مؤتمر التقريب يبن المذاهب الذي ينعقد في البحرين في الوقت الراهن هو فرصة كبيرة للمسلمين الذين جاءوا من بلاد شتي لكي يتفقوا على ان تسود في عالمنا قيمة التسامح الذي جاء به ديننا الحنيف، وكما هي فرصة لا تعوض بأن يتفق العلماء الذين بين ظهرانينا على ان وحدة المسلمين هي الهدف الكبير الذي لابد يكون هو هدف الجميع ليس من أجل حمية ولكن من أجل ابراز الدور الكبير للعقيدة الإسلامية في ارساء دعائم الامن والسلام في العالم، كما هي فرصة مواتية لتصحيح ما الصق بالعقيدة الإسلامية من تحريف وتزييف.
وأجمل ما يمكن ان يقال او يذكر في هذه اللحظة هي اقوال سيد قطب في (افراح الروح) عندما يقول: حين نعتزل الناس لأننا نحس أننا أطهر منهم روحا، أو أطيب منهم قلبا، أو أرحب منهم نفسا أو أذكى منهم عقلا لا نكون قد صنعنا شيئا كبيرا لقد اخترنا لأنفسنا أيسر السبل وأقلها مؤونة!.
ويقول قطب: إن العظمة الحقيقية أن نخالط هؤلاء الناس مشبعين بروح السماحة والعطف على ضعفهم ونقصهم وخطئهم وروح الرغبة الحقيقية في تطهيرهم وتثقيفهم ورفعهم إلى مستوانا بقدر ما نستطيع!.
ليس معنى هذا أن نتخلى عن آفاقنا العليا ومثلنا السامية أو أن نتملق هؤلاء الناس ونثني على رذائلهم أو أن نشعرهم أننا أعلى منهم أفقا... إن التوفيق بين هذه المتناقضات وسعة الصدر لما يتطلبه هذا التوفيق من جهد: هو العظمة الحقيقية!.
اذا عملنا بما قيل في افراح الروح حتما سنصل الى المبتغى...!a
إقرأ أيضا لـ "خالد أبو أحمد"العدد 381 - الأحد 21 سبتمبر 2003م الموافق 25 رجب 1424هـ