تستضيف البحرين في الفترة ما بين 02 و32 سبتمبر/أيلول المقبل «مؤتمر التقريب بين المذاهب الإسلامية» تحت رعاية وزارة الشئون الإسلامية، إذ تستقبل البلاد أكثر من ثمانين شخصية إسلامية من مختلف المذاهب الإسلامية المعروفة، سعيا إلى التقريب بين المذاهب وتوحيــد المواقــف بشأن القضـــايا الإســلامية المختلفة.
عن واقعية ومثالية فكرة «التقريب بين المذاهب»، والسبل التي من خلالها يمكن لمؤتمرات التقريب أن تؤتي ثمارها المرجوة على الصعيدين الإسلامي والعالمي، حاورت «الوسط» عدة شخصيات في هذا الموضوع فكانت لنا هذه الوقفات.
إذ دعا الشيخ عبدالمحسن ملا عطية في لقاء مع «الوسط» إلى عقد لقاءات شعبية للتقريب بين المذاهب إلى جنب المؤتمرات الرســمية، قائلا: «إن المجتمـــع عندما يتلاقى يفهم بعضه بعضـــا، فربما ما يتلقاه السني عن الشيعي ليس صحيحا وربما ما يتلقاه الشيعي عن السني ليس صحيحا أيضا، ولذلك نحـــن محتاجون الى هذه اللقاءات».
وعن معنى «التقريب»، قال: «إنه تقارب اجتماعي، وليس القصد هو التقريب في المفاهيم الفقهية بين السنة والشيعة أو بين الشيعة والشيعة أنفسهم، فكل منهم استفرغ جهده للوصول إلى الحكم الشرعي».
أما عن القول بمثالية فكرة «التقريب بين المذاهب» فرأى عطية «ان التقارب الاجتماعي والسعي إلى إعادة وضع العالم الإسلامي إلى ما قبل 0021 سنة - إذ لم يكن يوجد مسجد شيعي وآخر سني ولا منطقة سنية وأخرى شيعية - هو أمر واقعي وليس مثاليا؛ فالمجتمع الإسلامي عاش في بلاد واحد من دون هذه التقسيمات»، مركزا على «عقبتين» في وجه التقريب بين المذاهب هما: «التفريق بين مساجد للسنة وأخرى للشيعة، والتقسيم الطائفي للمناطق وهذا ما افتعلته الأزمات» على حد قوله.
التصنيف الطائفي للمساجد والمناطق
وفي السياق ذاته طالب منظمة المؤتمر الإسلامي بلعب دور بارز في التقريب بين المذاهب وفي إزاحة مثل هذه العقبات، قائلا: «نحن نطالب منظمة المؤتمر الإسلامي بتجريم كل طرف يمنع الطرف الآخر من الصلاة في مسجده كونه مسجدا شيعيا أو سنيا، وألا تكون هناك منطقة سنية وأخرى شيعية، وأن تقف ضد التمييز الطائفي».
وفي رده على النهج التكفيري الذي يرفض فكرة التقريب بين المذاهب، استشهد بحديث لأحد أصحاب هذا النهج يرد فيه على شيخ الأزهر بذريعة «لا للتغريب ولا للتقريب، ولكن نعم للحق»، قائلا: «إن هذه العبارة كلمة حق يراد بها باطل كما قال الإمام علي (ع)، فصحيح أن الحق لا يتعدد ولكن الشريعة تعذر الإنسان الذي وصل إلى طريق فيما وصل الآخر الى طريق آخر بالظن في الحق، فأنا أظن أنني على الحق والآخر على الباطل، ولا يمكنك أن تتعايش مع الآخرين إلا عبر الإيمان بخيار التقارب».
ووصف عطية بعض مؤتمرات التقريب بين المذاهب التي جرت طوال العقود الماضية بـ «الصورية»، مشيدا بدور الجامع الأزهر في تشكيل لجان للتقريب، منتقدا في الوقت ذاته من يقول: كيف يتقارب المذهب السني الموحِّد مع المذهب الشيعي المشرك، مضيفا «مادمت تتهمني فلا يمكنك الجلوس معي على الطاولة نفسها، ولابد أن يكون أسلوبنا أكاديميا في التعامل مع الآخر ومطلعا على ما يعتقد به»، قائلا: «إنهم يخوضون معركة ضد التقريب».
مؤتمرات التقريب خيارنا
وعن انتقاد غلبة «المجاملة» على مثل هذه المؤتمرات، قال: «قد تكون بعض الشخصيات تأتي للمجاملة، ولكن هذه المؤتمرات تمثل خيارنا في التعامل مع بعضنا بعضا لتوحيد المواقف المختلفة كالمناهج الدراسية مثلا، إلا أن هذه المؤتمرات حتى الآن لم تؤتِ ثمارها المرجوة».
وعبّر له عطية عن حاجة الأمة الإسلامية إلى التقريب والتقارب بعد حادث استشهاد آية الله السيد محمدباقر الحكيم، وقال: «سواء كان وراء حادث اغتيال الشهيد حزب البعث أم حزب إسلامي متشدد كما قرأنا في عبارة لا للتغريب ولا للتقريب ولكن نعم للحق، فإن السيد الشهيد كان من أبرز دعاة التقريب بين المذاهب منذ بداية حياته العلمية والعملية وقبل الشيخ محمدجواد مغنية والسيد فضل الله اللذان لهما دور في هذا المجال أيضا».
وعن الحال البحرينية وخصوصا تهجم البعض عبر الصحافة على مؤتمر التقريب بين المذاهب بالقول إن مثل هذه المؤتمرات تمثل «استدراجا لطرف على الآخر»، رد قائلا: «إنني أسأل هؤلاء الذين تهجموا على مؤتمر العام الماضي ما غاياتهم من هذه الهجمة؟ هل يشكّون في نوايا الشيعة مثلا؟ هل يرون أنهم (اي الشيعة) يصطادون في الماء العكر؟ وهل لهم أعمال إرهابية؟ أما الاستدراج.. فلماذا وإلى ماذا؟ هل هو استدراج للحوار؟ فالحوار مفتوح لكلا الطرفين، لذلك أجد أن وصف الاستدراج خال من المعنى، فالدين يأمر بكسب ود الآخر».
الإسلام يوحّد الصفوف
أما القاضي في المحكمة الشرعية الشيخ جلال الشرقي فبدأ حديثه الى «الوسط» بقوله: «إن الأمة الإسلامية أمة واحدة، لها رب واحد ودين واحد ونبي واحد، وقد قال الله سبحانه «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا...» (آل عمران: 301). فإننا نجد القرآن الكريم دائما ما يدعو إلى وحدة الصف والكلمة، ويحذر من الفرقة والاختلاف كما في قوله تعالى: «ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم» (البقرة: 312)، فقد حذرنا الله من الاختلاف والفرقة بعد أن جاءتنا البينات كما اختلف وتفرق اليهود وأهل الكتاب من قبلنا فكانت عاقبتهم العذاب العظيم».
ودعا الشرقي إلى توحيد الصفوف قائلا: «إن الإسلام يدعو إلى توحيد الصف، فهو دين المحبة، فينبغي على العلماء الذين لا يخشون غير الله سبحانه أن يسارعوا إلى توحيد الأمة الإسلامية ويقربوا الصفوف، وأما بالنسبة إلى الاختلافات الفقهية فقد اختلف صحابة الرسول (ص) على عهده. ومثال على ذلك أنه بعد غزوة الخندق أمر الرسول (ص) أصحابه بعدم صلاة فريضة العصر إلا في بني قُريضة، غير أن الصحابة بعضهم صلى العصر في وقتها قبل الوصول إلى بني قُريضة والبعض الآخر صلاها في المغرب بعد الوصول، والرسول (ص) أقر كلا الفعلين على رغم اختلاف الصحابة فيهما».
الإسلام دين المحبة والتسامح
وأكد الشرقي ان الاختلاف لا يخرجنا عن دائرة الأخوة والمحبة الإسلامية، علاوة على ذلك فإننا نجد أن الإسلام وعبر معجزته القرآن يخاطب عامة البشر بخطاب إحسان ومحبة، يقول تعالى: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم» (الحجرات: 31). فانظروا كيف يخاطب القرآن اليهود والنصارى والمجوس والمشركين، ويكون الهدف «لتعارفوا» أي أن يكون بينكم الإحسان، وأما مسألة التقوى فلا يعلمها إلا الله.
وعن الاختلافات الفقهية بين المذاهب قال: «ينبغي ألا يُخرج الخلاف الفقهي أو الخلاف في بعض الجوانب التي تخص العقيدة أية طائفة من الإسلام، فأهل السنة والجماعة يقولون لا نكفر أحدا يصلي الى القبلة ويصوم شهر رمضان ويؤدي الفرائض الأخرى، مادامت هذه الطوائف تحافظ على أركان الإسلام وتشهد الشهادتين وتؤمن بالقرآن».
وتوجه الشرقي بدعوة العلماء الى التقريب بين القلوب، مؤكدا «أن على العلماء أن يحثوا الناس على عدم تكفير الآخرين، فالمسائل الخلافية الأخرى مختلف فيها بين المذاهب داخل كل طائفة».
ورأى في البحرين مثالا يُحتذى في التعايش بين السنة والشيعة، قائلا: «إن البحرين لتمثل أروع مثال للعيش بين الطائفتين الكريمتين منذ قديم الزمان، ولم نسمع فيها منذ أن دخلت الإسلام أحدا يكفر الطائفة الأخرى، فأهل البحرين يعملون مع بعض ويتزاوجون ولم يدعُ علماؤنا السابقون إلى التفرقة يوما ما، بل أوصونا جميعا بالوحدة».
الاختلافات الفقهية لا تدعو إلى التكفير
فيما دعا الشرقي إلى انتهاج نهج الشيخ حسن البنا الذي يرتكز على قوله «فلنتعاون فيما اتفقنا عليه، وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه»، مشيرا إلى «أننا نجد في الطائفة السنية نفسها أربعة مذاهب فقهية مختلفة، فهل هذا يعني أن يكفر بعضهم بعضا؟ وحتى الشيعة فهم فرق متعددة فقهيا فهل يقومون بتكفير بعضهم بعضا؟! الجميع سنة وشيعة اخوة يعيشون في ظل الإسلام».
وفي معرض رده على سؤال عن مؤتمرات التقريب وثمارها، قال: «إنني أنصح بأن يكون التقارب بين المذاهب على الأمور الإسلامية الأساسية العامة، إذ يصعب التقارب في الأمور التفصيلية الفقهية، وينبغي علينا أن نؤمن بوجود الاختلاف الفقهي فكلنا مسلمون سنة وشيعة، ولو أصاب سنيا أذى أو اعتداء فعلى الشيعة أن يدافعوا عنه، وإذا أصاب الشيعي أذى فعلى السنة أن يدافعوا عنه، وذلك لحرمة دم المسلم وماله وعرضه، وهكذا كان أهل البحرين منذ أيام الاستعمار البريطاني في البلاد».
واقعية ومثالية «التقريب»
كما كان لـ «الوسط» وقفة مع السيدكامل الهاشمي الذي أجاب على سؤال عن واقعية ومثالية فكرة «التقريب بين المذاهب» قائلا: «كل فكرة تمثل أمرا غير منجز في الواقع ومطلوبة في الوقت نفسه هي فكرة مثالية، ولكن هذا لا يعني أنها غير واقعية؛ لأن الإنسان إنما ينطلق ويتحرك دائما من أجل تحقيق وإنجاز ما هو غير متحقق ولا منجز، وفكرة العمل على التقريب بين المذاهب يمكن أن تتحول إلى ممارسة واقعية بعد أن كانت فكرة مثالية إذا ما تم التحرك من أجلها وفق منظور يعتمد ملامسة الواقع القائم بكل ظروفه ومعطياته من دون أن يحاول غض الطرف عن أي من المعوقات والحواجز التي تقف في وجه تحقيق هذا المشروع. كما أن المطلوب من المؤمنين بفكرة التقريب بين المذاهب الإسلامية ألا يتملكهم اليأس من كثرة الموانع التي تحول دون تحقيق هذا الأمر. فعالمنا الإسلامي على رغم ما يتوافر عليه من عناصر اختلاف وتباين بين مذاهبه وفرقه الدينية هو قادر على إنجاز ما أنجزه الآخرون من قبله ولو ضمن الحدود الدنيا من التفاهم والتعاون، ولاسيما أننا باعتبارنا مسلمين نتوحد في ثلاثة عناصر هي في غاية الأهمية، بل ويمكننا القول انها هي العناصر اللازمة من أجل تحقيق ما هو أكثر من التقارب والتفاهم فيما بيننا، وتلك العناصر هي: اللغة والتاريخ والثقافة المشتركة، وهذا التوحد في اللغة العربية بوصفها لغة القرآن الكتاب المشترك بين كل المسلمين، وفي التاريخ بوصفه تاريخ الأمة في نموها وتكونها وتميزها عن الآخر، وفي الثقافة التي تتوحد من خلال وحدة المرجعية الدينية للإسلام المتمثلة في ثقافة الكتاب الكريم والسنة المطهرة والسيرة العملية للرسول الأكرم (ص)... أقول إن هذا التوحد في هذه العناصر يعطينا قابلية أكبر لإنجاز هذه المهمة المطلوبة وتحويلها من حلم إلى واقع ملموس».
