العدد 361 - الإثنين 01 سبتمبر 2003م الموافق 05 رجب 1424هـ

«الجامعة» ترحب بأول حكومة عراقية بعد صدام

خشية سعودية من انبعاث فتنة طائفية

بغداد، عواصم - عصام العامري، وكالات 

01 سبتمبر 2003

أعلن مجلس الحكم العراقي التشكيلة الوزارية الجديدة والتي شملت 52 وزيرا، سيؤدون اليمين الدستورية اليوم.

وقالت مصادر مقربة من المجلس إن كل وزير سيقدم قائمة من الصلاحيات والمستلزمات التي يحتاجها والتي سيمنحها له المجلس، وألغيت - بموجب التشكيلة - وزارة الأوقاف فضلا عن وزارتي الإعلام والدفاع.

ورحبت الجامعة العربية بالحكومة، وقال أمينها العام عمرو موسى، إن «أي تطور لتأكيد سلطة العراقيين في إدارة بلادهم يمثل خطوة في الطريق الصحيح».

في غضون ذلك، استمرت مراسم تشييع رئيس المجلس الأعلى الثورة الإسلامية آية الله السيدمحمد باقر الحكيم في كربلاء والحلة وسيتم دفنه اليوم في النجف، ونفى الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين عبر شريط بثته «الجزيرة» ضلوعه في انفجار النجف.

كما قال مسئول سعودي إن المملكة «تخشى أن يكون الهدف من وراء ما يتردد عن مشاركة سعوديين يوصفون بأنهم وهابيون في اغتيال الحكيم، إثارة نزاع طائفي في العراق وفي المنطقة».

كما رحبت قوات التحالف بقرار تشكيل الحكومة، وقال المتحدث باسمها تشارلز هيتلي: «إن الوزراء سيكونون مسئولين أمام مجلس الحكم». وأضاف أنه سيكون لكل وزير مستشار من قوات التحالف. وأوضح أن وزير الداخلية نوري بدران، سيعمل على ضمان نقل تدريجي للمسئوليات الأمنية إلى العراقيين. وفي بيروت، اتهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، «إسرائيل» بتدبير التفجير الذي أودى بالحكيم، كما حمل أيضا على النظام الليبي لاعترافه بمسئوليته عن حادثتي طائرتي «لوكيربي» و«أوتا»، وطالبه بالكشف عن مصير الإمام موسى الصدر.


كربلاء تشيع الحكيم... و«بدر» يعتقل مسئولا بعثيا... وسيارتان مفخختان بالكوفة

إعلان الحكومة العراقية وصدام ينفي علاقته بانفجار النجف

عواصم - وكالات

واصل آلاف العراقيين أمس في كربلاء والحلة مراسم تشييع جثمان الشهيد محمد باقر الحكيم الذي قتل يوم الجمعة الماضي في انفجار سيارة ملغومة عند المرقد العلوي في النجف قبل دفنه اليوم في المدينة نفسها، في حين نفى الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين مسئوليته عن قتل الحكيم عبر شريط بثته «الجزيرة»، ويأتي ذلك في وقت اعتقلت قوات مشتركة من «فيلق بدر» والشرطة العراقية أمين سر حزب البعث السابق في النجف والكوفة كريم ليث الدعمي، سياسيا أعلن مجلس الحكم رسميا إعلان تشكيلة الحكومة المكونة من 52 وزيرا والتي اعتمد النهج الطائفي والقومي في تشكيلتها ويرأسها أحمد جلبي بصفته الرئيس الحالي للمجلس.

وانضم آلاف المشيعين العراقيين إلى الموكب الجنائزي لتشييع المرجع زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية. ووصل المشيعون إلى حدود محافظة كربلاء المحطة الثانية في رحلة الحكيم نحو مثواه الأخير في مدينة النجف الأشرف التي شهدت مصرعه. وقد نظمت هيئة علماء المسلمين والإدارة المدنية في مدينة الفلوجة مسيرة استنكار للمذبحة.

كما شنت مجموعة من أنصار الحكيم هجوما على جنود أميركيين يقومون بحراسة مطار المثنى في بغداد، وأطلقت القوات النار بكثافة ما أدى إلى مقتل الشرطيين العراقيين وسائق سيارة. في حين أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي أن مقتل الحكيم كان ضربة للشعب العراقي، وندد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني مهدي روحاني بالاحتلال مشددا على أن الأميركيين اشتروا لأنفسهم بغض الشعوب العربية والإسلامية إلى الأبد.

وأكد رئيس مجلس الشورى الإيراني مهدى كروبى أن الحوادث الخطيرة التي يشهدها العراق تثبت أن قوات الاحتلال غير قادرة على إحلال الأمن. في وقت حذرت وزيرة التنمية والتعاون الدولي الألمانية هايديماري فيتسوريك تسويل من أن «القتل العشوائي» قد يؤدي إلى نشوب حرب أهلية.

من جهة أخرى ذكر تقرير أن الشرطة العراقية وقوات «فيلق بدر» اعتقلت الدعمي بعد مواجهة معه وشقيقه وقعت في الحي الاشتراكي بالنجف أسفرت عن إصابة اثنين على الأقل من فيلق بدر، في حين ذكرت أنباء عن مقتل شخصين في عملية المداهمة. و جرح قائد شرطة الكوفة كريم عطية برصاص أطلقته عناصر احد الأحزاب السياسية عند مدخل المدينة.

و كتبت «صحيفة تايمز» نقلا عن مصدر مقرب من المحققين العراقيين أن السعوديين اللذين اعتقلا بشأن اعتداء النجف اكتشفا بعد أن بعثا رسالة الكترونية تقول «إن المهمة نفذت: الكلب قتل». وذكر مصدر فرنسي أنه تم العثور على سيارتين مفخختين بمدينة الكوفة، وجرى اعتقال الرجلين صاحبي السيارتين.

