دخلت امس عملية السلام في السودان مرحلة مفصلية بلقاء «القرارات الحاسمة» الذي يجمع النائب الأول لرئيس السودان علي عثمان محمد طه وزعيم الحركة الشعبية السودانية جون قرنق في اجتماع تاريخي تترقبه الأوساط المحلية والإقليمية والدولية باهتمام بالغ لاختزال التفاوض في القضايا الخلافية وتسريع توقيع اتفاق السلام النهائي.
ويتساءل بعض الجنوبيين بعبرات خانقة: هل يعود السلام إلى الديار التي سكنها الخراب، وإلى الأرض التي سقتها الدماء العزيزة؟ وهل يأتي سلام تنتهي معه سطوة أهل الشمال على إخوانهم في الجنوب؟ وهل يأتي سلام عادل، يقف معه هدير الطائرات قاذفة القنابل على بيوت القش وعلى أشجار المانجو؟.
في حين يتساءل بعض الشماليين بحرقة وألم: هل يا ترى سيزول ذلك الحقد العنصري الذي غذته أنهار من الدماء يقوده «جون قرنق» الذي رأينا منه صنوفا من الغدر والخديعة في سبيل تحقيق استراتيجيته لتحرير السودان المستعمر في نظره من قِبل العرب؟ وهل نضمن في ظل هذا الحقد الدفين ألاّ يهب قرنق آخر متى ما خمدت أصوات الرصاص هذه المرة؟!
واليوم الكل في شمال وجنوب السودان في دعاء دائم لا ينقطع ان يهدي الله القادة المجتمعين خارج بلادهم إلى أن يعودوا إلى أحضان بعضهم بعضا، وان ترجع المياه إلى مجاريها، وان تسكت أصوات الرصاص، ولتقرع أصوات الطبول، وتعود الطيور المهاجرة الى اوطانها التي حلمت بها آمنة تتدفق خيراتها لأهلها وجيرانها وأشقائها.
إقرأ أيضا لـ "خالد أبو أحمد"العدد 365 - الجمعة 05 سبتمبر 2003م الموافق 09 رجب 1424هـ