القابليات قبل الجماهير
وفي معرض رده على سؤال: يُلحظ وصف البعض لمؤتمرات التقريب بـ «الصورية»، فما أهم السبل التي من خلالها يمكن إشراك الشعوب والجماهير بشكل فاعل في عملية التقريب؟ وكيف يمكن للمؤتمرات أن تؤتي ثمارها؟
قال الهاشمي: «أنا أعتقد أننا قبل أن نشرك الشعوب والجماهير في القيام بمهمات التقريب والتقارب فإن علينا أن نواجه مسئولية خاصة في ضرورة تفهم استراتيجيات التقارب، فالتقارب مشروع ليس بمستحيل، ولكنه ليس بسهل أيضا بل يحتاج إلى الكثير من الإمكانات الموضوعية والقابليات الذاتية التي لا مناص من توافرها قبل كل شيء لدى دعاة المشروع والمعنيين به، وبعد توافر هذه القابليات والإمكانات لديهم أرى أنه سيصبح من الممكن أن نتحدث عن دور نسنده للجماهير في القيام بهذه المهمة، لأن دور الجماهير إنما يأتي كدور تابع ومتمم لدور القيادات، وإذا ما رأت الجماهير الصدق والجدية من القيادات في الالتـزام بمتطلبات التقريب بين المذاهب فهم لن يسلكوا ما يناقض هذا المسار، بل إن الجماهير ستبدي مسارعتها وتشجعها في هذا الشأن.
وهذا أمر يجعل المسئولية على دعاة التقريب أكثر ثقلا ولاسيما في ملتقياتهم الحوارية التي ينبغي أن تتجاوز الأطر التقليدية والسطحية في محاولة تحقيق التقريب عبر غض النظر عن الاختلافات والتمايزات بين المذاهب الإسلامية، بل ما يُنتظر منهم إنجازه عبر هذه الملتقيات وتلك المنتديات هو الغوص في عمق تراثنا الديني المشترك أكثر وأكثر من أجل اكتشاف عوامل الربط الخفية التي ظلت قادرة على النهوض بالمسلمين وإبقائهم على رغم كل تبايناتهم أمة واحدة تتعالى على خلافاتها وانقساماتها في أوقات الشدة والأزمة، ما يعني أن هناك عناصر توحيد وتقريب هي أشد ثباتا ورسوخا من عوامل التفتيت والتمزيق والتشطير التي تعمل عملها حينما نسكن للراحة والدعة ويفعل فينا الفراغ واللاهدفية فعلهما.
ولا شك أن تبني استراتيجية علمية وعملية تتجاوز الشعارات والانفعالات المؤقتة هو ما سيرفع الصورية والشكلية عن مؤتمرات التقريب، ويسهم في تحويلها إلى ورش عمل ذات برامج محددة وآليات معينة وخطة زمنية مرسومة. وتوافر هذه الأمور هو فحسب ما يمكن أن يحول التقريب بين المذاهب الإسلامية من شعار إلى مشروع، ومن مشروع قائم في الذهن إلى واقع متحقق في الخارج».
الحاجة إلى فهم الآخر
من جانبه ركز النائب البرلماني الشيخ محمد خالد على الدعوة إلى جلوس مختلف الأطراف مع بعضها بعضا، والتفاهم بشأن مختلف القضايا قائلا: «إننا في عصر أحوج ما نكون فيه إلى مثل هذا التقارب بيننا، وأرى أن كل المرجعيات والاتجاهات المختلفة تدعم هذا التوجه، وخصوصا في ظل ما تتعرض له الأمة من ضغوط وهيمنة أميركية».
وردا على وجود من يعارض مؤتمرات التقريب بحجة عدم جدواها، أكد خالد صدق النوايا بين مختلف الأطراف، مشيرا إلى «أننا في البحرين نعيش على أرض واحدة، ولابد لنا من الجلوس مع بعضنا بعضا والتفاهم بشأن مختلف الأمور».
«إن دعوة التقريب هي دعوة التوحيد والوحدة، هي دعوة السلام والإسلام... كنت أودّ أن لو أستطيع تصوير فكرة حرية المذاهب الصحيحة المستقيمة على نهج الإسلام والتي كان عليها الأئمة الأعلام في تاريخها الفقهي، أولئك الذين كانوا يترفعون عن العصبية الضيقة، ويربأون بدين الله وشريعته عن الجمود والخمول، فلا يزعم أحدهم أنه أتى بالحق الذي لا مِرْيَة فيه وأن على سائر الناس أن يتبعوه، ولكن يقول: هذا مذهبي وما وصل إليه جهدي وعلمي، ولست أبيح لأحد تقليدي واتباعي من دون أن ينظر ويعلم من أين قلت، فإن الدليل إذا استقام فهو عمدتي والحديث إذا صح فهو مذهبي».
