ليس بغريب أن تجتاح حال الغضب والهيجان من مدينة كونكون المكسيكية إلى قرية كونكو الفرنسية ضد قرارات واجتماعات منظمة التجارة العالمية المنعقدة حاليا في المكسيك.

فحال الغضب هذه التي امتدت الى كل شعوب العالم بدرجات ما هي الا وسيلة للتعبير عن الرفض... أي رفضهم لما يعرف بالعولمة التي فرضتها الولايات المتحدة بشروطها ومن دون حساب للدول الفقيرة التي كانت ولاتزال تعاني من بطش سياسة العولمة التي اخترعتها واشنطن، لتكون بذلك مبررا وطريقا سهلة لفرض سيطرتها على حركتي الاقتصاد والتجارة في أرجاء مختلفة من مناطق العالم.

فمثلما بسطت سيادتها في حروب مفتعلة، وجدت منها أعذارا وحججا لدخول دول بهدف بسط نفوذها، واقتناص الفرص لترديد شعارات واهية تصفها بنصيرة الشعوب المستضعفة والفقيرة. فالولايات المتحدة تستطيع بطاقاتها العسكرية ان ترجع كرامتها التي سحقتها أنظمة دكتاتورية هي في الواقع كانت واشنطن تدعمها على الدوام.

والعراق نموذج جيد لمثل هذا الطرح... فالعولمة ما هي الا منفذ من المنافذ التي وضعتها الولايات المتحدة لتضييق فوهة الشعوب المستضعفة لاستغلال ثرواتها الطبيعية، وسيطرتها استراتيجيا عبر مسميات من مثل «حروب ضد الإرهاب».

لكن خروج مظاهرات عارمة باستمرار تندد بمبدأ الاستغلال الذي تتبعه إدارة واشنطن المتمثل في مراكز مؤسساتها الاقتصادية المهيمنة مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وغيرها من المؤسسات هو في الحقيقة من أجل خدمة المصالح الرأس مالية.

كل ذلك من أجل أن يزداد الاغنياء ثراء. أ مّا الفقراء ليزدادوا بؤسا وفقرا.

فمظاهرات العولمة التي يقودها الكثير والكثير من الكادحين، هي في الواقع تعبير صارخ للاكثرية الساحقة... المضطهدة في العالم.