العدد 364 - الخميس 04 سبتمبر 2003م الموافق 08 رجب 1424هـ

ورقة ليبيا المنتظرة...

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

يبدو أن ليبيا، رضخت أخيرا للضغوط الأميركية معترفة من دون خجل بإدانتها لورقة الارهاب التي كان الغرب ينادي بها سنوات طويلة مستندا إلى أدلة وبراهين.

وعلى رغم إنكار ليبيا المستميت لأدلة الغرب فإنها كانت تتراقص على نغمة الانكار من دون كلل أو ملل موجهة انتقاداتها اللاذعة على الدوام للغرب وللادارة الأميركية والتي كانت تمقتها بكل وضوح وتنتقدها عبر المنابر العربية والأجنبية.

واليوم شاهدنا معمر القذافي يعترف ويرضخ لضغوطات أميركا وفرنسا ويدفع تعويضات لضحايا حوادث وقعت في الماضي.

قد يكون متورطا في بعضها أو جميعها إلا أنه يرفض الكشف عن قضايا أخرى ارتبط اسمه بها كقضية الامام موسى الصدر الذي لايزال مصيره مجهولا... فكيف يحسب القذافي حساب الغرب الآن في وقت كان يعلن فيه رأيه بكل صراحة أمام مرأى العالم بأنه يمقت الغرب لأسباب عدة؟ كيف يتنازل لهذه الدرجة ويصف ذلك بأنه نصر وضرورة في كلمة له ألقاها ضمن احتفالات بلاده بما يعرف بثورة الفاتح؟ ألهذه الدرجة أصبح الموقف الليبي اليوم مترنحا يهاب الادارة الأميركية التي قد تهدده بالمصير نفسه هددت به الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الذي تحدى سياسة واشنطن؟

هل نستطيع أن نصف موقف القذافي بالحكيم... حتى لا يعرض حكمه وشعبه لهلاك مماثل للعراق؟! أم ان اعترافه أمام مرأى العالم بخطأ ليبيا بصريح العبارة بدعم بلاده في الماضي للإرهاب ما هو إلا إدانة كاملة لنظامه؟! كل ذلك يدعونا إلى القول ان قذافي اليوم ليس قذافي الأمس، وقد استطاع أن يعدل من وضعه مع الغرب لكنه لا يملك الشجاعة الكافية حتى الآن لحل لغز اختفاء الامام الصدر وغيره من الضحايا العرب حتى يطوي بذلك آخر صفحة سوداء من ملفاته السابقة... وليس مستغربا أن يتجاهل رئيس عربي قضايا تمس الجانب العربي كون هذا الجانب لا يرهب بالدرجة نفسها التي يرهب بها الجانب الغربي والأميركي.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 364 - الخميس 04 سبتمبر 2003م الموافق 08 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً