الحديث عن جزر العالم دائما هو حديث يقودنا إلى الاستجمام والراحة والتمتع بالطبيعة التي وهبها الخالق عز وجل للإنسان، والجزر التي يساهم الإنسان في حمايتها تبقى مقصدا جميلا ومكانا مفتوحا للجميع.
لذلك فكثير من الجزر الصغيرة المنتشرة هنا وهناك في محيطات وخلجان العالم تتحول إلى منتجعات سياحية دون قيود أو استثناءات ولا يحرم المواطن ولا المقيم ولا السائح الباحث عن متعة النظر من نعمة وتجربة الشاطئ والبحر. ولعل هذا المثال بدأ تطبيقه في عدد من الدول الخليجية منها دولة الإمارات في جزيرة صير بني ياس التي جاء ذكرها في مقال الأمس.
أما سنغافورة فهي مثال آخر وهي تتكون من جزيرة رئيسية واحدة إلى جانب 63 جزيرة أخرى صغيرة غير مأهولة بالسكان تنتظرها مشاريع مستقبلية. وهي بالتالي تعد إحدى الدول الأكثر كثافة من ناحية السكان مع توزيع 6430 شخصا للكيلومتر المربع الواحد بينما تبلغ مساحتها 683 كيلومترا مربعا فقط، ومعنى ذلك أن مساحتها أقل بقليل من البحرين ولكن عدد نسمتها أكثر بعدة مرات.
لكن على بعد دقائق فقط من مدينة الجزيرة الأم تجد جزيرة «سنتوسا» التي تبلغ مساحتها 390 هكتارا من الأرض وكانت في السابق قرية صيد ثم تحولت بعد ذلك إلى قاعدة بريطانية عسكرية بهدف حماية طرق نقل الفحم والتوابل عبر البحر كموقع جغرافي هام يقع في جنوب شرق آسيا، ومن بعدها تحولت الى سجن في فترة الاحتلال الياباني لسنغافورة إبان حقبة الحرب العالمية الثانية من القرن الماضي، وسميت بجزيرة الموت نسبة للجرائم التي اقترفها اليابانيون آنذاك. ورغم هذا التاريخ الذي يمقته السنغافوريون فقد قررت حكومتهم تحويل سنتوسا إلى منتجع ترفيهي مثالي للعامة والسياح منذ العام 1972 وحتى اليوم، واليابانيون أصبحوا اليوم من أكثر السياح زيارة لها.
وإذا ما قارنا البحرين جزيرتنا الأم التي تبلغ مساحتها 750 كيلومترا مربعا، فاننا نرى أن السكان يقطنون 10 في المائة فقط من مساحتها، وعدد السكان -حتى مع الزيادة الأخيرة اذ يبلغ أكثر من مليون نسمة- فإننا نجد أن الفجوة كبيرة بين البحرين وسنغافورة، إذ تبدو الأخيرة أكثر اتساعا لمن فيها، وأكثر استيعابا لمختلف أنواع المشروعات، وذلك لأن مساحاتها مفتوحة للجميع، وعليه فلا يمكن أن تحقق البحرين حلمها بأن تكون سنغافورة الخليج إلا إذا حذت حذو مافعلته سنغافورة بجزرها.
لقد علمتنا مناهجنا المدرسية أن بلدنا عبارة عن أرخبيل مكون من 33 جزيرة، لكن البحرينيين لا يعلمون شيئا عن هذه الجزر عدا أربع ويسمح للمواطنين السكن فيها والعبور على أراضيها... وهذا طبعا لايغفل أن لدينا الآن جزر أمواج ودرة البحرين وغيرها وهي جزر استثمارية جديدة.
اننا نود جميعا أن نكون مثل سنغافورة، وأن نكون مثل دول الخليج أيضا التي تفسح المجال للاستمتاع بزيارة الجزر، ونحن بحاجة الى خدمات مواصلات ومقومات لسياحة ناجحة تستفيد من جميع جزر البحرين.
السنغافوريون وغيرهم محظوظون بجزرهم المفتوحة كما هي شواطئهم التي لا تمنع المواطن ولا المقيم من التمتع بها... فهل نحظى بسنتوسا وصير بني ياس في البحرين؟
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2617 - الأربعاء 04 نوفمبر 2009م الموافق 17 ذي القعدة 1430هـ
الطموح والإرادة الحديدية تصنع العجائب- أم محمود
إذا توفرت الأموال والتخطيط السليم وأناس أكفاء ذو أفكار خلاقة ومهندسين مدهشين سواء مواطنين أو خبرات مستوردة من الخارج فان الأحلام المستحيلة عند البعض تصبح واقع جميل يدعو إلى الإعجاب والانبهار وهذا ما حصل على أرض دولة الإمارات العربية الشقيقة مشاريع رائعة تحققت وجزر تحولت إلى منتجعات خلابة مفتوحة للجميع الفرق بيننا وبينهم إن الفساد يقتل المشروع منذ بدايته وأمنياتنا أن تصبح جزرنا وسواحلنا ومدننا وآثارنا متهيئة لاستقطاب الزوار وللسياحة الترفيهية ولن يتحقق ذلك إلا إذا ابتعد المستثمرون عن الأنانية
لاتوجد جزر.. هذه إشاعة قديمة!
ومن قال أن الجميع يحلم أن تكون البحرين سنغافورة الخليج؟! أما بالنسبة للمناهج الدراسية فيجب تغييرها بحيث لا تذكر أيا من الجزر 33 ماعدا المحرق وسترة ومع قليل من التلميح لجزر حوار لكي تنسجم هذه المقررات مع روح المواطنة خصوصا مع أدخال مقرر وهو (المواطنة)، ثم أن 10% من المساحة خير وبركة فشعب البحرين تكفيه فقط 3% من المساحة فلماذا الجشع والطمع، فلندع باقي المساحة لصيد الغزلان والطيور بالشوزن ولسباق الخيل والقصور للناس الي تستاهل أن تعيش في بحبوحه.