هناك مثل شعبي معروف عند الشعبيين يقول (الله ما يضرب بعصا) بمعنى أن الله لا يترك الظالم ليلعب كيف يشاء، ويطغى كيف يشاء فالانتقام الإلهي من الطغاة يأخذ أشكالا متعددة وليس بالضرورة أن يتم من خلال ضربة بشكل واضح.

والإدارة الأميركية والكونغرس الأميركي بلغا درجة الطغيان وخصوصا في المرحلة الأخيرة حتى صارا يدعمان «إسرائيل» بكل تجاوزاتها وكل جرائمها، لهذا فإن الأعاصير التي تضرب شواطئ الولايات المتحدة ويذهب ضحاياها بالعشرات بل بالمئات، وكذا المياه التي تدمر وترفع معها مئات المنازل غير جرف السيارات وتحطيم الأشجار وقطع التيار الكهربائي عن مدن بأكملها والخسائر التي تبلغ بالمليارات بحيث صارت تعتبر مناطق كوارث نوع من هذا الضرب بدون العصى دون أن يعتبر هؤلاء بما يحدث، حتى صار يتساءل الإنسان هل فعلا الدين المسيحي دين سلام وهو ذلك الدين السماوي الذي بلغ درجة أن تقول تعاليمه (إذا ضربك أحد على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر)؟.

إن إدارة بوش والكونغرس الأميركي بحسب ظني لا ينتميان للمسيحية على الإطلاق، فالذين يدعمون الإجرام ويدعمون الإرهاب الدولي الذي يقوده شارون لا أعتقد يؤمنون بالسلام ويؤمنون بالمحبة.

لا أدري لماذا فاتت الإدارة الأميركية أن تتهم تنظيم القاعدة بأنها وراء هذه الأعاصير وهذه الفيضانات التي تضرب شواطئ الولايات المتحدة، إذ إن طفلة لو تنجرح في أقاصي الدنيا لا اتهمت تنظيم القاعدة، ولو ان طائرا جرح في أقاصي السماء لقيل وراءه تنظيم القاعدة حتى احتار الإنسان بما يجري.

إن مجرد صحافي غطى حوادث أفغانستان صار إرهابيا ومرتبطا بتنظيم القاعدة.

وكما قال أحد الصحافيين الإسبان «حتى يحمي الكتاب والصحافيون أنفسهم من هذا الاتهام عليهم كل مساء أن يقدموا تقريرا للاستخبارات الأميركية عن تحركاتهم والأماكن التي مروا بها طوال اليوم وتسجيل أسماء كل من مروا بهم أو استقوا الأخبار منهم وذكر أسماء كل المقاهي التي شربوا الشاي فيها كي لا يصبحوا عرضة لهذا الاتهام».

والأخطر من كل هذا أن الدول الأوروبية صارت تعتمد على تقارير تأتيها من هنا وهناك كما حدث في اعتماد الإدعاء العام في إسبانيا في اعتقاله لتيسير علوني على تقارير أتته من دولتين ليست لديها أية صدقية في حديثها مثل «إسرائيل» والولايات المتحدة الأميركية، وكلنا يعلم كم تريد «إسرائيل» خلق بلبلة في كل العالم لتشغل الرأي العام بمشكلاتهم من صنع الخيال