أثارت الصحف العربية والغربية على حد سواء، الجريمة - المجزرة التي كانت مدينة النجف مسرحا لها وقتل فيها رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق آية الله محمد باقر الحكيم و82 آخرون، إضافة إلى أكثر من 229 جريحا.
وطرح المحللون أسئلة عن مستقبل هذا العراق في ظل استمرار حال الفوضى الناتجة عن الاحتلال الأميركي البريطاني، وخصوصا ان هذا التفجير جاء بعد هجومين مماثلين استهدفا أخيرا في بغداد السفارة الأردنية ومقر الأمم المتحدة الرئيسي وأوقعا عشرات القتلى ومئات الجرحى. الأمر الذي أثار من جديد الدعوات الدولية إلى ضرورة نقل السلطة إلى العراقيين «من دون تأخير» وبرعاية الأمم المتحدة بحسب تعبير الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي أكد أن المقاربة الأمنية وحدها غير كافية لتوفير الاستقرار في العراق لهذا الحادث الذي أثار استنكارا عربيا وإسلاميا شاملا... وأبرزت جميع الصحف خطبة الجمعة الأخيرة للسيد الحكيم، أو كما أجمع المراقبون على اعتبارها الخطبة ـ الوصية، التي ركز فيها، مرارا وتكرارا، على أن «خطأ الاحتلال عدم تحميل العراقيين مسئولية الأمن لأن العراقي يتعاون مع عراقي لا مع أجنبي». وأكد الحكيم، ضرورة اختيار وزراء عراقيين «أكفاء وقادرين» في الحكومة المقبلة، «ممثلين لمصالح العراق لا مصالح الجهات الأجنبية، ممثلين لأطياف العراق القومية والدينية بشكل يسد ثغرات في تركيبة مجلس الحكم» العراقي الانتقالي.
وتخوفت الصحف العربية، أكثر ما تخوفت من فتنة مذهبية بين السنّة والشيعة أو داخل الطائفة الشيعية نفسها... وعلى رغم ان غالبية الصحف العربية حملت قوات الاحتلال المسئولية بما ان الأمن مسئوليتها... ولم تشر غالبيتها أيضا إلى طرف محدد، كما فعلت الصحف الأميركية أو الغربية، واعتبرت جميعها انه يستهدف تفجير وحدة الشيعة وتفجير وحدة الطوائف في العراق فإن هناك من الصحف العربية من ألمح إلى الصراعات الشيعية ـ الشيعية. وسأل خير الله خير الله في «الرأي العام» الكويتية ما إذا كان الحكيم قد دفع ثمن استقلاليته، وثمن الاصرار على استعادة النجف موقعها من جهة أخرى؟ واعتبرت «النهار» البيروتية تحت عنوان «كربلاء العصر» ان الحادث يزيد الوضع تعقيدا في العراق ويثبت عجز قوات الاحتلال الأميركي عن ضبط الأمن في هذا البلد بعد نحو أربعة اشهر من انتهاء العمليات العسكرية الأساسية، لافتة إلى ان الحكيم ومنذ عودته من المنفى أطلق سلسلة من المواقف المعتدلة حيال القوات الأميركية... ورأت «السفير» اللبنانية ان العراق- مع استشهاد الحكيم في مجزرة أغرقت مقام الإمام علي في النجف بدماء المصلين - دخل منعطفا جديدا يفتح الباب أمام سلسلة من الاحتمالات، أقلها إدخال البلاد في المجهول؛ فالتفجير، يعتبر أخطر ما حصل في العراق منذ سقوط بغداد في التاسع من ابريل / نيسان الماضي، إن لجهة الهدف: اغتيال أحد كبار رموز الشيعة العراقيين، سياسيا ودينيا، وأحد الأطراف الأساسية في المعادلة السياسية لعراق ما بعد صدام حسين، أو لجهة الموقع: قرب مقام الإمام علي، ثاني أقدس مقدسات الشيعة في العالم، أو لجهة حجم المأساة: مئات الشهداء والجرحى، أو لجهة التوقيت: عشية إعلان التشكيلة الحكومية العراقية الأسبوع المقبل وفي وقت تحاول الولايات المتحدة «تدويل» الأزمة العراقية، ولو على طريقتها... كما يعبر عن مستوى جديد من «التطور» في العمليات الهادفة إلى إثارة الفوضى وعزل العراق، عربيا ودوليا. فبعدما تركزت الهجمات في مرحلة أولى على قوات الاحتلال الأميركية والبريطانية، تحولت، في وقت لاحق، نحو «المتعاونين» معها، إلى أن بلغت البعثات الدبلوماسية (تفجير السفارة الأردنية)، ثم البعثات الدولية (مقر الأمم المتحدة في بغداد). لكن أهم ما فيه هو التأكيد على عجز قوات الاحتلال الأميركية عن توفير الأمن والاستقرار في البلاد وحماية العراقيين، وخصوصا أن التهديدات للمراجع والزعماء الشيعة تتوالى منذ مدة. واعتبرت «الوطن» السعودية ان تكرار عمليات شبيهة بعملية النجف يعطي انطباعا بأن «الإرهابيين» يسعون إلى شق الوحدة العراقية عبر الطائفية واندلاع حرب أهلية. وألمحت الصحيفة السعودية، استنادا إلى مصدر عراقي، إلى ان اعتداء النجف والاعتداء على مقر الأمم المتحدة في بغداد واعتداءات أخرى أقل خطورة جرت الفترة الماضية بالطريقة ذاتها، يشير إلى بصمة جهة واحدة قامت بها، معتبرة ان العراقيين يفهمون نيات المعتدين من وراء هذه العمليات وخصوصا انها بدأت تأخذ طابعا دينيا لإشعال فتيل الطائفية الخامد منذ سنوات في العراق. واعتبرت «القدس العربي» الفلسطينية انه بمقتل الحكيم تبدأ في العراق مرحلة جديدة من الصراع قد تدخل العراقيين في صراع خطير على أسس طائفية. ولم تعلق «الأهرام» المصرية على الحدث، لكنها أوردت الخبر، ولفتت إلى ان شاحنات تنقل مقاتلين من لواء بدر إلى النجف... ورأت «الحياة» اللندنية ان العراق دخل باغتيال «خميني العراق كما يلقبه أنصاره» نفقا مظلما يهدد وحدته، وينذر بانتشار الفوضى الشاملة، وعمليات التصفية والثأر، فالحكيم كان يمثل الصوت المعتدل وسط شيعة العراق، وكان حتى قبل مقتله بقليل يدعو إلى وقف الهجمات على الأميركيين ويتهم منفذيها بأنهم أنصار صدام حسين. واعتبرت ان الولايات المتحدة منيت بضربة قاسية باغتيال الحكيم الذي شكل دليلا جديدا على عجزها عن إحلال الأمن في العراق. ورأت «البيان» الإماراتية ان الانفلات الأمني الشامل الذي يعيشه العراق تحت حكم الاحتلال الاميركي البريطاني أدى الى جريمة نوعية دموية جديدة. ولاحظت ان الأوضاع في العراق، اتخذت منحى خطرا باتجاه اتساع رقعة العنف الدامي الموجه إلى أبناء الشعب العراقي، فهذا الحادث الدموي لا يحمل سوى رسالة واحدة فقط، وهي محاولة إشعال نار الفتنة الطائفية في العراق، وإدخال البلاد في دوامة من عمليات الثأر الدموية بين مختلف الفئات العرقية والطائفية. وأكدت ان العراق الواقع تحت الاحتلال لن يخدمه تأجيج الصراعات الداخلية بين أبناء الشعب العراقي. لذلك يجب أن تكون الأوضاع الداخلية خطا احمر، لا يمكن الاقتراب منه، لان استقرار هذه الأوضاع ومتانتها هو الضمان الوحيد والحقيقي لبقاء الأمة وعدم تعريضها لخطر الفوضى الشاملة والحرب الطائفية. واعتبرت «الخليج» الإماراتية ان العنف في العراق دخل دائرة جديدة تحمل مخاطر على المستقبل السياسي للبلاد. وكانت «الرأي العام» الكويتية قد نشرت في عدد الاثنين 12 مايو/أيار الماضي، نقلا عن جندي أميركي، طلب عدم نشر اسمه، ان القوات الأميركية في العراق تلقت معلومات تفيد بأن الحكيم قد يتعرض للاغتيال بيد فصائل شيعية منافسة أو عناصر لاتزال تدين لنظام الرئيس المخلوع صدام حسين. وتساءلت «السياسة» الكويتية بعد أن أشارت إلى «دماء في مرقد الإمام علي» عما إذا كانت هذه هي الفتنة؟ وعنونت «الوفد» المصرية في صفحتها الأولى «شبح الحرب الأهلية يهدد العراق، بعد اغتيال الحكيم». ولفتت «الدستور» الأردنية إلى انه إذا كان حزن الشيعة في العراق وفي كل مكان كبيرا جدا فإن حزن المسلمين جميعا كبير وخصوصا هنا في الأردن حيث الروابط بين البلدين وبين الشعبين أكبر من أية روابط سواها. وسألت ببساطة شديدة عمن هو صاحب المصلحة في تغييب مثل هذا العقل الرشيد والقلب العراقي النابض بحب وطنه وشعبه؟ وسألت أيضا من هو صاحب المصلحة في أن يظل العراق ينزف وينزف حتى آخر قطرة في عروقه. وكتبت «الرأي العام» الكويتية: حمل سيف الإمام علي وقضى قرب صحنه في النجف الأشرف وكأن شجرة كربلاء على موعد مع زهر جديد في مطلع كل عصر جديد. وفي خبر افتتاحي تحت عنوان «حيلة سيارة شبيهة بسيارة الحكيم استخدمت في اغتياله داخل المسجد» أوردت «الشرق الأوسط» السعودية خبر مقتل الحكيم. ورأت ان هذا الحادث قد يزيد الأوضاع العراقية تعقيدا. وبعد أن لفت خير الله خير الله في «الرأي العام» الكويتية إلى ان الحكيم كان مثل الإمام الخوئي يعتبر من الركائز التي كان الأميركيون سيستندون إليها لإعادة بناء البلد على طريقتهم، رأى خير الله، ان التفسير المنطقي للحوادث العراقية ان ثمة نية واضحة لدى بعض الجهات في إعادة خلط الأوراق في البلد، بما يحرم الأميركيين من أية قوة يستطيعون الاعتماد عليها لإعادة ترتيب أوضاع العراق، وهكذا لابد من البحث عن الجهات التي تسعى إلى ذلك. وسأل عما إذا كان الحكيم قد دفع ثمن استقلاليته، وثمن الاصرار على استعادة النجف موقعها من جهة أخرى؟ فهو وعلى رغم بقائه في إيران 23 عاما أظهر استقلالية واضحة على صعد مختلفة، بما في ذلك مسألة عودة النجف إلى لعب الدور الأبرز على صعيد المرجعية الشيعية، كذلك كان لافتا بعد تلك العودة ان «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية» لم يعد يربط علاقاته بالأميركيين بالتجاذب القائم بين طهران وواشنطن. وإذ رجح أن يكون «أنصار القاعدة» وراء نسف مقر الأمم المتحدة، اعتبر انه على العكس مما يقوله عضو المجلس الانتقالي أحمد الجلبي، فليس بالضرورة أن يكون لهم علاقة باغتيال محمد باقر الحكيم، فالرابط بين الحدثين هو وجود رغبة في إرباك الاميركيين، والواقع ان هناك غير طرف على استعداد لخلق هذا الارباك لأسباب خاصة به قد تستفيد منها الولايات المتحدة في النهاية. ورأت «الراية»القطرية ان الأسف الأميركي لم يعد كافيا لتدارك الموقف الكارثي الراهن في العراق الذي أسفر عن اغتيال الحكيم... راجية ألا يتم الإسراع بإلصاق التهم على أية جهة إلا بعد التحقيق والتأكد لأن الاتهامات الطائشة يمكن أن تتسبب في نتائج كارثية فوق خريطة تتقاطع فيها المذاهب والتيارات والأحزاب... ورأت «الوطن» القطرية ان الهدف من اغتيال الحكيم هو تفجير وحدة الشيعة وتفجير وحدة الطوائف في العراق... واعتبر جهاد الزين في «النهار»، ان السؤال هو: من سيلي السيد محمد باقر الحكيم في الاغتيال، على المساحة العراقية من أقصى جنوبها إلى أقصى شمالها؟ معتبرا ان هذا هو السؤال الضروري في «المعادلة» العنفية العراقية، في هذا المخاض الهائل الذي يعاد فيه تركيب دولة بكاملها لا مجرد تغيير نظام، وفي الصراع الهائل، غير العادي ولكن «الطبيعي»، الداخلي والخارجي، على «نصابها» الجديد. بل هناك من يذهب إلى القول ـ ونحن لا نوافقه الرأي - ان ما سيجري هو عملية إعادة تركيب المجتمع العراقي نفسه؟! فقد سقط الحكيم في أكبر استهداف داخلي حتى الآن ضمن لائحة المرحلة الجديدة. فمحمد باقر الحكيم هو، منذ إسقاط نظام صدام حسين على يد الجيشين الأميركي والبريطاني، الزعيم السياسي الأكثر أهمية في بيئة الشيعة العراقيين... وهي بيئة من مفارقات المرحلة الجديدة انها، وإن تكن بيئة الأكثرية العددية في العراق، إلا ان أية قوى سياسية لم تتبلور فيها، بحيث يجوز القول ان أهميتها كجماعة أكبر بكثير من أهمية قواها التنظيمية والسياسية الظاهرة أو العاملة. وخلافا للسيد مقتدى الصدر الذي تنتشر ميليشياته من البصرة إلى بغداد بحسب الزين، فانه لايزال ظاهرة جديدة متفشية أكثر مما هي مترسخة، ولا وجه سياسيا واضحا لها (غير تبلور علاقاته بإيران)... فهي حتى الآن، إذا قدر لها البقاء، حصيلة انهيار الدولة العراقية، وأحد أوجه «فلتان» المجتمع العراقي «من عقاله» وليست بنت الصيغة السياسية الجديدة. ومع ان خيوط العلاقة بين تنظيم مقتدى الصدر وإيران قد ظهرت أكثر، إلا ان الحكيم لم يكن في أية لحظة بعيدا عن «جوهر» الموقف الإيراني سواء قبل الحرب أو بعدها. لافتا إلى ان إيران في عراق ما بعد صدام، شريك مضارب، يحتفظ بكل خلافاته مع الأميركيين. وختم الزين، بأن محمد باقر الحكيم، كان «حالة وسطى» بين مرجعية دينية ذات أهمية معنوية كبيرة (كالسيد السيستاني) وحالة شارعية تنظيمية. المرجعية، على كل أهميتها القصوى، لا تستطيع ولا تريد أن تدخل السياسة المباشرة. أما الميليشيات فتحتاج إلى وقت طويل لتتحول الى قوة سياسية. وإذ طلب الزين، الرحمة لضحايا النجف، وكل ضحايا العراق فقد ترحم أيضا على الضحايا الآتين حتما، في العراق الخطر والأخطر حتى وقت ليس بقصير. وكتب العلامة هاني فحص في «السفير» ان مقتل محمد باقر الحكيم جرس كبير لابد أن يصل صوته، فهل تبقى لدينا آذان لتسمع؟ وبعد أن تحدث فحص، عن سيرة الحكيم، وتاريخه عرض سلسلة من الاسئلة من مثل: لماذا قتل؟ من قتله؟ والكلام ليس كلاما قضائيا ولكنني أتساءل عن مقتل عبد المجيد الخوئي، ما الإجراء الرادع الذي اتخذ ليخاف المرتكبون، من بقايا النظام أو غيرهم من المعتوهين عقيديا، وبعد تهديد السيد محمد سعيد الحكيم ومحاولة اغتياله ما الإجراء الذي اتخذ؟ ومن الذي يتخذ؟ ألا تستأهل المراكز الدينية بما لها من ثقل وأثر ان تتوافر لها الحماية؟ لماذا لم يحمها المحتل بما ان الأمن مسئوليته؟ وإلا فما هي مسئوليته؟ لماذا لم يكوّن الأجهزة الأمنية العراقية تحت عباءته وإمرته؟ لماذا لم يترك العراقيين يتدبرون أمرهم وأمنهم؟ وتساءل فحص أيضا...النجف قد تكون نقطة لتقاطع بين أطراف متعارضين بين أذكياء وأغبياء، بين سياسيين محترفين وأيديولوجيين مهووسين، ولكن كيف نحتاط لمستقبل العراق ومستقبل العرب والمسلمين في العراق؟ ورأى انه لابد من احتضان عربي إسلامي للعراق، من قبل الحالة الشعبية العربية، ومن قبل العلماء والمفكرين، وللأنظمة القاصرة والمقصرة دورها المحفوظ الذي يمكن ان تحفظ شيئا من وجودها به. مؤكدا انه إذا لم تسافر همومنا إلى العراق فإن العراق سيسافر إلينا شظايا ليسهم في تشظينا. وعلق طلال سلمان في«السفير» على اغتيال القائد السياسي البارز محمد باقر الحكيم. ورأى ان هذه المذبحة المنظمة التي ارتُكبت في النجف، قدمت صورة العراق شهيدا، معتبرا ان الذين خططوا لهذه المذبحة الفظيعة بدم بارد قد «تفوّقوا» في دقة اختيار «الهدف»، وفي التوقيت، كما في المكان بحيث أصابوا فهشّموا كل المقدسات معا، ولاحظ ان العراق تحت حكم صدام قد عرف إرهاب الطاغية لكنه الآن يعيش حالا نموذجية للساحة المفتوحة للإرهاب بحراسة قوات الاحتلال الأميركي التي كان المبرر المعلن لقدومها «تحريره» من حاكمه المتحالف مع زعيم «الإرهاب» الدولي بن لادن... واعتبر سلمان، ان هذه ذروة المأساة العربية التي تنذر بألا يكون العراق الشهيد هو الوحيد في هذه الحقبة الأميركية الإسرائيلية التي تتغذى بالانصياع الرسمي العربي وبالمال العربي كما بالدماء العربية. ولاحظ عبدالوهاب بدرخان في «الحياة» ان قوة الاحتلال تعاني عجزا مزدوجا قوامه الرئيسي انها لم تدرك بعد درجة من السيطرة تمكنها من استباق مثل هذه التطورات التي تصعب معالجتها على انها مجرد حوادث أمنية وإنما ينبغي التعامل مع انعكاساتها السياسية الخطيرة... لكن رئيس تحرير «السفير» خلص إلى ان الأميركيين راضون عن احتلالهم العراق لأنه قدم «خدمة استراتيجية» لـ «إسرائيل» التي تطالب بتمدد الاحتلال إقليميا لذلك لا عجب أن يلقى هذا الاحتلال رفضا ومقاومة لايزالان في بدايتهما. ورأى غسان شربل في «الحياة» ان قوات «التحالف» تتحمل مسئولية عن كل جثة جديدة في العراق بوصفها قوات محتلة، لكن الإيحاء بأنها تقف وراء مسلسل الاغتيالات لا يمكن أن يكون مقنعا فهي متضررة تماما من حصولها، إذا قرأنا مواقف من استهدفوا، معتبرا ان قوات «التحالف» ارتكبت خطأ قاتلا عبر شهور الفراغ الممتدة منذ سقوط صدام... موضحا ان أخطر ما في الفراغ الحالي هو مساهمته في إطلاق سباق متوتر بشأن من يحكم العراق، وخلص شربل إلى ان المشهد العراقي الحالي مقلق فهو ينذر بجثث كثيرة لحروب كثيرة. واعتبر إبراهيم بيرم في «النهار» انه بسقوط الحكيم يكون «المشروع الشيعي» للمساهمة في إعادة تشكيل عراق ما بعد صدام قد تلقى ضربة كبيرة، كما اعتبر ان غياب الحكيم أحدث فراغا مدويا في العراق وبالتحديد وسط شيعته وسيكون موته مفصلا في مستقبل العراق وسيكون هذا الموت مدخلا لإطالة أمد معاناة العراقيين
العدد 359 - السبت 30 أغسطس 2003م الموافق 03 رجب 1424هـ