في خبر أوردته بعض التقارير الصحافية أعلن مناهضو العولمة - من ممثلي منظمات المجتمع المدني الذين اجتمعوا تزامنا مع الاجتماعات السنوية للبنك والصندوق الدوليين في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة - التراجع «طواعية» عن القيام بمظاهراتهم التي كانت سنويا لا تكاد تخلو من العنف مهما كانت الدولة التي تعقد فيها هذه الاجتماعات.
لا يخفى على اللبيب حين يمر عليه مثل هذا الخبر أن له مؤشرات مختلفة، أهمها اثنان: فإما أن يكون هذا الخبر مصطنعا وغير صحيح ووراءه الجهات المنظمة والراعية للاجتماعات الدولية، وإما أنه صحيح فعلا. وفي رأيي أنه في كلا الحالتين يدل على حسن التخطيط.
فإن كان مختلقا، فهذا يعد من أمثلة الدعاية المضادة. وعليه فإن المنظمين إنما أرادوا بإشاعة هذا الخبر أن يثبطوا عزيمة المناهضين لحملهم على عدم التظاهر وبالتالي تجنب التصادم معهم.
وإن كان الخبر صحيحا، فهو أيضا يدل على حسن التخطيط. فيبدو أن الطريقة الذكية التي تعاملت بها السلطات مع هؤلاء المتظاهرين بتوفير الخيام المكيفة وتوفير المشروبات الباردة في أجواء حارة، أعطت أكلها وبعثت الخدر في مفاصلهم، فكانت سببا آخر في منعهم من التظاهر
العدد 382 - الإثنين 22 سبتمبر 2003م الموافق 26 رجب 1424هـ