هل يشعر جميع المعنيين فعلا بأهمية استضافة البحرين لسباقات عالمية تستهوي الملايين مثل «الفورمولا 1»؟ وما هي المشروعات التطويرية الأخرى التي يعكف عليها هؤلاء من أجل تمهيد الطريق لهذا المشروع الضخم عدا بناء المضمار نفسه؟
فقد أعلن أن مشروع مضمار السباق سينتهي في موعده وأن البحرين ستستضيف أول سباق في الرابع من شهر أبريل/ نيسان المقبل. فكم يفصلنا عن هذا التاريخ؟وهل يا ترى أن كل ما تحتاجه البحرين هو مضمار ومدرجات لمحبي هذه الرياضة الرائجة جدا؟
لا غرو أن الزوار الذين سيقصدون المملكة سيأتونها بأعداد كبيرة، وهي ستكون كبيرة جدا بحيث تشكل ضغطا على جل المرافق في هذه المملكة الصغيرة. فمن الأمن، إلى الصحة، إلى البيئة، إلى وسائل المواصلات، إلى الفنادق وأماكن الإقامة، إلى الأسواق والمجمعات، إلى أماكن الترفيه المختلفة... وغيرها كثير.
فالقادمون سيأتون من مختلف بقاع العالم. والتنوع هذا يستلزم تنوعا مشابها في الفعاليات ليقصدها هؤلاء السواح حتى لا يصابوا بالضجر بعد انتهاء السباقات، وفي الوقت نفسه يشكل هؤلاء بلا شك عائدا كبيرا على مختلف القطاعات في البلاد.
في رأيي أنه يجب استنفار جميع القطاعات بلا استثناء من أجل العمل ليل نهار على خطة مدروسة متكاملة لاستيعاب مثل هذا الحدث الكبير ولتثبت البحرين أنها قادرة على تنظيم المناسبات الكبيرة، فسمعة المملكة على المحك فعلا في هذا الأمر. وإلا كان مصير البحرين هو مصير دول أخرى حسبت أن استقطاب الحدث هو كل شيء، ولما نسيت التخطيط لما يرافقه فشلت فيه فشلا ذريعا
العدد 373 - السبت 13 سبتمبر 2003م الموافق 17 رجب 1424هـ