يحسم اليوم التحالف السداسي موقفه من مشاركة جمعية «المنبر الإسلامي» في اللجنة التحضيرية التي ستعد للمؤتمر الدستوري، بعد وعد «المنبر» بتقديم مرئياتها، وتأكيد التحالف السداسي أن اجتماع اليوم الذي سيعقد لمناقشة مرئيات «المنبر» هو الفرصة الأخيرة لها للانضمام إلى اللجنة التحضيرية، وإلا سيتم الاستغناء عن انضمام المنبر إلى ركب الدستوريين.
بوقفة تأمل بسيطة، يدرك المرء وجود نسبة كبيرة من التكتم على مراحل التفاهم بين «المنبر» والجمعيات الست في ظل رغبة حميمة وأكيدة بمشاركتها عند بعض الأطراف، وعدم تعويل أطراف أخرى على مشاركتها، معتبرين أنها ستعيد الكرة مرة أخرى، وترفض الدخول في «المؤتمر الدستوري» كما رفضت الدخول في «ميثاق التنسيق»، يساعد على ذلك حال التكتم الشديدة التي لا تنبىء عن وجود حراك أو تقدم في العملية، وإنما هناك شبه تسليم بالمجهول الذي يسمى «مرئيات».
هذه الحال تعكس نسبة كبيرة من عدم إتقان آليات الحوار وعدم الرغبة في المواصلة فيه بنفس ديمقراطي وشفاف من كلا الأطراف، وتعكس أيضا عدم قدرة الأطراف على المبادرة وإنما انتظار مبادرة الآخرين، وهي إن استمرت في ظل وجود أطراف متعارضة داخل التحالف، فستكون قادرة على إثارة التعارضات والتناقضات من دون القدرة على تنظيمها في إطار هيكلي صغيرا كان أو كبيرا، ما يجعل طبيعة الحلول في ظل فقدان المبادرة والرؤية الشفافة أشبه بالمستحيل، وما أسلوب التعاطي الذي تم انتهاجه مع «المنبر» إلا أنموذجا لعقم الحال السياسية، وعدم قدرتها على التمايز والفرز والمبادرة.
إقرأ أيضا لـ "سلمان عبدالحسين"العدد 377 - الأربعاء 17 سبتمبر 2003م الموافق 21 رجب 1424هـ