في الصفحة الرابعة من «الوسط» أمس، قرن المحرّر بين خبرين متنافرين لا يلتقيان، إذا صلح أحدهما إلى الصفحة الأولى فالثاني لا يصلح إلا للصفحة الأخيرة!
الخبر الأول منقولٌ عن (بنا) يقول: «وزير التربية يعرض تجربة التلمذة المهنية على نظرائه العرب»، بينما الخبر الثاني فنقلته الزميلة التي تغطّي أخبار التربية والتعليم، من أمام بوابة الوزارة في مدينة عيسى. وهو خبرٌ يتكرّر نشره أسبوعيا، حيث دأب خريجو العلوم الاجتماعية على الاعتصام كل ثلثاء للمطالبة بتسهيل التحاقهن بالوظيقة في السلك التربوي، فلا تقابلهم الوزارة بغير الصدود والأذن الصماء.
الوزير ذهب إلى الرياض ليسرد على نظرائه الخليجيين رؤيته عن نظامنا التعليمي «الذي يتميّز بالمزج بين تلقي المعلومات الأكاديمية والتطبيقات العملية» كما يقول الخبر، بينما نحن عاجزون عن إيجاد مخرجٍ لهؤلاء الجامعيين، الذين تطحنهم البطالة وتقوّض أحلامهم وتعقّد حياتهم، حتى علقوا شهاداتهم في بالوناتٍ قبل أسبوعين وأطلقوها في الهواء بلحظة يأس كارثية.
كان الأحرى أن نبحث عن حلٍّ لهؤلاء، من ضحايا التخبط وغياب التخطيط التربوي المزمن. فهؤلاء حين التحقوا بالجامعة، قيل لهم أن هذا التخصص سيكون مطلوبا للحقل التعليمي. وبعد سنواتٍ من التخرج مازالوا يصطدمون بحجج الوزارة وتبريراتها لإبقائهم عاطلين، رغم حاجة الوزارة الفعلية لهذه الطاقات الشابة، ووجود 76 شاغرا لوظيفة الإرشاد الاجتماعي، في أكثر من مئة مدرسة بالمحافظات الخمس.
تحدّثونهم عن التلمذة المهنية، فهلا حدثتموهم عن التجربة غير المسبوقة في استقدام وتوظيف معلّمين من بلدانٍ أخرى، في تخصصاتٍ متوفّرةٍ لدى الخريج البحريني؟ وهلا حدثتموهم عن الخطّة المتبعة مع الخريج الجديد المتقدم للوظيفة، من اختبار شفوي وتحريري، يسقط غالبا في أحدهما، لتأخير فرصته في الالتحاق بسلك التعليم.
هلا حدثتموهم عن الخريج البحريني الذي لا يمتلك توصية أو واسطة، فيبقى عاطلا لسنوات، يضطر خلالها إلى المشاركة في اعتصاماتٍ تحت الشمس لعدة أشهر، حتى يحصل على فرصته بالعمل داخل بلاده وخدمة شعبه وناسه.
هلا حدّثتموهم عن التجربة الناجحة في تجاهل معاناة الخريجين والخريجات، فماذا يعني لو فقدت بعض المعتصمات وعيها لتعرّضها لضربة الشمس، وتم نقلها بالإسعاف إلى أقرب المستشفيات! حدّثوهم أيضا عن اضطرار العاطلين لإصدار بيانٍ يُنشر في الصحافة ويقرأه الرأي العام، يطالبون فيه الوزارة وصندوق العمل (تمكين) وديوان الخدمة المدنية بتفعيل توجيهات سمو رئيس الوزراء الصادرة بشأن توظيفهم، دون أن تفهم هذه المؤسسات أنها معنيةٌ بالأمر!
