العدد 2617 - الأربعاء 04 نوفمبر 2009م الموافق 17 ذي القعدة 1430هـ

تظاهرتان متضادتان في طهران وكروبي يتعرض للضرب مجددا

في ذكرى احتلال السفارة الأميركية... أوباما يخير إيران بين البقاء في الماضي أو الانفتاح على المستقبل

طهران، واشنطن - أ ف ب، رويترز 

04 نوفمبر 2009

استخدمت الشرطة الإيرانية التي انتشرت بأعداد غفيرة في شوارع طهران أمس ، الغازات المسيلة للدموع لتفريق آلاف من أنصار المعارضة كانوا يحاولون التجمع في وسط العاصمة، على هامش التظاهرة الرسمية المناهضة لواشنطن.

وأكد شهود أن عددا من المتظاهرين اعتقلوا أو أصيبوا بجروح خلال الصدامات التي استمرت لساعات بينهم وبين القوى الأمنية، والتي انتهت عند الظهيرة بإخلاء المتظاهرين الشوارع باستثناء قلة قليلة منهم كانت حتى بعد الظهر لا تزال موزعة في الشوارع .

كذلك انتهى التجمع الرسمي الذي دعت إليه السلطات لإحياء الذكرى السنوية الثلاثين لاحتلال السفارة الأميركية من قبل طلاب إسلاميين. إلا أن قوات الأمن، بما فيها ميليشيا «البسيج» الإسلامية، كانت حتى بعد ظهر الأربعاء لا تزال تفرض طوقا أمنيا على وسط العاصمة.

وعلى رغم قرار السلطات حظر تظاهرتهم نزل أنصار المعارضة التي تطعن بفوز الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية إلى الشارع مغتنمين فرصة تنظيم السلطات هذا التجمع الرسمي المناهض لواشنطن.

وعلى وقع هتافات «الله أكبر، الموت للديكتاتور» و «لا تخافوا نحن معا»، تظاهر آلاف المتظاهرين المناوئين للرئيس في ساحة حفت تير، على ما أكد شهود.

وأضاف الشهود أن رجال الشرطة وعناصر أمنيين باللباس المدني وعناصر «البسيج» الذين تم استدعاؤهم لهذه الغاية، فرقوا المظاهرين بالهراوات والغازات المسيلة للدموع، ما أسفر عن إصابة عدد من المتظاهرين بجروح، في حين اعتقلت السلطات عددا آخر.

وأورد موقع إلكتروني للمعارضة الإيرانية أن مهدي كروبي، أحد قادة المعارضة، تعرض للضرب على أيدي أنصار النظام خلال تظاهرة في طهران ما اضطره إلى مغادرة المكان تحت حماية حراسه الشخصيين.

وفي مكان آخر من العاصمة، وقفت مجموعتان من المتظاهرين وجها لوجه، الأولى مؤيدة للمعارضة والثانية لأحمدي نجاد. وهتف أنصار النظام «الموت لأميركا» في حين رد عليهم أنصار المعارضة بهتاف «الموت لروسيا»، على ما أفاد شهود.

وعمد متظاهرون آخرون غالبيتهم من الشبان، إلى تحدي الشرطة عن طريق التجمع في مجموعات صغيرة والقيام بعمليات كر وفر، عبر إطلاق هتاف «الموت للديكتاتور» أو رشق رجال الشرطة بالحجارة، ثم الفرار .

وبحسب وكالة الأنباء الرسمية أضرم المتظاهرون النار في عدد من حاويات القمامة وحطموا عددا من نوافذ الحافلات واعتدوا على رجال الشرطة. وعلى بعد بضع مئات الأمتار من ساحة حفت تير، تجمع الآلاف من أنصار النظام أمام مقر السفارة الأميركية السابقة. ورفع المتظاهرون المؤيدون للنظام الأعلام الإيرانية وأطلقوا هتافاتهم التقليدية «الموت لأميركا» و«الموت لإسرائيل»، كما هتفوا «بالدم بالروح نفديك يا مرشدنا»، في إشارة إلى المرشد الأعلى السيد علي خامنئي.

وتعود آخر تظاهرة للمعارضة إلى 18 سبتمبر/أيلول الماضي. ويومها اغتنمت المعارضة فرصة تنظيم السلطات تجمعا رسميا تضامنا مع الفلسطينيين، للنزول إلى الشارع على رغم حظر السلطات والتعبير عن دعمها لزعيمها مير حسين موسوي الذي خسر أمام أحمدي نجاد في انتخابات 12 يونيو/ حزيران الماضي.

ولمناسبة هذه الذكرى، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما الأربعاء أن على إيران أن «تختار» بين البقاء في الماضي أو فتح الطريق «لمزيد من الفرص والازدهار والعدالة» لشعبها.

وقال أوباما في بيان «نسمع منذ ثلاثين سنة ما تقف الحكومة الإيرانية ضده، والسؤال المطروح الآن هو أي مستقبل تريده».

وتابع «حان الوقت لتقرر الحكومة الإيرانية ما إذا كانت ستواصل التركيز على الماضي أم أنها ستقوم بالخيارات التي ستفتح الباب أمام المزيد من الفرص والازدهار والعدالة لشعبها».

وأثنى أوباما على الرهائن وعائلاتهم مشيدا بـ «خدماتهم وتضحياتهم الاستثنائية». وقال إن «هذا الحدث ساهم في وضع الولايات المتحدة وإيران على طريق ريبة وتشكيك ومواجهة لا تزال مستمرة».

إلى ذلك، صرح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بأن المباحثات التي بدأت في جنيف بشأن ملفها النووي ستتوقف إذا لم ترد إيران على عرض تخصيب اليورانيوم الذي اقترحته الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

العدد 2617 - الأربعاء 04 نوفمبر 2009م الموافق 17 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً