كتب الكثيرون - حتى ملَّ بعضهم - عن ضرورة تسريع خطوات التكامل الاقتصادي العربي كضامن أساسي لمستقبل الأجيال العربية في ظل توافر الكثير من المقومات التي تعزز هذا التكامل بما يجعله نواة للتكامل في شئون السياسة والدفاع والعلاقات الخارجية وسائر شئون الحياة العربية التي مزقها الشتات، غير أن كل الكتابات ذهبت أدراج الرياح ان لم تكن في طريقها إلى ذلك.

وفي التجربة العربية المعاصرة نموذج ناصع للتكامل الاقتصادي العربي، تلك التجربة التي تكاملت فيها الأراضي الزراعية البكر والخبرات البشرية في السودان مع الأموال السعودية والكويتية في شركة «سكر كنانة» التي تعد أكبر منتج للسكر الأبيض في العالم، والتي غدت تحقق عاما إثر عام نجاحات تجارية هائلة منذ تأسيسها قبل نحو 32 عاما. وفي الأنباء أن «كنانة» تعتزم زيادة إنتاجها السنوي إلى نحو 054 ألف طن سنويا وهي تنتج حاليا نحو 004 ألف طن من السكر الأبيض.

وتقع مزارع قصب السكر والمصنع على بعد 052 كيلومترا جنوبي الخرطوم، وتعتبر أكبر مؤسسة متكاملة لإنتاج السكر الأبيض في العالم.

ويقع المشروع على مساحة 861 ألف فدان إلا أن الأراضي المزروعة تغطي 49 ألف فدان.

إن إلقاء نظرة على هذه التجربة والعمل على دراستها لتعميمها والإفادة من عثراتها جدير بوضع العربة أمام الحصان في الطريق الطويل الشاق نحو التكامل الاقتصادي العربي الذي كان ومازال حلما يراود أجيالا وأجيالا من الحالمين بمستقبل أفضل لهذه الأمة التي مازالت تقف على قارعة الطريق بينما القافلة تمضي غير آبهة بها.

محمد الأسباط