كنت اعتقد أن الجنون وصل ببعض مواطنينا وهم يقومون بشكل يومي - تقريبا - باعتصامات واحتجاجات بعد أن سمح لهم القانون الجديد بذلك حتى كدت أقول ان هذه الاعتصامات أصبحت بمثابة متعة لدى الشباب بل ربما تصير هواية محببة إلى قلوب البحرينيين في وجود الجمعيات السياسية التي تدعو ولا تمنع، تساند ولا تنصح، تصفق ولا تستنكر، وقد وصل حماس بعض المعتصمين والمحتجين إلى أن صاروا زبائن دائمين في مواقع معينة مثل وزارة العمل والشئون الاجتماعية ووزارة العدل ودار الحكومة ولهذا اقترح أحد المستثمرين لأخذ الإذن من هذه الوزارات في فتح محلات لبيع السندويشات والمرطبات حتى ولو من خلال السيارات التي تقوم بهذه المهمة، لكن أحدهم ذكره بأن عددهم ليس مغريا دائما لهذا تنازل المستثمر عن مشروعه.

وكنت اعتقد أن كثرة الاعتصامات والاحتجاجات بمناسبة أو غير مناسبة بدعة ضالة وهي لا تروّج إلا على أرض دلمون الحبيبة التي تضم جمعيات سياسية وشفافية حتى العظم مع اعتذاري للمرحوم (علي صالح السعدي). لكني وجدت أن هناك من هم في العالم من الشباب من يفوق أبناءنا في الصرعات الجديدة للاحتجاجات وهي تفوق موضات الفساتين العالمية، وظهر نفر من الطلبة يقوم بتظاهرة خطيرة للغاية، إنهم يتظاهرون في سنغافورة ضد حساء الزعانف، فقد نقلت «رويترز» أن مجموعة من طلاب الجامعات جابت شوارع سنغافورة أخيرا احتجاجا على قطع زعانف أسماك القرش التي صار السنغافوريون يستخدمونها في إعداد الحساء، يا عيني (إش تطلع هذي الشوربة العظيمة) التي تعتمد على زعانف سمك «اليريور»؟!

وكان أشدهم حماسا (وردحا) هو قائدهم (ليم كيان أون) الذي قاد المجموعة المكونة من عشرين طالبا إذ قال: «إن قطع زعانف أسماك القرش فعلة غاية في البشاعة» مضيفا «إن أعداد القروش تتناقص بشكل ملفت نظرا إلى تزايد الطلب عليها في آسيا»!

وعلقت «رويترز» بأن حساء زعانف القرش من الأطباق الشهية في المنطقة تماما مثل أطباق الصراصير والثعابين والفئران والكلاب، ولا أدري متى سيتظاهر بقية الطلبة في سنغافورة من أجل هذه الحشرات والحيوانات التي ستنقرض أيضا إذا استمروا في أكلها. وكان بودي أن أسأل هذا الذي اسمه ليم كيان أون: هل ذبح سمك القرش أبشع أم ذبح أطفال ونساء وشيوخ فلسطين على يد جلادين نازيين مثل شارون وموفاز وبمباركة أميركية وأوروبية؟! ألم تثر في نفس هؤلاء الشفقة مثلما أثارت زعانف سمك القرش؟