العدد 2323 - الأربعاء 14 يناير 2009م الموافق 17 محرم 1430هـ

إلى «أسرة الأدباء» بكل الحب

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

الاتحادات والأُسر الثقافية والأدبية في العالم العربي خصوصا، والعالم عموما، هي كيانات تنظيمية للشأن الثقافي والأدبي بمجمله، وليست كيانات تنظيمية خاصة بأعضائها ومنتسبيها، بحيث يكون المعنيون بالشأن الثقافي والإبداعي خارج تلك الكيانات، مستبعدين من أي فعاليات أو نشاط أو حراك.

لدينا في مملكة البحرين حال غريبة لا تختلف كثيرا عن الشركة المساهمة، في أسرة الأدباء والكتَّاب، بحيث يصبح غير العضو وغير المنتسب إلى هذا الكيان مقصيا ومبعدا، وتدور حوله الشكوك، وكأنه يستهدف هذا الكيان الذي نعتز به ونجلُّه ونحترمه، على رغم ممارسات بعض المنتمين إليه من استهداف بعض الفاعلين في الحراك الثقافي من خارج دائرته وسقفه.

تكررت الفعاليات والأنشطة التي نظمت في الأعوام الأخيرة من قبل «الأسرة»، وتم فيها تجاهل عدد من الأسماء غير المرضي عنها، ولا تتمتع «بشرف» عضوية «الأسرة»، والتجاهل تم حتى على مستوى الدعوة إلى الحضور، عدا المشاركة؛ لأن الأخيرة باتت ضربا من المستحيل. وحديثنا هنا عن المشاركة الداخلية، فلا يذهبنَّ بك الأمل بعيدا بالحديث عن المشاركات الخارجية، والترشيحات المتكررة لبعض الأسماء التي باتت مشروعاتها متكررة!

إذا فهمنا أن المهمة الرئيسة لمثل هذه الكيانات هي تنظيم الشأن الثقافي والأدبي بمجمله لكل المهتمين والمشتغلين بهما، لا نفهم لماذا تذهب أسرة الأدباء والكتَّاب عندنا، في تخريجة وأسلوب جديدين في التعاطي مع أولئك المهتمين والمشتغلين بالثقافة والإبداع، وحصر ذلك الشأن التنظيمي في أعضائها ومنتسبيها. ثم هل نتجنَّى ونسْخَر حين نصف هذا الكيان بالشركة المساهمة؟

وإلا ما الذي يفسِّر استمرار هذا الوضع على ما هو عليه منذ أعوام طويلة؟ مالذي سيخسره هذا الكيان إذا ما التفت وأعطى بعض أهمية ودور للذين هم خارج عضويته وخارج سقفه؟ العكس هو الصحيح. الخسارة بهكذا سياسة وإمعان في التوجه الحالي مضاعفة؛ لما تحدثه تلك السياسة وذلك التوجه من تفتيت وإرباك واحتقان مقبلة عليه الساحة وبشكل مضاعف.

على «الأسرة» أن تدرك - وهي تدرك - أن كثيرين وجدوا أنفسهم وعافية مشروعاتهم واشتغالهم على تلك المشروعات خارج سقف المؤسسة - أي مؤسسة - لأن المؤسسة كثيرا ما تحجب، تصادر، تخنق، تؤدلج، تفرز. على «الأسرة» أن تحترم وتقدِّر خيار ابتعاد تلك الثلَّة عن الانتساب المباشر إلى ذلك الكيان، من دون أن يعني إسقاطا أو استهانة بالدور الذي تضطلع به، وفي المقابل على بعض أعضائها المنتسبين - وتلك مسئولية «الأسرة» - أن يكفُّوا استفزازهم وإسقاطهم واستهانتهم بالدور الذي تضطلع به تلك الثلَّة. ولسنا بحاجة هنا إلى ميثاق شرف ينظم النظرة إلى كلا الطرفين، وتعاطي أحدهما مع الآخر؛ لأنه حتى بوجود ذلك الميثاق، لن يتم تدارك تلك الإشكالات في ظل عقليات منتسبة إلى «الأسرة» لا همَّ لها إلا البحث عن أدوار أكبر من حجمها بكثير، وفي نهاية المطاف لا تصب في مصلحة هذا الكيان ولا منتسبيه

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 2323 - الأربعاء 14 يناير 2009م الموافق 17 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً