قرار رئيس مجلس إدارة بتلكو سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة - بتسمية سمير نورالدين قائما بأعمال الرئيس التنفيذي للشركة طوني هارت أثناء غيابه في الاجازة - كان جديدا من نوعه وجريئا وأثبت صوابه.

فهو يعني أن يتولى بحريني إدارة شركة بتلكو ولو بصورة مؤقتة، وهذا لم يحدث من قبل، وبالتالي تمتعه بصلاحيات الرئيس التنفيذي كافة بما فيها إجراء التطوير والتغيير وحل المشكلات الكبيرة العالقة، وهي كلها تثبت في حال تمكن سمير نورالدين ومجموعة المديرين البحرينيين الذين يعملون ويتعاونون معه من النجاح في تحقيقها أن الكفاءات البحرينية إذا ما أحسن اختيارها وتدريبها هي الأقدر على اتخاذ القرارات الإدارية الصائبة، وعلى الفهم الصحيح لمشكلات ومتطلبات العاملين، وعلى الحفاظ على موارد الشركة المالية والتشغيلية والبشرية.

ويتجلى ذلك من خلال النتائج الكبيرة التي تحققت خلال هذه الفترة القصيرة التي أوكلت فيها إدارة الشركة للعناصر البحرينية، والتي منها تحسين العلاقة بين إدارة الشركة من ناحية ونقابة عمال بتلكو من ناحية أخرى، وهي العلاقة التي شابها التوتر مع الإدارة الأجنبية، عندما قطعت تلك الإدارة التعامل مع النقابة وعملت على تهميشها، في حين عمدت الإدارة البحرينية إلى بناء جسر من الحوار والتفاهم والتشاور معها، الأمر الذي انعكس بالايجاب على إنتاجية الموظفين بصفة عامة وعلى تعاون الجميع لما فيه مصلحة الشركة بصفة خاصة.

ومن القرارات الأخرى التي اتخذتها الإدارة البحرينية تطبيق برنامج التقاعد المبكر المعروف على الجميع وبعدالة، وذلك من خلال الزام ستة من المديرين الأجانب بتنفيذه وبينهم الرجل الثاني في الإدارة التنفيذية، إذ إن هؤلاء لا مكان لهم في الهيكل التنظيمي الجديد للشركة ووجودهم كان زائدا وبدعم من الرئيس التنفيذي المجاز.

ومن هذه القرارات أيضا حل خلاف الشركة مع وزارة الأشغال عن الكيبل البحري الذي يمر أمام دوار اللؤلؤة بصورة ودية وبعيدا عن التحديات والمحاكم، وذلك من خلال لقاء تفاهم بين الطرفين.

وبالأسلوب نفسه اتخذ الرئيس التنفيذي المؤقت قرارا بفتح خطوط هاتفية مباشرة اسبوعيا مع العاملين كافة في بتلكو لتلقي شكاواهم والتحاور معهم مباشرة، وهو ما يبسط ويوثق العلاقة بين الإدارة والموظفين وبالتالي يؤكد صواب خطوة مجلس الإدارة ببحرنة الإدارة العليا