من أوائل ما يتعرف عليه أي زائر لأي بلد هي المواصلات ودورات المياه العامة، ولذلك فإن تقديم أفضل الخدمات في هذين الأمرين يسهل على السائح والمقيم والمواطن حياته ويدفعه إلى تكرار زيارة هذا البلد أو العيش فيه أو تطوير مستوى حياته.

حركة «التاكسي» تعتبر من أهم وسائل المواصلات، بل ان سمعة البلاد وهويتها ومحاسنها ومساوئها تظهر في التاكسي وفي سائق التاكسي، وكل بلد يسعى للنهوض بمستواه الاقتصادي يستثمر الكثير من أجل تحسين خدمة التاكسي وتدريب سائق التاكسي لابراز الصورة الحسنة.

ففي بعض البلدان يقوم أصحاب التاكسي بزيادة الأسعار عشر مرات على الغريب، ويضطر المرء لاخفاء هويته لأن بعض أصحاب التاكسي يضاعفون الأسعار على أساس جنسية الراكب. وبعض أصحاب التاكسي في بعض البلدان سيئو خلق بحيث يقوم من زار تلك البلد في شتم اليوم الذي قرر فيه زيارتها. وفي بعض البلدان لا يوجد تاكسي في المناطق المطلوبة ولذلك تموت الحركة.

أما البلدان التي تسعى لتطوير خدماتها فإن أصحاب التاكسي لديهم أفضل الصفات وأمناء وعددهم كاف وبسعر مقبول في مختلف الأماكن. ولا بأس لو تحدثنا عن «دبي» جارتنا الخليجية التي طورت خدمة التاكسي، إذ يعمل أكثر من عشرة آلاف شخص في هذه المهنة (الشركة الحكومية تملك 0052. سيارة تاكسي وتعمل 42 ساعة في اليوم) والذين يسوقون التاكسي يتقاضون رواتب محددة وآخرون في المهنة يمتلكون التاكسي او شركة تاكسي. السواق يلبسون جيدا ويتحدثون بلطف وأكثر شيء يخشاه صاحب أي تاكسي ان يقوم احد الركاب بتسجيل رقمه، لأن الشكوى ضد صاحب تاكسي حاول غش الراكب أو انه أساء الخلق أو انه رفض خدمة الزبون تعني انهاء رخصة السائق أو طرده من العمل.

وقبل عدة أشهر قامت الشركة الحكومية (التابعة لامارة دبي) بتطوير أجهزة الرصد الجغرافي (GPS) بحيث تتمكن الشركة من متابعة سواق التاكسي والتعرف على موقع السيارة وتوجيه الخدمة بحيث تستطيع ادارة الشركة زيادة عدد السيارات في هذا المجمع أو هذا المكان بحسب الرصد المتطور لديهم. ولذلك فإن طابور التاكسي عند كل مجمع طويل جدا، ولكن ما عليك إلا الانتظار قليلا لتركب احدى سيارات التاكسي وتأخذك اينما اردت بأسعار مقبولة، ذلك لان كثرة عدد السيارات وكثرة الزبائن تعطي أرباحا كافية لتوفير خدمة متقدمة.

وبسبب توافر نظام (SPG)? تستطيع الشركة ان تعرف أين يوجد التاكسي والسرعة التي يسوق بها السائق، فلو حاول سائق التاكسي ان ينام في منزله ولا يخدم الزبائن فإن الجهاز الراصد يعلم بذلك، ولو حاول تجاوز السرعة فإن الجهاز له بالمرصاد. وتستطيع الشركة توجيه السائق إلى أي مكان يود الذهاب إليه فيما لو أضاع الطريق لأن النظام يعرف جميع الشوارع والعناوين.

علينا ان نتعلم من غيرنا ونرتقي بمستوى الخدمة لأن ذلك هو السبيل الوحيد لتطوير مستوى معيشتنا بما يتماشى وعالم اليوم. والبحرينيون قادرون على هذه الخدمة وأفضل منها.