حدّثوهم عن آخر ما تكشّف عنه نظامنا التعليمي لمرحلة ما قبل المدرسة، من وجود فئة مهملة بالآلاف، من المواطنات العاملات برياض الأطفال، لا يوجد قانونٌ ينظم حقوقها، ولا تتوفر على تأمينٍ ولا ينتظرها تقاعد. أجورها تحت خط المئة دينار، وتنخفض أحيانا إلى أربعين دينارا، وهو ما لا يكفي لتغطية استهلاك السيارة من الوقود! وبعضهن يتعرضن للاستغلال بالعمل مجانا دون راتب بحجة التجربة، في أوضاعٍ غير مقبولة إنسانيا، من عقودٍ مؤقتةٍ ورواتب متدنية وفصل دون محاسبة، وإجحافٍ للمرأة العاملة... وهو ملفٌ لن يفكّر أحدٌ بحلّه لأن دولة أخرى كالكويت لن تتدخل وتحتج كما حدث في الجامعات الخاصة.
أخيرا... بدلا عن «تجربة التلمذة المهنية» التي لم تبدأ بعد، حدّثوهم عن مخرجات سياسة الوزارة في الأعوام الأخيرة، التي جعلت مهنة التدريس من المهن الطاردة للكفاءات!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2617 - الأربعاء 04 نوفمبر 2009م الموافق 17 ذي القعدة 1430هـ
حسبي الله على كل ظالم
قريت المقال متاخر لكن شكرا ياسيد جبتها في الصميم يالله يالنعيمي رد اذا عندك رد لكن سياسة التطنيش الي متبعنها انشاء الله بتنقلب عليك والله على كل ظالم لكل ظالم يوم وحسبي الله ونعم الوكيل
رباب
كبير أنت يا قاسم، كبير
كن بخير الياسمين
بالعامية سدح الوزير
بالعامية سدح الوزير وخليته هيره ما أدري عفس على الوزير نهاية اسبوعه ورفع ضغطة
الأجانب والوزارة
هل تعلم ياسيد أن الأجانب في وزارة التربية وبالتحديد في المدارس الصناعية يشغلون العديد من الوظائف والذي بأمكان البحريني ان يشغلها وبالخصوص المواد النظرية والمواد الفرعية مثل مادة الصحة ومادة التعامل مع الآخرين والإشراف الإداري وهي ليست من تخصص المدرس الأجنبي البعض منهم متخصص في الالحام وفي قسم التبريد ويدرس سابقا في هذا القسم بعدها يسند اليه هذه المواد النظرية والتي هي بعيدة كل البعد عن تخصصه وهناك الكثير والكثير لايسعنا الكتابة عنها .
التجنيس مفتاح التوظيف
تدرون ليش فتحوا المجال للتجنيس العشوائي ( الاستيطان ) لأن بلدنا خالية من الكثافة العددية ومن قلتهم ماعندنا بطالة بالمرة ، وعلى هذا الأساس أعطوا المجال لتوظيف المجنسين !!!
الى سعادة نائب التجنيس غانم البو
تحية طيبة وبعد هنيئا لك يا نائب المراكز المشئومة (العامة) على تصريحك الرخيص الذي بعت به دينك ووطنك.. نعم تدافع عن التجنيس لانه لولا التجنيس لما وصلت انت وأمثالك الي البرلمان. كفاكم ذراً للرماد في العيون فمسرحيتكم في فصلها الاخيرة وعلى الارجوز ان يخرج للجمهور بعد إسدال الستار فصبراً جميل.
صح لسانك
كفيت ووفيت ....... أجبت اذا ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي
الصبر مر
لمن تخط ولمن تقرأ، سبحان الله كل شي بالدنيا ممكن بالاصرار يتحقق...انما مع وزارة التربية لا حياة لمن تنداي..فنحن خريجي علم النفس والخدمة الاجتماعية..صرنا كورقة في مهب الريحز
لا فض فوك سيد
نعم، ونعم المقال، ولا أروع من هذه الصراحة التي أتمنى أن ترد الوزارة بصراحة أكبر من ذلك أيضا، رغم أنه مستبعد منها الرد الصريح وإنما ردها ملفق منمق مسفسط ....
انا خريجه بتفوق وقاعده بالبيت
ماحصلت شغل عدل شسوي وياهالحكومه اللي ماتهتم بطلابها الاجانب موفرين لهم كل شي ومدلعينهم واحنا نعاني
شكرا سيد قاسم
اشكر حسك الوطني تجاه ابناء وطنك
النقل الجزائي بسبب التثبيت في الوظيفة
الانتقام من يثبت في وظيفة التدريس ان ينقل الى مدرسة بعيدة جدا عن محل سكناه, ، او نلاحظ مدرس مرتاح في مدرسته ينقل تعسفيا لماذا لان البديل عنه عنده واو في الوزارة وما اكثر الواوات عندنا !!!!!!! ويطلع لنا مسئول في الوزارة يصرح نحن دائما نعطي المدرس المكان المناسب للعمل والمريح له ؟؟؟؟؟؟ ولا اسمع لاارى لا اتكلم ؟؟؟؟؟؟
حلمي أتوظف مرشدة اجتماعية لكن متى؟؟!!
أشكرك من أعماق قلبي وتسلم أناملك على هذا المقال الأكثر من الرائع وبارك الله فيك ,,,,
وما الفائدة
يا سيد والله يومياً تكتب عن مشكلة و عن هم و عن غم و عن تخبط و عن ضرر وووو عبر ماشئت..
ولكن السؤال ما الفائدة اذا كنت تعلم ان لا حياة لمن تنادي في هذا البلد .. الذي صار يستورد العروووبة من الهند و باكستان؟؟؟!!!!
المواطن يتمنى الموت في كل يوم و كل لحظة واحنه ........خلني ساكت لانه مافي فايدة
أثلجت صدورنا
بالفعل هذا هو واقعنا المر والأمر منه أن تعيش في وطنك غريب فالوافد هو المواطن وله جميع الحقوق من تعليم وصحة ووظائف وبدلات وغيرها ونحن لنا الفتات الذي لن نجده يوماً بالرغم من إني خريجة من خريجات العلوم الإنسانية إلا أنني لم اعتصم معهم لأنني وببساطة موظفة مؤقتة حتى الآن بوزارة العمل والتي لم تكفها السنوات الأربع لثبت مدى جدارتنا لثبتنا في حين أن غيرنا من الموظفين لم يمر بهذه السنوات الأربع حيث أن معيار الواااااااااسطة انطبق عليهم ولم ينطبق علينا..
جزاك الله خيرا على هذه المقالات التي تثلج الصدور
الوزير والوزارة
انا اقول ان فاقد الشيء لايعطيه فجل موظفي الوزارة لم يرتقوا مناصبهم لانهم اهلا لها ولكن للطائفية العمياء التي ادت بهم لتوزيع المناصب على اهليهم وذويهم واستبعاد الطائفة الآخرى لا لشي انما هم شعب الله المختار والفئة الثانية المغضوب عليهم.اللهم اكشف هذه الغمة عن هذه الامة بتعجيل الفرج.
انا اعرف متخرجة من الجامعة بمعدل90%وقد مر على تخرجها الان4سنوات وكل سنة يجرى الامتحان والمقابلة ولكن لاخبر وهي تستاء نفسيا يوما بعد يوم.اسال الله ان ينتفم لها.
انت صحافي والسعيدي نائب
اضيف غرائب جديدة للغرائب التي سردتها يا كاتبنا العزيز هو ان من عجائب الزمن المرير ان تتطرقوا انتم الصحافيون لهمومنا بينما يصرف نواب مثل السعيدي جل اوقاتهم في بيانات ضد المذاهب وحتوتة المؤذنات وهو من يتقاضى راتب برلماني. شكرا للصحافة
بارك الله فيك يا سيد
من أساسيات المشروع الاصلاحي لكل الجامعين مافي وظيفة ولا شغل ! وعقبال 230
صباح الخير
ما شااااء الله عليك يبو هاشم .. جبتها في الصميم .. وما اقدر ازيد على كلامك حرف.. انها لمأساااااة مانعانيه في هذا البلد .. حسافه والله