الشيخ محمود شلتوت
شيخ الأزهر (سابقا)، وأحد مؤسسي أول جماعة للتقريب بين المذاهب
«القاعدة الذهبية التي نتبعها في مسائل المذاهب هي أن نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه، ونحن نؤمن بهذه القاعدة ونعمل على تطبيقها».
الشيخ محمدعلي التسخيري
الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية
«إن التعصب مذهبيا يحول بالضرورة دون التقريب بين المذاهب، بل يوسّع من شقة الخلاف بينها المؤدي بدوره إلى اختلاف المسلمين فيما بينهم على أمر تشريع ربهم، فضلا عن أن المتعصب مذهبيا إنما يبتغي دوما نصرة مذهبه، لا نصرة شرع الإسلام وكل ذلك فساد محرم، بل يجب الحيلولة دون وقوعه، ما يشكل بالتالي عاملا مؤثرا في الإخلال بتوازن المجتمع الإسلامي كله، إخلالا يتناول مقوماته المادية والمعنوية على السواء، وهذا مما لا يجوز شرعا المصير إليه فما أدى إليه مثله!».
محمد فتحي الدريني - الأردن
«ليس (التقريب) وسيلة لتحقيق هدف.. بل إنه هو الهدف. لأنه لابد من وجود (الأمة الواحدة)؛ لكي تتحقق (عبودية رب العالمين) على ظهر الأرض «إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون» (الأنبياء: 29)».
آية الله الشيخ محمد واعظ زاده الخراساني
«التقريب بين المذاهب الاسلامية هو خطوة حضارية لفهم بعضنا بعضا، ولإلغاء كل المفاهيم الخاطئة المنتشرة عند الكثيرين، ويكفي أن مثل هذه المفاهيم كادت تعصف بالعلاقات بين دول إسلامية في لحظات انفعال نحمد الله أنها كانت قصيرة وقبرها الزمن».
أحمد الربعي - كاتب كويتي
«التقريب كما أراه: هو نبذ الخصومة والعداء، لا نبذ الاختلاف، إذ الاختلاف مبعثه وجهات النظر المبنية على الفكر الحر. أما الخصومة فهي: افتراق يُبنى على التعصب وضيق الافق، لا سبيل معه إلى المحاورة واللقاء».
عائشة يوسف المناعي
«إن جعْل الفقه المذهبي القديم قاعدة إلزامية وحيدة لقياس الشرعية من عدمها، معناه حكم على الشرعية الإسلامية بأن معاييرها لا تتسع لإخراج حلول شرعية أكثر مما أخرجه القدماء، ومعناه أيضا جعْل المتغيرات الاجتهادية من الثوابت وفي درجة القرآن والسنة، علما بأن نصوص القرآن والسنة في كثير من المسائل تمتاز بالمرونة الكافية التي تسمح باستنباط آراء معاصرة على ضوئها لم تطرق أذهان القدماء».
عمر مختار القاضي - المغرب
«لقد بات من الواضح أن مسألة التقريب بين المذاهب الإسلامية وتوحيد صفوف الامة أمام أعداء الإسلام أمل من الآمال التي يتطلع إليها كل المصلحين الذين ظهروا في العالم الإسلامي، ولا يخفى حجم مسئولية أولي الأمر في الدول الإسلامية والدور الذي يمكن أن تلعبه الحكومات في تحقيق التعايش الأخوي بين المنتمين إلى المذاهب المختلفة، وتحدّ من انتشار ظاهرة التعصب المذهبي وحصرها في حدود ضيقة لا تُسيء إلى سمعة الإسلام، وتحقق المصلحة الجماعية للمسلمين».
محمد مهدي نجف
المعاون الثقافي للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية
«لئن كانت المذهبية تخلق تمايزا في بعض الأحكام الفرعية، فإننا لا نرى مشروعا سنيا وآخر شيعيا: في حقل الاقتصاد الإسلامي، ونظام العلاقات السياسية، والنظام الاجتماعي، والنظام القضائي بل وحتى في نظام الحكم؛ لأن الفريقين إن اختلفا في الإمامة والخلافة من قبل يتفقان اليوم في صفات ولي الأمر الصالح لحكم المسلمين، ويتفقان في الشورى وفي مشاركة الأمة، بل وحتى في فرعيات نظام الحكم الإسلامي».
محمدعلي آذرشب
محرر مجلة «التقريب»
العدد 372 - الأحد 12 أكتوبر 2003م الموافق 16 شعبان 1424هـ