العدد 382 - الإثنين 22 سبتمبر 2003م الموافق 26 رجب 1424هـ

المسلمون والخروج من الصوامع المذهبية

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

الخطاب الاسلامي خطاب يحتاج إلى مراجعة في طريقة ما يطرحه للجمهور فهو ما بين وعظي بحت يحلق في اجواء الجنان، وآخر مشغول بالحرام والحلال وساكت عن هموم الناس ومشكلاتهم، وثالث غارس إلى شحمة الاذن في تلميع ما تطرحه الأنظمة العربية من اجندات، ورابع يتحرك بواقعية واتزان، وخامس متطرف إلى درجة الانفلات.

فلا يكاد يخلو بيت اسلامي من هذه الاطياف الخمسة في ظل العولمة واستحقاقات الالفية الثالثة. المسلمون بحاجة إلى خطاب أكثر علمية وواقعية خالٍ من تلك النزعات المثيولوجية، بحاجة إلى خطاب يتلمس أوجاعهم ويقرأ معهم الحدث والواقع بلغة معرفية علمية. ولعل سر هروب بعض مجتمعاتنا عن الأوساط الإسلامية هو بسبب ماضوية الخطاب وسكونه إلى امجاد الماضي ونسيان الحاضر. فكثير من خطاباتنا مازالت متورطة باطروحات نستلوجية، مسكونة بالماضي وامجاد الماضي متناسية الواقع وما يتطلبه الواقع من خطابات تغييرية هادفة مشفوعة بآليات تصحيحية للخطاب وللثقافة التي قدمت سنين للجمهور عبر منابر مختلفة.

يقول علماء السوسيولوجيا: ان هناك مسألتين مهمتين لانجاح اي مشروع. الاولى: ان يستوعب الجمهور طبيعة الخطاب ويفهم ما يرمى إليه. والثانية ان يجد في الخطاب ذاته، ويرى حلولا لمشكلاته والا قد يفلس المشروع والخطاب وهو في بدايته.

وهناك نقاط جديرة بالاهتمام لانجاح الوحدة الاسلامية حتى تتحول إلى واقع عملي ولكي تنتقل من عالم الاعلام والدعاية إلى عالم التطبيق والتفعيل:

1- التركيز على القواسم المشتركة والابتعاد عن محاكمة التاريخ وابعاد النظريات «الطوباوية» من جعل كل المسلمين في ضمن بوتقة الفكر الواحد والتوجه الفقهي الواحد.

2- إلغاء كل آليات الفرز التاريخية من التشبث بنظرية الفرقة الناجية واحتكار الجنة لفئة على فئة «وجنة عرضها السماوات والأرض» (آل عمران: 331).

3- ازالة كل الالغام المؤدلجة من وعي وعقل الجمهور والتي عادة ما تتفجر وتتحول إلى حروب أهلية فتزيد المسلمين ضعفا.

4- الابتعاد عن المعارك الوهمية مع خلق ثقافة جديدة تسامحية غير مأزومة تترجم بآليات ومؤسسات مشتركة بين جميع المذاهب حتى تجد صدقيتها لدى جميع الاطراف مشفوعة بتطبيع اجتماعي لا يهزم امام الامتحانات.

5- يجب ان تبادر الحكومات العربية الاسلامية بمبادرات عملية داعمة الى الرؤى التقريبية وذلك بنبذ كل السياسات القائمة على التمييز بين المواطنين في التعيين والتوظيف والتسامح الديني في ممارسة الشعائر ويجب كسر تلك الحلقات المغلقة تجاه الاطياف المسلمة في كل الدول وان تدعو إلى المواطنة الحقيقية بعيدا عن خلفية الآخر واديولوجيته.

6- كي لا تتحول اجتماعات المسلمين التقريبية إلى اجتماعات اعلامية او موسمية ينبغي ان تشفع بآليات عملية لا بتوصيات تنتهي بانتهاء المؤتمر وهذا ما نطمح إليه في مؤتمرنا هذا.

وكي يجد المسلمون صدقية ما يطرح يجب ان يتوافق الشعار مع التطبيق على مستوى الواقع بأرقام علمية تعكس حقيقة الشعار لكي يشعر الجميع بالتساوي بلا طائفية أو عنصرية.

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 382 - الإثنين 22 سبتمبر 2003م الموافق 26 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً