العدد 377 - الأربعاء 17 سبتمبر 2003م الموافق 21 رجب 1424هـ

إشاعة اسمها حقوق الإنسان...!

فؤاد الحمد comments [at] alwasatnews.com

لقد تخطينا وتعدينا نحن الشعوب كل الخطوط الحمراء، حزمنا الحقائب ورحلنا نحو الماضي... حذرونا فلم نسمع، نبهونا فلم ننتبه، صرخوا في وجوهنا فلم يحركوا فينا ساكنا... تحركنا ضد التاريخ، وضد التطور وضد العلم... تحركنا ضد إنسانيتنا فأصبحنا كما نحن الآن قطعانا تساق كل يوم... إلى العمل... إلى البيت... إلى المقاهي... أصبحنا حالا مستعصية... نير ثقيل على أكتاف هذا العالم البائـس!

نهان فلا يسمع لنا صوت... نسرق فلا يهتز لنا رمش... وأصبحنا لا نرتوي إلا من هذه المياه الملوثة إلى حد النخاع، وأكاد أتخيل أننا يمكن أن نختنق لو استنشقنا هواء غير مسموم، فنحن ألفنا الفساد والتلوث والانتهاك والمرض والجهل.

نحن الشعوب العربية... شعوب عارية... لا نقاب يغطينا ولا جدران لبيوتنا حتى هواتفنا الخاصة تحت الرصد، رصد أجهزة الأمن، أجهزة لا تأمـن غير نفسها، ونحن خلقنا لكي نكون عبيـدا، فهل سمعتم عن عبد له رأي؟ عن عبد لديه نخوة وشرف وكرامة وحرية؟ عن عبد يحترم الآخر؟ من لم يحترم واجباته ولم يدافع عن حقوقه... لن يحترم في يوم من الأيام حقوق الآخر.

الحقيقة... عندما تسمع كلمة حقوق الإنسان تقشعر روحك ويسمع قلبك ضجيج نبضاته، لأن هذه الكلمة البسيطة لها مفعول السحر في البسطاء أمثالنا... في البسطاء كل يوم أمثالنا، إذ الخوف من الشرطي، ومن مدير العمل، ومن صاحب المال، ومن صاحب السلطة ومن صاحب القوة، إذ الخوف من المألوف والعادي.

لنأخذ مثالا واقعيا، فنحن الشعب العربي... هل نحن بحق أحرار؟ هل لنا صوت؟ هل لنا تأثير حقيقي في التغيير الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي؟ هل لنا حقوق؟ وما هي؟ هل لنا كرامة تذكر في وطننا؟ هل زوار الفجر... والزنازين الخرساء... والضمائر الميتة في الأجساد الميتة... والمخبرين وألسنة البغاء... هل كل هذا أصبح طبيعيا بديهيا في وطن يكفن الأحياء؟ الجواب: كل شيء تمام، لا يوجد في الإمكان أبدع مما كان! حقوق الإنسان في أوطاننا العربية كلام في كلام... ببغاء يكرر... سراب اسمه حرية العقيدة، وحرية التعبير، وحرية العبادة، وحرية الصحافة وحرية الخرافة... أما الواقع فمحلك سر! ولذلك أدعو كل قارئ نبيل وحر وشريف ونزيه إلى أن يكتب وأن يتابع حقوقنا، فلا مكان هنا للتدخل... أو التحرش بالمطالب العادلة والحقوق المكتسبة.

العدد 377 - الأربعاء 17 سبتمبر 2003م الموافق 21 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً