تابع مرزوق مع غيره من المواطنين ما آل إليه حال «عين عذاري» واستثارته عبارة سمعها من أحد اصدقائه ان «عين عذاري تشققت».
مرزوق: تقصد تشققت من الفرحة؟!
صديق مرزوق: الذي يتشقق من الفرحة هو الذي يحصل على أكثر مما كان يتوقع.
مرزوق: وعين عذاري حصلت على أكثر مما تتوقع.
صديق مرزوق: تقصد بالمقلوب؟
مرزوق: لازم تعرف ان هناك حروقا تصيب الانسان بسبب اشتعال النار، وحروقا تصيبه اذا لامس جسمه سائل بارد جدا... يعني ابرد من الثلج بكثير... فلو ان انسانا ما وضع يده في غاز تمت إسالته - ودرجة البرودة المطلوبة لإسالة الغاز تصل إلى أكثر من 001 درجة تحت الصفر - فإن الحروق التي ستصيبه من انخفاض درجة البرودة اشد من الحروق التي تسببها الحرارة المرتفعة جدا.
صديق مرزوق: لماذا؟
مرزوق: لأن النار المشتعلة تحرق وتؤلم، ولكنها «تشوي» اللحم ويمكن تصل إلى العظم، ويمكن لاتصل. أما البرودة المنخفضة فإنها أولا تكسر العظام وثم تشوي اللحم.
صديق مرزوق: يعني اللي اصاب عين عذاري مثل الحروق الباردة أم الحروق الحارة؟
مرزوق: اللي اصاب عين عذاري أشد من الحروق الباردة بكثير.
صديق مرزوق: كيف ولماذا؟
مرزوق: «عذاري» عنوان لحياة البحرين وأهلها، عنوان لكرم البحرين الذين يؤثرون الآخرين على أنفسهم، ولذلك قيل عنها انها «تسقي البعيد وتخلّي القريب»، عذاري نبع ماء صافٍ انفجر ينبوعا قبل الاف السنين، ولكن قبل عشرين سنة اختفى الينبوع بعد أن سقى كل الناس ماء عذبا... وبعد ذلك رُدمت العين وهاجر الماء من أرضه. ثم جاءوا بماء غير طبيعي ووضعوه في أفضل عين طبيعية عرفتها البحرين... فاحّتجت عذاري احتجاجا شديد اللهجة وتشققت رافضة أي ماء غير مائها الطبيعي.
صديق مرزوق: بسّك تشاؤم... حوض السباحة الآن أنظف وأرتب، ويمكن اننا نقدم للبشرية مثالا جديدا عن أفضلية العين الاصطناعية على العين الطبيعية... وخلنا نروح نسبح فيها بدل هذا الكلام.
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 378 - الخميس 18 سبتمبر 2003م الموافق 22 رجب 1424هـ