العدد 386 - الجمعة 26 سبتمبر 2003م الموافق 30 رجب 1424هـ

منغصات السياحة

عبدالله العباسي comments [at] alwasatnews.com

عندما سألت أحد الإخوة السعوديين أخيرا، لماذا قَلَّت زيارة أبناء السعودية للبحرين مقارنة بالفترة الأولى لافتتاح جسر الملك فهد مع أن البحرين بحسب ظني بها الكثير من الأمور التي يحتاج إليها مختلف ألوان السياح السعوديين والخليجيين؟ قال: إن ما تقوله صحيح إلى حد كبير لكن هناك أمورا قد تُنغِّصُ على السائح راحته، فقلت: وما تلك المنغصات؟ قال: في حسابات بلادكم قد تكون سهلة، لكنها في حسابات السائح الخليجي قد تكون مزعجة، فعلى سبيل المثال لا توجد مواقف للسيارات، وانا كسعودي آتي إلى هذا البلد وأرغب في أن أتجول بسيارتي فيها وأن أجد مواقف قريبة في الأسواق وفي معظم المتنزهات وحتى الفنادق، فما قيمة أن أوقف سيارتي على بُعْدِ ثلاثة أو أربعة أميال لأصل إلى المحل الذي أريده فإن ذلك لا يكون مشجعا، وأضاف: ولأكون صريحا معك فإن فنادق البحرين فنادق بها كل ما في فنادق العالم من وسائل الراحة والأدوات المشجعة لكثير من السياح السعوديين من جيل الشباب. هذا يجب الاعتراف به لكن الذي يضايق هذا السائح السعودي هو ان هناك عداء تقليديا لدى جنسية معينة تعمل ضمن شرطة البحرين، وهم كثيرا ما يعملون في الدوريات وبمجرد ان يروا سعوديا يتمشى في الطريق يضايقونه ويطلبون منه أن يركب السيارة على أساس أنه في حال غير طبيعية.

وهذان سببان مهمان وراء تخفيف حماس سياحنا للبحرين والتوجه إلى دول خليجية أخرى التي بها المغريات نفسها مع إحساسهم بأنهم غير مراقبين أو مطاردين من أولئك الشرطة مع توافر مواقف لسياراتهم في كل مكان.

إنني فقط أنقل هذه الصورة بكل أمانة وسذاجة، وأتساءل: لماذا لا تشارك الجهات المسئولة عن التنشيط السياحي السياح المثقفين وتستمزج آراءهم للتعرف على أسباب انحسار العدد الكبير السابق من السياح؟

ثم أتساءل: مادامت مملكة البحرين بها فنادق من الدرجة الأولى التي بها كل ما هو مشروع وغير مشروع دينيا فلماذا مضايقة هؤلاء، أليس في هذا تناقض واضح؟

وإذا كانت الدولة صادقة في الحفاظ على طابعها الإسلامي والتمسك بالشريعة الإسلامية، فلماذا تسمح بهذه المغريات في الفنادق الكبرى؟

ثم لماذا لا تخطط البلدية والجهات المسئولة عن السياحة بشراء أراض لإقامة مواقف للسيارات عليها في مختلف المواقع؟

لقد صدق ذلك المتحدث حين اعتبر تلك الأمور من منغصات السائح لكن الجهات المسئولة في بلادنا تتساهلها ولا تتنبه إليها؟

العدد 386 - الجمعة 26 سبتمبر 2003م الموافق 30 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً