يلاحظه إلا إذا أصيب المجال المركزي, وفي هذه الحالة يكون المرض قد وصل إلى مرحلة متقدمة.

ويقدر المختصون أن نحو نصف عدد المصابين بالجلوكوما لا يعلمون بإصابتهم بالمرض، ولا يوجد لحد الآن علاج شاف لمرض الجلوكوما، والتلف الذي تحدثه الجلوكوما للعصب البصري لا يمكن علاجه، ولكن هناك علاج لمنع المزيد من التلف, فبالكشف المبكر من خلال الفحص الدوري، وخاصة للناس الأكثر عرضة للمرض، يمكن السيطرة على المرض وتجنب فقدان النظر. وأشار قسم العيون في مستشفى السلمانية إلى أنه يعمل جاهدا وبالتعاون مع مؤسسة المراكز الصحية على تطبيق خطة لفحص العيون الشامل بواسطة كاميرا الشبكية في المراكز الصحية، والأشخاص الذين ينصحون بالفحص الدوري المنتظم هم أصحاب ضغط العين المرتفع، وأقارب مرضى الجلوكوما من الدرجة الأولى، والأكبر سنا، غالبا بعد عمر الاربعين، وأصحاب البشرة الداكنة، وإصابات العين السابقة؛ بعد عمليات العين، التهاب القزحية والاستعمال المفرط للكورتيزون، مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم، وقصر البصر الشديد، وترقق القرنية، كما بعد عمليات تصحيح البصر - الليزك، والإصابة بمرض الصداع النصفي