عبر آلاف المواطنين عن استنكارهم مقتل آية الله محمد باقر الحكيم وجمع من المصلّين العراقيين يوم الجمعة الماضي، من خلال المسيرة التي انطلقت في عدد من شوارع البحرين أمس، كما ستخرج مساء الخميس المقبل مسيرة أخرى باسم علماء البحرين في منطقة رأس الرمان.
وحمل المئات من المشاركين - الذين لبسوا السواد حدادا - صور الشهيد الراحل، ولافتات كتبت عليها شعارات مختلفة، وهتفوا بشعارات معادية لـ «إسرائيل» والولايات المتحدة الأميركية، وهتافات ضد النظام البعثي السابق، كما ألقى الشيخ عادل الشعلة، كلمة أكّد فيها «أن لدماء العظماء آثارا معنوية، فهي تطوي زمن التغيير». وتفاعل المشاركون بالدموع مع قصيدة شعرية من تأليف الشيخ محسن ملا عطية الجمري ألقاها بدلا عنه السيد ياسر الساري.
السنابس - حسين خلف
خرج أمس آلاف المواطنين والمواطنات العراقيين في مسيرة جماهيرية نظمتها جمعية التوعية الإسلامية تعبيرا عن استنكار شعب البحرين للجريمة التي استشهد فيها آية الله السيدمحمد باقر الحكيم وجمع من المصلّين، كما ستخرج مساء الخميس المقبل مسيرة أخرى باسم علماء البحرين في منطقة رأس الرمان.
وتقدّمت المسيرة صورة كبيرة للشهيد الراحل، بينما حمل المئات من المشاركين الذين لبسوا السواد حدادا صورا أخرى اصغر حجما، ولافتات كتب عليها شعارات كثيرة منها: علماؤنا ثروة دماؤهم ثورة، إن عاشوا قادوا إلى الخير وإن ماتوا رسموا لنا خطى السير، وهتف المواطنون بشعارات معادية لـ «إسرائيل» والولايات المتحدة الأميركية، وهتافات ضد النظام البعثي السابق وأزلامه، والقى سيدياسر الساري قصيدة شعرية من تأليف الشيخ محسن ملاعطية الجمري تفاعل معها المشاركون بالدموع واللطم على الصدور، وألقى الشيخ عادل الشعلة كلمة استنكر فيها المجزرة الرهيبة، وأكّد أن «للشهادة آثارا تتجاوز الآفاق، وان لدماء العظماء آثارا معنوية فهي تطوي زمن التغيير، وان من كل شلو من أشلاء الحكيم سيولد مجاهد، وكل قطرة من دمائه ستكون شلالا يجرف الباطل».
كما كانت هناك كلمة مسجلة للشيخ عيسى قاسم امتدح فيها الشهيد الراحل ووصف عائلة الحكيم بأنها بيت كثير العطاء، وأن عطاءه من النوع الخاص.
ومن جهة أخرى أصدرت جمعية التوعية الإسلامية بيانا قالت فيه «إن سماحة آية الله الحكيم لم يكن صوتا إسلاميا عاديا، ولم يكن شخصا تخفيه الظلال، ألفت الأمة الإسلامية صوته مدافعا عن الإسلام وهمومه، وألف وجوده العراق قضية يعيشها وتعيشه، ووطنا يؤسسه في روحه حتى كان موعد لدمه على هذا الطريق، فلبى النداء تأسيسا لأمة إسلامية صامدة».
وأضاف البيان «إن ما كان من عملية الاغتيال هذه كشف عن وجه قبيح يدرك المتخفون وراءه قبحه، ويدركون جيدا أن نتائج انعكاساته على الواقع لن تكون إلا أشد قبحا منه، وإن حركة الالتفاف على الأمة وعقلها لن يكون أمرا هينا وان يتأتى لسياسة كهذه بعد فشل سياسة القمع، وإن مشروع الاغتيالات سواء استهدف القيادات الفعلية أو استهدف زيادة الخلخلة في الأجواء الأمنية عن طريق شق جسد الأمة على بعضه .... فالأصابع تتجه فورا متهمة الحاضر الغائب فلول البعث الصدامي، إن جمعية التوعية الإسلامية تعلن موقفها الآتي: «إننا نستنكر التعدي الصارخ على مقدسات الدين ورموزه العلمائية، ونخص هنا ما تعّرض له الحرم المطهّر لأمير المؤمنين علي (ع)، ونطالب بتوفير الحماية للمقدسات والعلماء وأبناء الشعب العراقي المظلوم، ونحمّل القوات التي زعمت توفير الأمن له (أميركا وحلفاؤها) مسئولية ما يحدث في العراق من خلل أمني، ونطالب الأمة الإسلامية والجهات الرسمية والشعبية أن تبدي استنكارها الصارخ لهذه التعديات على المقدسات والعلماء والشعوب المستضعفة».
العدد 361 - الإثنين 01 سبتمبر 2003م الموافق 05 رجب 1424هـ