قالت مصادر فلسطينية أمس إن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، أبقى على محمد عبدالعزيز أبو شريعة، في منصبه رئيسا لديوان الموظفين، متحديا بذلك قرار مجلس الوزراء برئاسة محمود عباس (أبومازن) بعزله وتعيين صخر بسيسو مكانه. فيما يعد تصعيدا للخلافات بين الرجلين.
وقال أبوشريعة إن الرئيس الفلسطيني أمره بالبقاء في منصبه وأنه «بالتأكيد لن أنفذ إلا قرارات الرئيس عرفات». وميدانيا قُتل ناشطان في كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لحركة «حماس» في غارة شنتها مروحية إسرائيلية على سيارة مدنية في مخيم البريج وسط غزة، كما قُتلت طفلة فلسطينية (آية فياض) في الثامنة من عمرها برصاص جنود اسرائيليين في مخيم خان يونس للاجئين في جنوب قطاع غزة.
الأراضي المحتلة - محمد أبو فياض، وكالات
تصاعد التوتر بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس وزرائه محمود عباس (أبومازن) أمس إثر إصرار الرئيس الفلسطيني على إبقاء رئيس ديوان الموظفين على رغم قرار إعفائه من منصبه الصادر عن حكومة أبو مازن. وفي الوقت الذي اقترح فيه الوزير الإسرائيلي ايهود اولمرت منع عرفات من عقد لقاءات واستقبال زائرين، أكدت حركة فتح ضرورة الالتفاف الوطني والجماهيري الواسع حول الرئيس الفلسطيني. وميدانيا استشهد ثلاثة فلسطينيين بينهم اثنان من كوادر حماس عندما استهدفتهم صواريخ إسرائيلية.
وذكرت مصادر فلسطيني أمس أن عرفات أبقى رئيس ديوان الموظفين عبد العزيز أبو شريعة في منصبه على رغم قرار مجلس الوزراء برئاسة محمود عباس (أبو مازن) بعزله وتعيين صخر بسيسو مكانه. ويرى مراقبون في هذا التطور تصعيدا للخلافات القائمة أصلا بين الرجلين بشأن الصلاحيات وخصوصا الأمنية منها. وكان يفترض أن يسلم أبو شريعة مقاليد منصبه إلى بسيسو أمس. وقال أبو شريعة للصحافيين في غزة إن عرفات أمره في اتصال أجراه معه أمس الأول بالبقاء في منصبه وعدم تنفيذ قرار الحكومة، مضيفا أنه لن ينفذ إلا القرارات الصادرة عن عرفات. وأضاف: أنا بالتأكيد لن أنفذ إلا قرارات الرئيس عرفات الذي ابلغني في مكالمة هاتفية ليلة أمس وبصورة قاطعة انه «لا يستطيع أي أحد أن يقيلك وعليك البقاء في منصبك لأنك معين بقرار مني». وذكر أنه لم يبلغ بقرار مجلس الوزراء الفلسطيني وإنما سمعه من وسائل الإعلام معتبرا أن القرار «غير قانوني» وأنه قد يلجأ إلى القضاء لإلغائه. وأحاط عشرات المسلحين من حركة فتح وكتائب شهداء الأقصى والمقاومة الشعبية بمبنى ديوان الموظفين في غزة وأعلنوا أنهم يفعلون ذلك حماية لقرار الرئيس الفلسطيني. وقال أحد المسلحين رفض ذكر اسمه للصحافيين «إنهم جاءوا لتأكيد أن قرارات الرئيس عرفات يتم تنفيذها».
فيما دعا رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع « أبو العلاء» كلا من الرئيس الفلسطيني ورئيس وزرائه الى العمل جنبا إلى جنب وطرح الخلافات جانبا. وأكد قريع في تصريحات للصحافيين أمس أنه «لم تحدث مثل هذه الخلافات بين القيادة في تاريخ الثورة الفلسطينية من قبل» مشيرا إلى أن «إسرائيل» تعمل على تهويل هذه الخلافات وتضخيمها لضرب الوحدة الوطنية التي تمثلت في الهدنة التي قضى عليها العدوان والاغتيالات الإسرائيلية. وأكد رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أن موعد عقد الجلسة الخاصة لسماع تقرير حكومة «أبو مازن» بعد مرور مئة يوم على تشكيلها قيد الدرس ولم يحدد بعد.
من جهة أخرى نقلت الإذاعة الإسرائيلية أمس عن الوزير في الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت قوله إن عملية إبعاد عرفات ستكون معقدة ولكن هناك مجالا للاستعاضة عنه بالاستيلاء على مقر المقاطعة في رام الله. وذكر الوزير الإسرائيلي في مقابلة إذاعية انه يمكن عزل عرفات نهائيا عن العالم الخارجي داخل مقره ومنعه من عقد لقاءات واستقبال زائرين. ونقلت الإذاعة عن مصادر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إرييل شارون معقبة على اقتراح اولمرت أن هذه الفكرة معروفة ولكن لم تتم مناقشتها. ونفت مصادر مكتب شارون أن تكون لدى «إسرائيل» نية في هذه الظروف للقيام بتنفيذ مثل هذه الفكرة أو إبعاد عرفات عن الأراضي الفلسطينية.
وتأتي هذه التسريبات التي تتعمد وسائل الإعلام الإسرائيلية بثها بالتزامن مع تسريبات أخرى مفادها أن الولايات المتحدة الأميركية و«إسرائيل» تسعيان إلى إحباط مخطط يقف وراءه عرفات لإسقاط حكومة أبو مازن وتعيين قريع خلفا له. وأدانت حركة فتح التصريحات الأميركية تجاه الرئيس الفلسطيني والتي اعتبرته جزءا من المشكلة وليس جزءا من الحل. مشيرة إلى أن المشكلة ليست عند عرفات أو الشعب الفلسطيني وإنما عند الطرف الإسرائيلي.
من جانب آخر طالب عضو القيادة السياسية لحركة حماس عبد العزيز الرنتيسي السلطة الفلسطينية بأن تتراجع فورا عن خطوتها بتجميد أرصدة المؤسسات الخيرية الإسلامية مناشدا كل الشرفاء أن يستنكروا هذه الخطوة المستهجنة وأن يتصدوا لها بكل الوسائل المشروعة. من جانبها أكدت الحكومة الفلسطينية في إعلان لوزارة الداخلية نشرته في الصحف أمس أنها تريد ضمان استمرار صرف أموال المؤسسات الإسلامية التي جمدت أرصدتها للمستفيدين منها. ودعت الوزارة في إعلانها المؤسسات الإسلامية في قطاع غزة التي تم تجميد ارصدتها، الى مراجعة وزارة الشئون الاجتماعية اعتبارا من أمس «لضمان استمرار عملية الصرف للمستفيدين منها».
وميدانيا، قالت مصادر طبية وأمنية فلسطينية إن قوات الاحتلال الاسرائيلي اغتالت عصر أمس ناشطين من كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس في قطاع غزة. ووفق المصادر ذاتها أطلقت المروحيات الإسرائيلية أربعة صواريخ على سيارة مدنية فلسطينية على مدخل مخيم البريج وسط قطاع غزة. وذكرت المصادر في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة، أن الشهيدين هما: عبدالله عقل من مخيم النصيرات وهو من كتائب عز الدين القسام.
وقال وزير الإعلام الفلسطيني نبيل عمرو إن الهجوم يدمر أية فرصة لاستئناف المحادثات مع «إسرائيل» ودعا الولايات المتحدة إلى التدخل لوقف مسلسل العنف. وأكد أن «هذا الهجوم سيقوض جهودنا لتوفير الهدوء وسيضع أيضا نهاية لأية آمال لاستئناف عملية السلام. نأمل أن يتدخل اصدقاؤنا الأميركيون لمنع تدهور الوضع». إلى ذلك استشهدت مساء أمس بنيران قوات الحتلال، في خان يونس، مساء أمس، الطفلة آية محمود فياض (9 اعوام) جراء قصف تلك القوات منازل المواطنين الفلسطينيين غرب المدينة. وذكر شهود عيان فلسطينيون ومصادر طبية، أن تلك القوات المتحصنة في مستوطنة «نفيت ديكاليم» الجاثمة على أراضي المواطنين الفلسطينيين غرب مدينة خان يونس أطلقت عدة قذائف، وفتحت نيران أسلحتها الرشاشة صوب منازل المواطنين الفلسطينيين في المشروع النمسوي، ما أدى إلى استشهاد الطفلة وإصابة سبعة مواطنين آخرين.
وفي طولكرم اعتقلت تلك القوات ثلاثة شبان من قرية صيدا بعد مداهمة منازلهم واقتادتهم إلى جهة مجهولة، وهم: مصطفى مطيع عبد الغني ومعاذ محمد حمد ومحمد إبراهيم رداد. وكانت تلك القوات نصبت حاجزا عسكريا طيارا على مدخل قرية الجاروشية شمال طولكرم وأوقفت السيارات القادمة من منطقة الشعراوية باتجاه طولكرم وقامت بتفتيشها تفتيشا دقيقا بعد إنزال الركاب منها واحتجاز العشرات منهم لفترة طويلة.
غزة - أ ش أ
ذكرت شبكة الـ «بي بي سي» الاخبارية البريطانية أنه على رغم أن صواريخ «قسام 2» التي يطلقها مقاتلو حركة «حماس» ضد «إسرائيل» تبدو بدائية وغير فعالة، إلا أن إطلاقها يتسبب في بث الشعور بالخوف في نفوس الإسرائيليين لدرجة أنهم يرون أنها تشكل تهديدا خطيرا جدا بالنسبة إليهم. وأوضحت الشبكة - في تقرير بثته أمس - أن إطلاق هذه الصواريخ يجعل المراكز السكانية الإسرائيلية في مرمى حماس مثلما كان الحال بالنسبة لمقاتلي حزب الله في جنوب لبنان. وأشار التقرير إلى أن كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة هي التي تقوم بتصنيع صواريخ «قسام 2» التي يتراوح مداها ما بين 10 و12 كيلومترا. ونقلت الشبكة البريطانية عن مسئولين إسرائيليين قولهم «إن اطلاق قسام 2 من جانب حماس يعتبر بمثابة خط أحمر يستلزم الرد بشدة». إذ إن هذا الصاروخ وصل إلى مدينة إسرائيلية كبرى، للمرة الأولى، إذ سقط بالقرب من منطقة صناعية في مدينة عسقلان، التي كانت أقصى مدينة في شمال «إسرائيل» يتمكن الصاروخ من الوصول إليها. واستنتج التقرير «انه إذا تمكنت حماس من استخدام هذه الصواريخ ونشرها بطريقة فعالة، فان مدينة عسقلان ستكون في مرمى سهل للصواريخ التي تطلق من غزة، بينما ستكون تل أبيب في مرمى الصواريخ التي تطلق من الضفة»
العدد 359 - السبت 30 أغسطس 2003م الموافق 03 رجب 1424هـ