العدد 384 - الأربعاء 24 سبتمبر 2003م الموافق 28 رجب 1424هـ

السعداوي... رجل المسرح الأول

يبدو من الصعب جدا البحث عن الكلمات المناسبة التي تصف تاريخ عبدالله السعداوي... المخرج والمؤلف المسرحي البحريني... فالسعداوي الذي نراه على خشبة المسرح أو في أي مكان تجول نفسه لاطلاق فضائه المسرحي ما هو إلا شخصية قلما تكررت في هذا المجال عربيا ودوليا.

ليس هذا فحسب فالإبداع المسرحي المتمثل في شخص السعداوي يرجع إلى كونه فنانا متعدد المواهب فهو مثلا معروف بالإخراج قبل أن يكون مؤلفا وممثلا من الطراز الأول.

فحال الإلهام التي تعتريه في أعماله المسرحية - كما في «الرهائن» إلى «الصديقان» و«الجاثوم» و«رجال البحر» التي تعتبر المحطة الأولى للعمل التجريبي المختبري - ما هي إلا محطات حقيقة يستحق ذكرها كون أن الفن الحقيقي يبقى مخلدا مع الزمن. وفن السعداوي هو هذا الفن التي تسعى إليه الإنسانية بمختلف ألوانها وأجناسها وعرقياتها لنشره كونها لغة مشتركة في مسرح متعدد الجنسيات كالذي يقدمه السعداوي.

بحق قد نصنف هذا الفنان برجل المسرح الأول في البحرين بل واحد أهم رواده الذين مارسوا دورا مهما في عملية التجريب المسرحي على الصعيدين العربي والدولي... فقد حظيت مسرحيته «سكوريال» مع مسرح الصواري بالإشادة والتقدير من قبل لجنة التحكيم في العام 3991 في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي تلتها مسرحية «الكمامة» التي حصلت على جائزة افضل إخراج دولي في العام 4991 في مهرجان القاهرة إلى «القربان» في العام 6991 و«الطفل البريء» في العام 8991 إلى «الكارثة» ثم تتبعها ثلاث مسرحيات قصيرة «ابني المتعصب» و«بورتريه» و«الحياة ليست جادة» للعام الجاري.

لقد جال فن السعداوي في كل مكان اشتهت إليه نفسه فكان في القلاع القديمة و صالات العرض وأخرى في مسرح متجول في فضاءات مختلفة...

ربما نسى البعض فضل السعداوي في تأسيس عدد من المسارح في منطقة الخليج خلال فترة السبعينات إلا أن أثره ومؤلفاته ستكون شاهدا على تجربته الفطرية على الحركة المسرحية بشكل عام خليجيا وعربيا.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً