العدد 2323 - الأربعاء 14 يناير 2009م الموافق 17 محرم 1430هـ

نضال الشعب العربي وخذلان حكوماته

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

مقالتي السابقة بعنوان الغضب... أضيف إليها في قسم التحرير احذروا... الموقوت والذي لم أقصده بتلك الدقة، لأنني كنت في محاولة التعبير عن المواقف الإنسانية عموما أثناء الغضب، وربما احذروا الموقوت قد تقويان رمز الغضب وإعطاءه طابعا جريئا ومقاوما... ولكنني كنت أقصد بأن أبين بأن هنالك أنواعا متعددة منه مثل المؤجل، والمكبوت والصامت الوقتي... مع إفراز السموم بين كل حين وحين!

على أية حال أصبح الغضب سمة أساسية نمارسها يوميا لما نراه من فداحة الظلم الواقع على عالمنا العربي والكذب الذي يمارسه الحكام والأنظمة حتى المقاومة منها، فيما بات من الصعب علينا أن نعرف ماذا نصدق وما لا نصدق.

حينما ندرك الحصار على غزة بأنه مؤامرة شنيعة على شعب بريء حتى الجيران ومن كنا نعتبرهم رموز الشرف والصدق أصبحنا نرى المصلحة الذاتية حينما تأتي وكيف يتخلى الأقربون! غزة تضرب، وحزب الله يتفرج، وسورية صامتة ومصر تواصل غلق المعبر.

والأردن يصرخ بأن هنالك مؤامرة! يا سلام! شيء غير معقول! ثم ينادون ويدعون بأنه عدو مشترك بكل صلافة وخبث، هذا العدو المشترك لو أننا تنازلنا قليلا عن مصالحنا الذاتية لتمكنا من ضربه ضربة موجعة في هذه المرة والمساهمة في إبراز قوة الشعب العربي في النضال... واسترجاع فلسطين... ولكننا نشطون ومتخصصون في تضييع الفرص الذهبية دائما وأبدا ويعود الغدر كل يوم بثوب جديد وضحايا وأبرياء يستشهدون، إن مؤامرة أميركا وتورطها لإمتصاص وقتل شعوبنا ودمائنا أولا بحجة كاذبة عن العراق والتي تم اعتراف بوش بها وبأنها كانت قرارا خاطئا... وتفوت تلك الغلطة وكأنها لم تكن ودون أي عقاب أو محاكمة والعرب يتفرجون كالبلهاء! ثم يحاول أن يضرب إيران في قلب المنطقة العربية، وحينما يفشل يبدأ باقتناص الأبرياء في غزة وتسييل الدماء، وتبدأ المقاومة في مواجهة ترسانة عسكرية خامسة في قوتها وعتادها في العالم مدعومة 100 في المئة من أميركا تقف يتيمة دونما نصير بعد أن غسل الجيران أيديهم عنها!

أن عصير الدماء ضروري للمذهب المستهود (المسيحي+ اليهودي) المندمج لدى الطاقم الحاكم في أميركا والقتل والضحايا هي من أهم الأمور الاعتقادية والملازمة لخلاصهم الأبدي وانتقالهم إلى الجنة الموعودة وأرض الميعاد ويعدون بستين مليونا من المستهودين المناصرين لكل مجزرة في منطقتنا العربية بل ويشعلونها ويحرضونها وهم ينتمون إلى العوالم السفلية والتي تتبع أعمال الشيطان والسحر والشعوذة والتي تعتمد طاقاتهم الجسدية عليها! (وكنت قد تناولت مثل هذا الموضوع في مقالات سابقة)... عصبة الشيطان والعالم السفلي محبو الدماء والأيادي الملوثة من بين صهيون هي من أهم وأبرز الطقوس لديهم... هم الشرذمة التي تحكم أميركا... هو هذا العالم الذي يطلقون عليه بالعالم الحديث المتقدم، قد يكون! تكنولوجيا وعلميا...الخ ولكنهم في ذواتهم وأرواحهم وعقولهم بشر غير مكتملي النضج، هم مازالت الحيوانية وشهوة الغدر والظلم والقسوة تكتنز فجوات قلوبهم المتحجرة لعلاقتهم الوطيدة بالشيطان وبعدهم عن حقائق الله والرحمن! والرحمة الإنسانية والإلهية... هم لا يريدون سوى العبيد وإخضاع الذين يمارسون السلطات في العالم والحكام وكي يسلحوهم بكل أنواع الخبث والمكر والتآمر! قاموا بتعزيز الكراسي لكل هؤلاء القادة الصامتين والساكتين! على رؤية الأشلاء والأجساد! وضمنوا رئاستهم لتلك الدول وإلى الأبد!

والغريب كل الغريب حينما يتخلى من يدعون تمسكهم بإرجاع أرض فلسطين والمحاربة من أجلها حينما تسنح الفرصة... ويبدو التخاذل وتباع الدماء في سوق النخاسة!

هم يدفنون موتاهم بصمت والشعب العربي يشتعل نارا حامية ولكنها نار باردة على قلوب الحكام... وتزداد برودتهم وصلادتهم!

وكلنا يعلم كيف تتحرك الطائفية لتكبل أية تدخلات واستعمال اسم الدين الإسلامي عنوة في تلك التحركات الظالمة وإدخاله في شيء لا صلة له بالدين بتاتا، وإطلاق كلمة الإرهاب عليها بعد ذلك وشطارة المستعمر تبدو جلية باللعب في هذه الخانة الغبية! واستعمالها لضرب المسلمين بعضهم ببعض! وهم غافلون!.

وسنبقى حائرين... وسنبقى ثائرين لا نعرف كيف أو ما هو الطريق إلى الخلاص والطريق لتحرير البلاد العربية من النظم السائدة ومن أن ننسى الخلافات الطائفية السياسية أولا وإبعادها عن الدين... فالدين براءٌ منها جمعاء!

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 2323 - الأربعاء 14 يناير 2009م الموافق 17 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً