بتوصلها الى اتفاق جديد مع فرنسا لدفع تعويضات لعائلات ضحايا تفجير طائرة فرنسية تكون ليبيا قد قررت المضي قدما في شراء عودتها الى المجتمع الدولي بعد ان استبعدت منه لاتهامها بمساندة الارهاب.
واعلن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي مساء الاحد انه اتفق مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك على تسوية مسالة تعويض عائلات ضحايا الطائرة دي سي-01 الفرنسية التابعة لشركة اوتا التي انفجرت العام 9891 فوق النيجر (071 قتيلا) بواسطة مؤسسة خيرية يترأسها ابنه سيف الاسلام.
ولم تكشف هذه المؤسسة المبالغ التي ستدفعها الا انها اكدت ان الاتفاق «مرضٍ».
وفي المقابل ستعمل باريس على ايجاد تسوية لليبيين الستة المحكوم عليهم غيابيا العام 9991 من قبل محكمة باريسية في اطار القضية نفسها بحسب ما جاء في بيان للمؤسسة. ومن بين هؤلاء الستة عبدالله السنوسي صهر الزعيم الليبي.
من جهته اعلن وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان يوم الاثنين انه تم التوصل الى «اسس» اتفاق ولم يتبق «سوى وضع اللمسات الاخيرة عليه الامر الذي سيجري خلال الساعات القليلة المقبلة».
وكانت فرنسا هددت بمعارضة رفع العقوبات التي تفرضها الامم المتحدة على ليبيا كما اقترحت بريطانيا بعد الاتفاق على دفع تعويضات لضحايا اعتداء لوكربي، ما لم تدفع ليبيا الى عائلات ضحايا حادث الطائرة الفرنسية تعويضات مماثلة. وبات في حكم المقرر ان ترفع حاليا آخر عقبة امام رفع العقوبات عن ليبيا. واعلنت وزارة الخارجية البريطانية يوم الاثنين بالفعل ان لندن تامل في عرض مشروع قرار يهدف الى رفع العقوبات عن ليبيا «هذا الاسبوع» على التصويت في مجلس الامن الدولي. وقال ناطق باسم الوزارة لوكالة فرانس برس «نامل في عرض مشروع قرار على التصويت هذا الاسبوع لكن ذلك سيكون رهنا بالطبع بجدول اعمال مجلس الامن».
وكانت ليبيا انجزت القسم الاكبر من مسيرتها للعودة الى المجتمع الدولي عندما بدأت في دفع 7,2 مليار دولار الى عائلات ضحايا حادث تفجير طائرة بانام الاميركية فوق قرية لوكربي الاسكتلندية العام 8891 (072 قتيلا). وكانت العقوبات الدولية فرضت على ليبيا العام 2991 وعلقت العام 9991 من دون ان ترفع.
وعمل الزعيم الليبي في خطابه المتلفز مساء الاحد على اقناع الليبيين بان رفع العقوبات لن يتم من دون دفع هذه المبالغ الطائلة معتبرا ان تعليق العقوبات غير كاف وقد يتيح اعادة فرضها ما لم يتم الغاؤها نهائيا.
واوضح القذافي ان التعويضات لضحايا لوكربي والتي تبلغ عشرة ملايين دولار لكل ضحية ستدفع على ثلاث دفعات.
واشترطت ليبيا ان يتم رفع عقوبات الامم المتحدة بعد تسديد الدفعة الاولى على ان ترفع العقوبات الاميركية بعد تسديد الدفعة الثانية ويرفع اسم ليبيا عن لائحة الدول الداعمة للارهاب بعد تسديد الدفعة الثالثة.
وقال القذافي ان ليبيا دفعت المال لكي تسحب من «هذه اللوائح الثلاث السوداء «معتبرا ان» صفحة جديدة فُتحت في العلاقة مع الغرب». فإنه حرص على التشديد على ان بلاده ليست مسئولة باي شكل من الاشكال عن اعتداءي لوكربي واوتا او عن تفجير ملهى «لا بل» في برلين الغربية العام 6891 إذ حملها القضاء الالماني مسؤولية هذا الاعتداء. وأعلنت مؤسسة القذافي الخيرية انها ستدفع أيضا تعويضات لقتلى تفجير برلين الغربية الثلاث وهم اثنان من الجنود الاميركيين ومواطنة تركية كما ستدفع تعويضات الى 062 جريحا. ويؤكد المسئولون الليبيون ان دفع التعويضات هو الوسيلة الوحيدة لرفع العقوبات التي يقدرون الخسائر الناتجة عنها بنحو 33 مليار دولار. وسجل الاقتصاد الليبي نهضة كبيرة منذ تعليق العقوبات وسيؤدي رفعها بشكل نهائي الى مشاركة شركات نفط اميركية في استثمار القطاع النفطي الليبي الواعد.
العدد 362 - الثلثاء 02 سبتمبر 2003م الموافق 06 رجب 1424هـ