خلا أمس مقعد الشهيدة الطفلة آية فياض (9 أعوام) في «مدرسة سهام الابتدائية» بالقرب من «مستشفى ناصر الحكومي» في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد في الأراضي الفلسطينية الذي صادف اليوم الثاني من بيت عزائها.
وكانت جماهير خان يونس الذين غلب عليهم العدد الكبير من الأطفال شيعت البارحة، الشهيدة الطفلة آية، التي اغتالتها قذائف الاحتلال الإسرائيلي، قبل بدء العام الدراسي بيوم واحد، تاركة ملابسها المدرسية وحقيبتها التي اشتراها لها شقيقها الأكبر عصام قبل يومين إذ تكفل عصام برعاية آية وإخوته بعد وفاة والدهم قبل ثلاث سنوات.
تركت آية مقعدها فارغا وصبغت أرض الحي النمساوي إذ كانت تسكن بالدم الأحمر فمن يذهب إلى الحي النمساوي، ويقف أمام مدخل العمارة التي كانت تسكنها آية، يرى آثار الدم التي بقيت على الواجهة الأرضية لتبقى شاهدة على جريمة الاحتلال التي ارتكبها بحق الطفلة التي لم تتجاوز التسعة أعوام.
ولم تكن الشهيدة الضحية الوحيدة لغدر قوات الاحتلال الإسرائيلي من طلاب وطالبات المدارس، فقد أصدرت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية تقريراَ بينت فيه عدد الشهداء والجرحى في القطاع التعليمي خلال انتفاضة الأقصى، إذ بلغ عددهم 295 شهيدا بينهم 773 من طلبة المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية و681 شهيدا من طلبة الجامعات و22 معلما و6 موظفين من الوزارة وموظفا جامعيا راح ضحية عملية اغتيال نفذتها المروحيات العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة. كما لم ترحم آَلة الحرب الإسرائيلية الحجر، فهدمت الكثير من المدارس وقصفت مدارس أخرى، وحولت بعض المدارس إلى ثكنات عسكرية، كما أغلقت قوات الاحتلال الكثير من المدارس والجامعات وحرمت الطلبة من أدنى حقوق التعليم. وفي استهداف إسرائيلي مباشر لعصب القطاع التعليمي فقد أقدمت الدبابات والمروحيات الإسرائيلية على قصف 282 مدرسة و01 جامعات وكليات فلسطينية، كما قصفت 6 من مكاتب الوزارة والمديريات التابعة لها، عدا عن أنها حولت 34 من مراكز التعليم إلى ثكنات عسكرية.
ووفق الوزارة فقد أقدمت وحدات من الجيش الإسرائيلي على إغلاق 9 مدارس في محافظات الضفة الغربية وهددت بتحويل مدرسة جورة الشمعة بالإغلاق وأبعدت طلاب مدرسة يانون الفوقا عن مقاعد الدراسة في مدينة نابلس. وفي التدريس الجامعي، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي جامعتين من جامعات الضفة الغربية وأقدمت على هدم وتجريف 83 مدرسة أصبح عدد منها غير قابل للاستعمال. وذكر التقرير أن الممارسات الإسرائيلية عطلت المسيرة التعليمية في 5211 مدرسة مانعة ما يقارب من 002 طالب في كل مدرسة من الانتظام في مدارسهم الموزعة في أرجاء الضفة الغربية. ووفق وزارة التربية والتعليم العالي، فقد توجه أمس الاثنين، مليون و58 ألف تلميذ وتلميذة إلى مدارسهم في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة وتوقعت عاما دراسيا جديدا ( 3002/ 4002) قاسيا وصعبا خصوصا وان الطالب يمر في أجواء صعبة ومعقدة للطلبة والأهالي وفاتحته استشهاد الطالبة آية محمود فياض، السبت الماضي، في خان يونس.
العدد 361 - الإثنين 01 سبتمبر 2003م الموافق 05 رجب 1424هـ