(الراوي):

في زمن اللاإنسانية...

عندما يحتضر الضمير...

ويصبح الوالي بلا شعور...

عندما يدوس بنعليه التراب...

فيقتل الزهور...

وذلك الواله مازال منتظرا...

ساعة بزوغ النور...

فيضل يحاكي التربة...

لعله يُخْبَر بالبشرى...

(الواله):

أنا ابنك تربه...

أيا وطنا من النخل

تسامى في رؤى أملي

عرفناكِ معنونة

ففيك قد أرى حلمي

(التربة):

أنا والحلم والغربه...

تساوينا فتُيمنا

وسال الهم في وطني

قُطيرات من الغدق

وغيثا ضامي المزن

(الواله):

غريب وأنت

بغير الفؤاد

أيا تربة المجد لا تسكنين

إليكِ أوال

أمد اليدين

وأكتب فيك حكايا السنين

لست هنا لأهتضم

أو أعلن الوجود

إني هنا منذ القدم

والنخل ذي شهود

شلت بك كف الصنم

من ينكر الجدود

تبت يداه من هدم

وليخسأ الجحود

(التربة):

أنا

نمت بلا جفون

أنا

والسر في العيون

ثرتم وكم ثارت أمم

واستشهدت ورود

حتى اعتلى نبض الحمم

بأروع الجنود

فثار في وجه النقم

يكسر القيود

ممتشقا نحرا ودم

وصرخة الرعود

(الواله):

يا تربتي والعدل كان غايه

لكنما الاوغاد في غوايه

تبت يدا أبي لهب وكل من ظلم

قد جنسوا وليست البدايه

قد حرقوا لوأدنا الروايه

لم يعلموا بجهدنا سنبلغ القمم

(الراوي):

حقا...

قد جنسوا وحرفوا وزيفوا وقننوا...

ولكن...

سيعلم الجبابرة...

وتعلم السماسرة...

بأننا جميعا...

ننتظر النور...

نورا...

امتزج بالتربة والماء والطين...

نورا قد علمنا...

أن للحق سباعا

وأن السكوت عنه انصياع...

وهكذا...

يستمر الهمس بين الواله والتربة في انتظار النور...

(التربة):

أخيَّ تصبر فنصرك آت

يلوح على بسمات الشهيد

وصبحك رغم انحسار السديم

كشمس بزوغ وفجر جديد

ينبئك الترب عن كوثر

يشع سناه كبدر وليد

ويضفي على الوالهين الحياة

ويبعث روحا وعزما عتيد

(الواله):

سيشرق الضياء بالهدايه

وتُكتب لقهرنا نهايه

من نورك ونورها سنرفع العلم

وهكذا تكون فيك آيه

وتولد مع الصباح رايه

من نطفة محمد ستولد الهمم

أحمد الماجد