العدد 370 - الأربعاء 10 سبتمبر 2003م الموافق 14 رجب 1424هـ

كيف أغدو أنثى؟

مذ نعومة أظفاري

ومسامعي «جريمة»

صرّحتها جماهير المذابح

فغدا عمري

قرين القرابين المنكبة

على أعراش الأسوار

وأرصفة الشوارع

هنا دم وهنا دم

هل هو جرم هل هو أثم

أم هو عربون شجاعة

قدمته أفلام عنوانها

«بطولة»

مذ أسفرت عيناي

تومض الحياة حولها

ومشاهدي «أشلاء»

تبعثرت

فباتت جليسة ذرات الغبار

أتمنعت تلك الذارات عن الصراخ؟

أم باتت مرسال شبح

صورته أثقاب المقابر

مذ صغري

ومدرستي «انتقام»

لم أتعلم سوى

ثأر وثأر وثأر

أهذا بركان أم هذا نهر

ينبوعه

فتاة هي في عمر الزهرة

يا ترى ماهي الزهرة؟

أبدا لم أعرفها في قاموسي

فجوفي ساحة جرداء

ملغمة بأحقاد مغلفة

فبت أصنع طاغوتي،

أرضعه بجريمة

وأهوّده بقسمي الأبدي

«أبدا لن أرحم مجرم»

أبدا لم أغدو أنثى

فمحياي غضب جامح

وأسفاري خنادق

مرسومة على براري العتمة

فرحي دوما حينما

تضرم شعلة

أقدارها عدو أرعن

حلمي مسلوب الأنوثة

لم أتهم يوما «بريئة»

وأن سحر الطفولة «شعاع»

يلفلف جسدي

كبرت أمقت

وأمقت ثم أمقت

حتى وصل مقتي إلى حلقي

فغصصت أتنبه

أتراني قنبلة موقوتة!؟

أريد أنوثتي الحرّة

أهي حية؟

أم دثّرتها بحور من الدم تتفجر

وأشلاء في الوادي تتعفن

كل مرة أرغب في تجسيد أنوثتي

يستفيق عطرها

فيغدو طاغوتي آمري

فأرسو حينها

أنبش جرحي لأستشيط

غضبا، شراسة

وكل صفة

لا تعني أنثى

أفيّ تعيش أنوثة؟

أم أنا أكذوبة اسمها «...»

أعيش لأتمنى أنوثتي

هل سأغدو عروسا كذاك المشهد؟

حينما تطبع قبلة

قداستها «زفاف»

أبت أسترق النظر كثيرا

كلما داهمت عدوي يتسلى!

فأين أنا وأين عرسي؟

بت أتساءل

وكل تساؤل جمرة مرّة

كيف أغدو أنثى

وهناك طاقات رجل بداخلي

يقبل الموت كل مرّة

باتت خدوشي

نقوش فخر وانتصار

في كل مرة أنجو من عدوي

أبجل جرحي

وأغفو لأحلم بخدش آخر

يا ترى أأنا أنثى؟

أم أنا مزيج مجهول

كونته أصداء المنابر

حين تعلن غزوة

فأقشعر معلنة استعدادي

لأصرخ:

«هاأنذا يا ليلي الموحش

لم أعد أخافك

فكلي روح غرّة»

أتكون أنثى؟

تلك التي لا تخاف الظلام حين يأتي

تلك التي لا تخشى عدوا يعوي

كذئب أجاجت نيرانه فريسة

وعلى أحداقها يهوي

ويهوي ويهوي

بات منظرا ينعي

وأنا جامدة أبدا لا أخشى مصيري

أتلك أنوثة؟

أم أين طريق أنوثتي

هل هو بذاك الشيء المدعو

«تبرج»

أي كحل سأعرف

وعيني كحلتها أرصفة الشوارع

مشردة ترتجي ملجأ

بعد أن صرع عدو بيتي

أي حمرة سأضع

ودماء قريتي جدول

يمضي مضي التيار

ليتساقط

ليسقط حينها تاريخ

أبطاله أرواح

ندبتهم معزوفات الغبار

أسأ غدوا أنثى؟

أم أغلقت شوارع الأمل

لأتخبط بتساؤلي

كيف أغدو أنثى؟

هل هو بذاك الشيء المدعو

«موضة»

أتخبأ جلبــاتي بمظاهر؟

أم هو فستان سحري

ألبسه ومن ثم أنوثة

أي موضة سأعرف

و عنوانين أسفاري

عراء دامي

وقصاصات فتات

خلفها خريف مقـفـــر

ومن هذا الفقير ومن تلك الأسر

ومن دمي

لم أعرفها يوما في تاريخي

ولم أفهم لم هناك لعبة

وجوف الليل رعب

جحدوا ما فيه من درر

أي أنثى سأغدو؟

وأنا فارسة الليل

وحتى السحر

كيف أنوثة ؟

وطريقي شائك ملؤه حفر

كيف أغدو أنثى؟

وهناك صور

وصور ثم صور

تراها فتتساءل

أهذا شرك أم هذا كفر

أنوثتي ملء بعثر

وأنا هنا

بعد صمت البراري

أتساءل

كيف أغدو أنثى

ولم أزل

أعاصير رغم السبات

فالكل سبات

الليل والصحراء

وصراخ العراة

لم تعد تنعى وتشكي

فمابقي سوى ذكريات

أحكيها لوحدي

فما عاد هناك أحد

فالكل سبات

مغمضي الأعين سكات

يا ترى

إلى متى ستحيا الصور

أو

متى ستموت الصور

لأغدو أنثى

أم سأظل حيرى

أصب تساؤلي كل مرة

كيف أغدو أنثى؟





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً