العدد 372 - الأحد 12 أكتوبر 2003م الموافق 16 شعبان 1424هـ

«المعرفة هي حدود الغد»

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

أستعير عنوان العمود لهذه الأسبوع من «دينيس وايتلي»، في استشفافه وتقصّيه العميق للمدى الذي يمكن للمعرفة أن تقطعه وتصل اليه، وهو مدى غير محكوم البتة بالمدى المتعارف عليه. فهو اذ يشير الى الحدود هنا فانما يتكئ على مجاز يضع المعرفة ضمن اطارها التوصيفي، من دون أن يعني ذلك حصرها في شكل مكاني أو زماني، اذ هي تستعصي على كل ذلك، بل وتكاد المعرفة تمنح الأمكنة والأزمنة التي تتفاعل مع حركيتها سمة ولونا وشكلا بالقدر الذي يسهم فيه بشر تلك الأمكنة والأزمنة في تجاوز حالهم البدائية وتحقيق درجات قصوى من التميز والاستفادة من امكانات تلك المعرفة.

يذهب «أوسكار وايلد» الى القول ساخرا من فيلسوف ايرلندا الأشهر «جورج برنارد شو»: «ليس له عدو واحد في العالم، ولا يحبه واحد من أصدقائه»، في محاولة للوقوف على حقيقة ربما لم يرد تناولها بشكل مباشر، حقيقة الفنان والمفكر والفيلسوف والشاعر الملتزم بقضايا الضمير والإنسانية دونما حسبان للمؤثرات والضغوط التي يتعرض لها من قبل القريبين منه قبل البعيدين عنه، وهو التزام يمس عمق القضايا وينأى عن سطحيتها، قضايا تمس العمق وتطاله وتنفذ اليه بروح مبصرة وعقل بصير. و«برنارد شو» واحد من ضمائر العالم الذين لم يترددوا لحظة في ابداء رأيهم وبصوت عال في الكثير من ظواهر وقضايا العالم على اختلافها وتباينها، بل وتناقضها مع البيئة المكانية والظرف الزمني الذي وجدت فيه، واستمر مدافعا عن قضايا كثير من الشعوب وأبدى رأيه الصريح دونما مناورة وبصورة مدهشة ألّبتْ عليه الكثير من المفكرين في أوروبا فيما يتعلق بالأديان ورموزها. وظل واحدا ممن أبدوا اعجابهم بالإسلام كدين وسط أجاب على الكثير من الأسئلة التي ظل الغرب يتخبط في البحث عن اجابات لها، كما ابدى اعجابه الشديد بشخص النبي محمد (ص)، «كواحد من أعظم الذين ساهموا مساهمة كبيرة في حل الكثير من مشكلات البشرية في طورها العقلي والذهني الأول واستمر عطاؤه حتى اللحظة الراهنة».

قال أبو اسحق الثعالبي: «كان لقمان من أهون مماليك سيده عليه، فبعثه مع عبيد له الى بستان يأتونه بشيء من التمر، فعادوا اليه ولم يكن معه شيء وقد أكلوا التمر واتهموا بذلك لقمان. فقال لقمان لمولاه: ان الحق لابد أن يظهر ولا تخفى على الله خافية، فاسقني واياهم ماء نقيا فاترا ثم أرسلنا لنعدو. ففعل، فجعلوا يتقيأون تلك الفاكهة ولقمان يتقيأ ماء فعرف مولاه صدقه وكذبهم وعاقبهم على سوء فعلهم».

جاء في «سرح العيون» لابن نباتة: «اذا كانت في جيرانك جنازة وليس في بيتك دقيق (طحين) فلا تحضر الجنازة، فإن المصيبة عندك أكثر منها عند القوم»!.

أول من وضع علم الصرف: معاذ الهراء، وأول من ألف في علم الصرف: أبوعثمان المازني، وأول من أسس علم التاريخ: عبدالله بن ابي رافع، وأول من وضع علم الرجال: عبدالله بن جبلة، وأول من الف في الآثار: سلمان الفارسي، وأول من صنف في اصول الفقه: هشام بن الحكم، وأول من الف في علم القراءة: إبان بن تغلب، وأول من هاجر الى الحبشة: حاطب بن عمر، وأول من تكلم العربية : النبي اسماعيل (ع) وهو أول من ركب الخيل، وأول من عمل القراطيس: النبي يوسف (ع)، أما أول من قال أما بعد، فهو النبي داود (ع).

أول النص

مايٍ روّاه بوحشة الوقت هالطين

ودانات في محار هي شبه علّه

وصلٍ تبادر لك على حد سكين

تحصد ثمر هالشوك باحزان فُلّه

ياما تهجّيتك وصار اللقا حين

بعض الهجر يا صاحبي صار ملّه

يا فرحة ايامٍ كما وْجيه مسكين

ليمن غفا بردان حزنه وظلّه

واثنينّا «شِده» تبي سكة «اللين»

تنزع من أقصى ضامرٍ كله غلّه

يالبارد المنفي عن «الحاء» و «السين»

ليتك جفافه مرةٍ لو تبلّه

الجمري

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 372 - الأحد 12 أكتوبر 2003م الموافق 16 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً