يطوفُ «الشاخوري» كنجمةِ صيفٍ
ترقصُ «الخشيشة» فوق رمل النار
في الليل البهيمْ
يأتنا بحكايةِ جدَّهِ
وبقصة القبر الذي صار شموسا
وغُرفة عُرسٍ وزهورٍ
تنفثُ العشقَ في القلبِ الأليمْ
يا محمدُ إنَّ البلادَ لها أَظافرٌ
تنهشُ التُفاحَ وتنثرُ البحرَ
في أعماقنا... كي يستقيمَ البرُّ في خلواتنا أو نستقيمْ
فيكَ تقولُ النخلةُ: أنتَ شرابُها
ونديمُ رحلتُها نحو السَّديمْ
جئتَها تقترفُ الخُبَّ
وكُنتَ وحيدُها... وتراكَ مكبلا
وتراها نجمةٍ
محبوكة الشهقاتِ
مُحاطة بفحيح الغُيومِ
وفي صلواتها يقبعُ الوجهَ الأثيمْ
يزرقُّ وجُهكَ يا فتى
هَرستهُ الخيولُ عندَ مُنعطفِ النهَّارِ
وكنتَ مع الحلمِ تبدو قامةٌ
سلكتْ غُبارَ مدينتي لمَّا استطالتْ
غَرقتْ في صمتها الباهي العظيمْ
جاءَك العابرونَ مِنَ الغيطِ
مثلُ السحابةِ في أحشائها قمرا
جاءَك الناكثونَ مِنْ شرقٍ لغربٍ
وفي أعنَاقهم حجرا
وأنت مفخخا
تقفزُ كاليمامة في العظمِ الكظيمْ
تركناكَ بهيَّ النظراتِ
شهيَّ الصَّلواتِ
غَضَّ البسماتِ
حين تشتاقُ إلينا
نوقدُ البحرَ ونُعطي الشجراتْ
كُلَّ ما في جُعبةِ الطَّير مِنَ الحزنِ
أوْ تغاريدِ بيوتاتِ القُرى
أوْ نَقطُفَ «الملفعَ» مِنْ أُمِّ القتيلْ
أوْ نُغطِّيكَ بأسمالِ النخيلْ
أوْ نرى ماذا يُريدُ «المفتيُّ الأعلى»
وماذا عندَ أهلِ الخنقِ
من علمٍ؟!
مهداة إلى روح الشهيد محمد جمعة الشاخوري