كم أنت جميلة بإشراقك ونضارتك، طاقة بلا حدود، وعقل يخطو الى الوجود، وحركة دائمة لا تعرف الكسل أو الخمول، حس مرهف الى أبعد حدود، فيك نرى تفتح الازهار وتدفق الماء في الجداول والأنهار وخيوط الشمس في أول النهار وزقزقة العصافير تلهو بين الأغصان، وأمومة المستقبل وسيدة المجتمع والمدرسة التي ستبني لنا الأجيال.
ابنتي...
كم اخشى عليك من هذا الزمان، ومن فتنة الدولار والاعلام والمستثمرين والتجار، والشوارع المكتظة بالصور والألوان... امسح واكسب مليون دولار أو كيلو ذهب لوجبة سريعة ومشروب غازي بدينار، أو تعالي الى عالم المتعة بلا سفر أو ترحال فقط بسيجارة تحمل تحذيرا حكوميا من أنها تسبب امراض القلب والرئة والشرايين وتسبب السرطان، أو سهرة في مقهى الشيشة للعائلة كبارا وصغارا، أو عدسة ملونة لعينيك مثل لون الفستان، ولا يهم العمى في آخر الزمان. ووقتك فليكن للثرثرة هدية من بتلكو وبالمجان.
ابنتي...
لقد تغير الزمان، لا أدري، فمنذ عرفنا الفن الهابط وهو يقتحم الجدران، والتاجر لا يعرف شيئا إلا الطريق لجمع المال، والساسة يدعمون شركات الدخان، فكيف السبيل لأمنع عنك كل الأخطار؟.
فكرت كثيرا وطويلا، ووجدت النور هو الايمان، هو القرآن، هو الهروب من الشيطان، هو في اقرأ واعمل وعمّر الاسرة والاطفال، هو في الايمان بأن الارض لنا وبنا بشرا كنا أو أشجارا، هو في التحرر من الاغلال، هو في الخلاص من الاذلال.
ابنتي...
صحتك لا تجعليها نهبا للدخان من سيجارة أو شيشة فهي الدمار، هي الزوال لبريق العين وجمال الروح، وصوتك سيصبح كصوت الرجال، ولونك يبدو مختنقا كالموت الازرق في الانهار، وتعاني الألم من الاسنان، والمعدة تشكو النار من الدخان، واللثة تصبح مرتعا للاسقام، والفرحة تصبح صرعى قاموس الادمان، وتضيع خطاك بين الشوك وجشع التاجر للدخان وجهل الساسة بمخاطر قطع الاشجار وزرع الموت في قهوة شيشة في «الفرجان»، في ركن «العيلة» يا أسفي بدلا من خضرة وكتاب وسفينة يصنعها الاطفال وشواطئ تملؤها الاحلام بفرحة بحث عن لؤلؤ بين الاحجار.
آمال سلامة
العدد 364 - الخميس 04 سبتمبر 2003م الموافق 08 رجب 1424هـ