العدد 374 - الأحد 14 سبتمبر 2003م الموافق 18 رجب 1424هـ

القابلية للاستعمار...!

خالد أبو أحمد comments [at] alwasatnews.com

كلما تطرق أسماعي مفردة «العالم الثالث» أتذكر مفارقات الأنظمة التي تحكم هذه الدول، والتي تتسبب بشكل مباشر في إبراز التناقضات والمفارقات العجيبة التي تتحدث عنها مراكز الدراسات والبحوث في دول العالم (الأول) إذا جازت التسمية. مثلا ان تجد دولة مثل (السودان) تتربع فوق مليون ميل مربع ولها أطول انهار العالم من المياه العذبة التي لا تحتاج إلى تحلية، ولكنها تستورد الدقيق والحبوب والسكر من الخارج، ودولة تصدر النفط ولكن أكثر من ثلث شعبها يعاني الفقر والعوز، دولة بهذه المواصفات تصول وتجول في شوارعها وأزقتها سيارات (المرسيدس) من الموديلات الحديثة وباعداد لا توجد في الكثير من دول المنطقة، لتؤكد اننا مخطئون عندما نعتبر أن العوامل التي تهدد الدولة في العالم الثالث سعيا لإضعافها عوامل خارجية فقط، فالعوامل الخارجية مهما كانت قوتها لن تنجح ما لم تكن هنالك عوامل داخلية معينة لها، بل وهنالك من يرى أن العوامل الداخلية هي «السوس» الحقيقي الذي ينخر في عظم الدولة، وهي التي أغرت الخارج بالتدخل في شئون تلك الدولة، ولعل هذا ما أسماه المفكر الجزائري مالك بن نبي بـ «القابلية للاستعمار» فهو يرى أن التدهور والانحطاط الداخلي كان سابقا للأطماع الخارجية.

وعلى هذا المنوال يمكننا أن نقيس دول الجوار (السوداني) في شرق القارة وشمالها إذ توجد بعض الدول في هذه المنطقة الى هذه اللحظة ليست لديها أية مقومات الدولة لا المؤسسات ولا القانون، (فقط) الأرض والإنسان المغلوب على أمره الذي لا يمتلك قوت يومه ويخوض الحروب المفروضة عليه قسرا بأمر (الحاكم) فأية قابلية للاستعمار هذه في عصر السباق الحضاري

إقرأ أيضا لـ "خالد أبو أحمد"

العدد 374 - الأحد 14 سبتمبر 2003م الموافق 18 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً