العدد 378 - الخميس 18 سبتمبر 2003م الموافق 22 رجب 1424هـ

عادات إفريقية...

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

في الصومال يعتبر «ختان» الفتيات الصغيرات عادة وتقليدا طبيعيا، بل ويدرج ضمن ثقافة وعادات المجتمع الصومالي الذي تتمثل غالبيته من الدين الإسلامي.

هذا التقليد الغريب والشاذ على مجتمعاتنا العربية ما هو إلا عادة ينادي بها للأسف أهالي الصومال وبعض المجتمعات العربية الإفريقية، باعتبارها عادة بل واجبا دينيا نص عليه الاسلام في تفاسيره وسوره القرآنية.

للأسف... لن تكون الصومال البلد الوحيد في هذا الجانب بل نجد أن غالبية دول إفريقيا لاتزال تؤمن بهذا المعتقد الذي هو ضد طبيعة جسد الأنثى، إضافة إلى أن الدين الإسلامي لم ينص ولم ينادِ بذلك، بينما نجد عادة «الختان» مقتصرة على الصبي في كلتا الديانتين الإسلامية واليهودية وبعض مسيحيي المشرق.

ما أثارني إلى كتابة هذه السطور - التي قد يشمئز منها القارئ - هو برنامج تحدث عن عادة «الختان» داخل المجتمع الصومالي على القناة الرابعة البريطانية الخاصة منذ فترة... فقد أجرى البرنامج لقاءات مع بعض مسلمي الصومال الذين أكدوا حرفيا أمام الصحافي البريطاني أن عادة «الختان» واجب نص عليه القرآن والسنة، ليس هذا فحسب أخذت درجة التخلف والرجعية بإحدى الأسر الصومالية - وهي «فخورة» - إلى جعل كاميرا البرنامج تصور مراسم عملية «ختان» إحدى فتيات الصومال الصغيرات... كيف لا؟ فالابتسامة لم تفارق وجه الأم أمام وجه فتاتها الصغيرة - التي لم تتجاوز الثامنة - وهي تتألم وتصرخ، بينما امرأة أخرى ماسكة بمقص وسكين تقوم بعملية قطع الأطراف اللحمية... كل ذلك يحدث في جو لا تبدو فيه أية غرابة وكأن الحدث ليس جريمة في حق طبيعة وإرادة المرأة. حدث ذلك تحت حجج ومسميات واهية تدعي أنها إسلام، لكن الأمر في الواقع ما هو الا جهل وواقع مر لحياة المرأة في بعض المجتمعات الإفريقية التي لاتزال تمزج بين عاداتها البالية الإفريقية بعادات الإسلام النقية.

وهنا لابد من الإشارة إلى أن البرنامج ليس برنامجا يسيء إلى المسلمين لكنه كان يطرح جوانب قلما أثيرت في إعلامنا العربي؛ فمثلا عندما تنتهي عملية الختان فإن هدايا مثل صابون لوكس وملابس رثة أخرى تكون مكافأة الفتاة الصغيرة، وغالبية من التقاهن البرنامج أجمعن أن هذه التجربة مريرة ولا يمكن ان تنسى بل حتى منهن من لايزلن يجدن مشكلة في السير في حياة جنسية طبيعية أو في ولادة طبيعية إن كن سيضعن مولودا... تلك الأمور نوقشت في هذا البرنامج عندما قرر احدهم أن يأخذ زوجته إلى إحدى الطبيبات الصوماليات «الواعيات» وهن قلة وقد يصنفن بأنهن خارجات عن التقاليد والدين؛ فإن هذه العادة لا شأن لها بتعثر علاقة الزوجين الجنسية وعندما يأتي توجيههم بمدى خطورة هذا الشيء على جسد المرأة تأتي أجوبة بأنه حلال وليس حراما... فالإسلام قد أمر بذلك!

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 378 - الخميس 18 سبتمبر 2003م الموافق 22 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً