التطورات السياسية الكبيرة التي حدثت في العراق والتي نتج عنها تشكيل أول حكومة عراقية بعد إزالة الحكم البعثي هي خطوة متقدمة للغاية على رغم الحوادث الأمنية والعسكرية، والتي فتكت بالضحايا من الجانبين.

ومسألة تشكيل الحكومة في العراق وجدت ردود فعل متباينة غلب عليها الوعي السياسي المتدني للذين شكلوا هذه الآراء المنتقدة لأهمية تشكيل حكومة عراقية في ظل الاحتلال، والآراء التي لا تتفق مع شكل الحكومة بحسبان أنها شكلت بالمنظور الطائفي للعراق، وكعادة الدول العربية وقفت موقفا سلبيا تجاه المتغيرات السياسية الجديدة والتي من المفترض أن تقابل بترحيب تقديرا للظروف الحرجة التي يمر بها الشعب العراقي.

إذا أمعنا النظر في واقع العراق المتردي والذي بمنظور المراقبين لا يتحسن إلا بتحريك دولاب العمل الحكومي والتقدم خطوة في اتجاه توفير الخدمات للمواطنين، ومع تنفيذ تلك الخطوة تلقائيا يزول الفراغ الأمني وتزول الأسباب التي أدت إلى هذه الحالة ما يمكن أيضا من خلق حالة (إيقاظ) للحالة الطبيعية العراقية والتي بامكانها محاربة والتصدي للعمليات المسلحة من الجانبين الاحتلالي والعراقي.

ولكن الحالة العراقية في حاجة ماسة لضخ المعنويات العربية والإسلامية بمعنى أن تعمل الدول العربية على تشجيع الحكومة العراقية بالتخلص من عقدة الاعتراف بمجلس الحكم، وفتح خطوط تواصل مع العراقيين، كما يحتاج العراق إلى الشد من أزره ومحاولة دفعه نحو تنفيذ الأهداف التي من اجلها شكلت الحكومة الجديدة.

فمن يلتقط القفاز...؟