جاءت ذكرى الحادي عشر من سبتمبر وخصصت الأجهزة الإعلامية من قنوات فضائية وصحف وإذاعات برامج خاصة بالمناسبة التي قلبت خريطة العالم وبدلت أوراق اللعب السياسية.

ومن المستغرب له أن عددا من المقالات والملفات الخاصة بالمناسبة أفردت صفحاتنا لما أسمته بجرد الحساب وحسابات الربح والخسارة من حادث نيويورك وواشنطن، ومهما يقلّب الإنسان لكي يجد (قيمة) للربح فلن يجد، فإن الحادث كان شرا مطلقا ولم يجد منه المسلمون إلا (الخسارة) البائنة وان ظهرت الأرقام التي تشير إلى معدلات دخول الإسلام من قبل المسيحيين وغيرهم في دين الله... فإن أرقاما أخرى حجبت بالقصد حتى تختفي «الحقيقة» والمتمثلة في أعداد المراكز الإسلامية التي كانت تعمل داخل الأراضي الأميركية والكندية ودور العبادة التي عطلت... والتي كانت تدخل الناس في دين الإسلام وتعمل على تحسين عقيدة المسلمين الجدد ونسي الناس أو تناسوا أن الحرية الدينية التي كانت سائدة في ربوع الولايات المتحدة لم تكن موجودة مثلها في غالبية الدول الإسلامية، فكيف يدعي البعض أن حادث 11 سبتمبر فيه (أرباح) مهما كانت معدلاتها وإذا كان المقصود بالأرباح مقتل الأميركان في بناية مركز التجارة بنيويورك فبالقدر ذاته هنالك الآلاف الكثيرة التي غيرت رأيها في دين الإسلام وتغيرت لدينا النظرة في الدين الذي يمكن أن يكون يوما آخر المطاف إذ ينظر الكثير من الذين دخلوا الإسلام أنهم كانوا يعتقدون بجزم شديد ان الإسلام سيكون ملجأهم الأخير.

يجب أن تراوح الذكرى المؤلمة من دون أن نعتبر منها ومن دون أن نفكر في الأسباب وخواتم الأعمال، والتمعن بشدة في حال الغربيين الحيارى الذين يريدون الخلاص من الصراع الداخلي في الاختيار والتفاضل ما بين المادة والروح!