إلى ذلك صرح نائب رئيس الوزراء العراقي السابق عبدالغني الراوي بأنه تلقى تهديدا بالقتل بسبب ما ورد على لسانه في حديث عن فترة الستينات ومحاولة انقلابية بالتعاون مع إيران للإطاحة بنظام أحمد حسن البكر ونائبه صدام.

في غضون ذلك أصدر مجلس الحكم بيانا جاء فيه أن المجلس عين 52 وزيرا في خطوة لإعطاء العراقيين سلطة اكبر في إدارة شئون بلادهم المحتلة. وستبقى السلطة النهائية في يد الحاكم الاميركي بول بريمر والى حين انتخاب حكومة عراقية.

وعين إبراهيم بحر العلوم وزيرا للنفط، وهوشيار زيباري عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني عين وزيرا للخارجية كما عين نوري بدران وهو منفي سابق وزيرا للداخلية وكامل الكيلاني وزيرا للمالية. وعين مجلس الحكم نسرين براوي وزيرة للأشغال العامة كما انشأ وزارة لحقوق الإنسان يرأسها عبدالباسط تركي. وقال البيان انه من المقرر أن يؤدي الوزراء اليمين الدستورية اليوم بعد تشييع الحكيم.

في وقت بثت قناة «الجزيرة» شريطا صوتيا نسبته لصدام نفى فيه المتحدث مسئوليته هو وأتباعه عن تفجير سيارة ملغومة في النجف يوم الجمعة الماضي. وقال «ربما سمع الكثير منكم فحيح الأفاعي خدم الغزاة المعتدين الكفرة، ليتهم من غير دليل بعد حادث الحكيم ليتهموا من أسموهم بأنصار صدام حسين في الحادث»، و«إن صدام ليس قائد القلة وإنما قائد شعب العراق العظيم كله، عربا وكردا، شيعة وسنة، مسلمين وغير مسلمين» كما رأت منظمة العفو الدولية «أن وعود القوات الأميركية والبريطانية في حماية المدنيين العراقيين وحقوق الإنسان قد ذهبت أدراج الرياح».

وعلى صعيد الجانب الميداني استهدف مجهولون سيارة مدير مصرف الرافدين فرع الفلوجة الواقع قرب الجسر القديم في المدينة، وأسفر عن جرح شخص بينما نجا مدير المصرف، كما أصيب شخصان بحروق متفاوتة جراء حادث انفجار لغم في ضواحي المدينة نفسها. من جهة أخرى أصيب عدد من الجنود الاميركيين في هجوم استهدف ناقلة عسكرية في مدينة «الطارمية « شمال بغداد، وأخرى في مدينة «القائم»غرب بغداد، ومقر للقوات في تكريت لهجوم صاروخي. وقد نقلت القوات البريطانية جثث أربعة جنود بريطانيين من مستشفى في مدينة البصرة إلى مطار المدينة لنقلهم إلى بريطانيا.

من ناحية أخرى قال وزير الخارجية الروسي ايجور ايفانوف إن مجلس الأمن الدولي يجب أن يناقش مسألة الأمن في العراق مع تسوية سياسية شاملة في ذلك القطر. كما أعلنت اليابان أنها سترسل بعثة تقصي حقائق إلى العراق ولكنها لم تحدد موعدا لمغادرة البعثة. وأكد وزير الخارجية الفرنسي دومنيك دوفيلبان أن فرنسا تولى اهتماما كبيرا بإصلاح الأمم المتحدة مؤكدا أن فرنسا لديها الكثير من المقترحات لإصلاح الأمم المتحدة من بينها زيادة أعضاء مجلس الأمن دائمي العضوية وغير دائمي العضوية.


تشكيلة الحكومة العراقية

تتألف الوزارة من 31 وزيرا من الشيعة وخمسة من السنة وخمسة أكراد ومسيحي واحد وتركماني واحد الشيعة - وزير الداخلية: نوري بدران، وزير النفط: إبراهيم بحر العلوم، وزير الاتصالات: حيدر العبادي، وزير التجارة: علي علاوي، وزير التخطيط: مهدي الحافظ، وزير التربية: علاء عبدالصاحب العلوان، وزير الثقافة: مفيد محمد جواد الجزائري، وزير الزراعة: عبدالأمير عبود رحيمة، وزير الشباب والرياضة: علي فائق الغضبان، وزير الصحة: خضير عباس، وزير العدل: هشام عبدالرحمن الشلبي، وزير العمل والشئون الاجتماعية: سامي عزارة آل معجون، وزير المهجرين والمهاجرين: محمد جاسم خضير. السنة - وزير المالية: كامل مبدر الكيلاني، وزير الكهرباء: ايهم السامرائي، وزير العلوم والتكنولوجيا: رشاد مندان عمر، وزير حقوق الإنسان: عبدالباسط تركي، وزير التعليم العالي: زياد عبدالرزاق محمد اسود. الأكراد - وزير الخارجية: هوشيار محمود محمد زيباري، وزير الموارد المالية: لطيف رشيد، وزير الصناعة والمعادن: محمد توفيق رحيم، وزير البيئة: عبدالرحمن صديق كريم، وزيرة الأشغال العامة: نسرين مصطفى صديق البراوي. المسيحيون - وزير النقل: بهنام زيا بولص التركمان - وزير الإعمار والإسكان: بيان باقر صولاغ.

العدد 361 - الإثنين 01 سبتمبر 2003م الموافق 05 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً