بعض الناس عندما لا يهتمون بأمورهم الحياتية ويواجهون الفشل عدة مرات من دون تحقيق أدنى نجاح في حياتهم تراهم يعلقون فشلهم على الآخرين، وفي الوقت نفسه يكابرون... ويُدخلون أنفسهم في متاهات من دون محاولة معرفة أسباب فشلهم المتكرر، فمثلا عندما يتزوج شخص من فتاة أحلامه ويكون هذا الزواج نابعا من وجود علاقة حب قوية تربط بين الاثنين، وعلى رغم معارضة الاهل لصغر سنهما ولابد لهما من ان ينهيا دراستهما تجدهما يصران على موقفهما، وفعلا يتم الزواج وبعد مرور أشهر قليلة ينفصلان عن بعضهما الاخر وتتبخر الأحلام بعد ذلك يعاود الشاب الزواج من فتاة أخرى ويستمر معها ايضا فترة بسيطة لا تتجاوز السنة ثم ينفصل عنها بحجة انه لا يستطيع فهمها وأنها لا تناسبه كما انها مهملة ولا تعرف من أمور الحياة شيئا، ويذهب الى الثالثة ثم الرابعة... وهكذا هي حياته فشل في فشل، فلماذا لا يحاول هذا الشاب التعرف على أسباب فشل زواجه؟
في الواقع البعض يتزوج من أجل اشباع غريزته فقط متناسيا ما عليه من حقوق وواجبات، والبعض من أجل المباهاة بجمال زوجته... وكذا... وكذا... وحتى تكون دائما معه في حفلاته وسهراته وقد تكون من عائلة محافظة ومحترمة ولا تعجبها هذه التصرفات وفي الواقع هناك الكثير في حياتنا لابد لنا من طرحه حتى يأخذ منه الناس عبرا.
فشل 2
عندما يحدث الانفصال بين الزوج وزوجته لابد لهما أولا ان يتفاهما فيما يخص الأولاد لأنهم هم الضحية الأولى المتضررة من جراء هذا الانفصال، فقد لفت نظري وجود فتى صغير في احدى المدارس قد ازدادت الشكاوى ضده.
وكنت أنا من ضمن الشاكين لانه ضرب ابني، وعندما عرفت وضعه الاجتماعي تنازلت عن الشكوى، اذ إن الفتى يعيش في دوامة وحيرة ويفتقر الى الحب والحنان، فقد انفصل أبواه وذهب كل واحد منهما يخطط لحياته، وفعلا تزوج الاثنان، وعندما يذهب الفتى الى أمه لا تستقبله بصورة جيدة ولا تحاول ان تعطيه ولو جرعة بسيطة من الحب والحنان وكذلك الحال مع أبيه... كل واحد يوزعه على الآخر من دون مراعاة لشعوره وأحاسيسه فهو كاللعبة بين الاثنين. لذلك فهو يظهر الضغوطات النفسية التي يعيشها في ضربه للأولاد وهذا السلوك يجعل الأولاد ينفرون منه ولا يصاحبونه ولا يلعبون معه بسبب تصرفاته، كذلك حياته العلمية في تذبذب، فهو دائما كسول ولا يهتم في دروسه وحياته نكد وفشل في فشل ولو أدرك ان العلم هو سلاحه الوحيد في الحياة وبه سيستطيع ان يواجه المستقبل ويتحدى ظروفه الصعبة لسعى لذلك وهكذا عندما تكون الحياة فشلا في فشل.
صالح العم
العدد 364 - الخميس 04 سبتمبر 2003م الموافق 08 رجب 1424هـ