مع اكمال صحيفة «الوسط» عامها الأول ومرور أكثر من 6 شهور على اصدار صفحة التراث في ثوبها الجديد وتحريها الاختيار ما وسع الأمر ذلك، والصدى الذي لقيته من قبل الإخوة الأحبة من الشعراء والكتاب والقراء، نكون قد وضعنا قدما راسخة و نأمل في أن تمتد أكثر فأكثر بالمساهمات والملاحظات وحتى الانتقادات التي تتحرى الموضوعية فيما يصدر عنها، مؤكدين من جديد ان النجاح الحقيقي لن يتم الا بتواصل الأصوات الشعرية الجادة هنا في مملكتنا الغالية، على إلاّ نوصد نافذة كبرى نحن في أمس الحاجة اليها عبر التواصل مع الأصوات الشعرية في دول مجلس التعاون الخليجي، وهي أصوات لا ندعي الاستغناء عنها، ونظل نتعلم منها الكثير مع كل نص يردنا.

لا يمكن لتجربة الشعر هنا أن تتلمس طريق تطورها بعيدا عن الحوافز والمسارات التي تؤدي بها الى التراكم ومن ثم بزوغ جانب مضيء ولامع من ذلك التراكم يضاف الى ذلك ضرورة عدم الانفصال عن القراءة، ليس في الشعر فحسب. فانفتاح المرء على المعرفة والثقافة يتيح له فضاء واسعا يستطيع من خلاله التحرك بحرية وثقة تترك أثرها على مايتم انتاجه وصوغه.

ان اقتصار القراءة على الشعر وحده لا يمنح التجربة قدرة على التجدد والتنوع بعيدا عن القراءات الأخرى على رغم ان الشعر واحد من الروافد المهمة التي لابد من ورودها لتعزيز قيمة ومستوى التجربة، لكن الانفتاح على القراءة ضمن مفهومها الشامل والمتنوع يجعل التجربة أكثر رسوخا وتماسكا.

أول النص

لو تِجينْ استلْ مِنْ ذيكْ السمَا نجْمَهْ وْبـَرقْ

وآتوقى هالغمامْ اللي حوَى صبْح برديــه

مَا أعَقْدْ مقارنه بينكْ وبينْ الصُبْحْ فــرقْ

لا ضَوى يَطفيه نُوركْ وَالعُيُون النرجسيَّه

آه وِانْتِ لي ليَا جَنَّبْتْ في دنيايْ شَــرقْ

تهْتْ في نفح الحُضُور وذعْذع بْوَرْدَه عَلـيَّه

ليهْ وانْتِ لا هَمَى ثلجِكْ أحِسَّهْ حَرقْ حــرقْ

كِنْ لاجْلِك هَالحَيَاهْ اتمَازجَتْ عُمْر ومنيَّه

وِانْ ضوَى هَمِّي أشُوفِك تبْدِعِين ألحَـــان وِرقْ

جَعَلْ هَاكْ الهَمْ مَاعَيّن مِن فرَاتينْ رَيـَّـه

وشْ يصِيْر؟ اتمَخْتري كِلْ السِدُودُ حْذاكْ طِرقْ

تعْشِبْ اطرَاف السَما وِتشِبّ ذِيكْ الجَرْهَديَـــــه