استيقظت القضية التركمانية في العراق مجددا بعد سبات عميق طال نحو نصف قرن تقريبا، إذ لم تنتبه الإحصاءات السكانية، التي جرت منذ العام 1957، إلى حصر عدد التركمان بصورة دقيقة، لاندماجهم الشديد بالمجتمع العربي من جهة، ويبدأ من كركوك - المدينة الرئيسية التي تضم العدد الأكبر من التركمان - وينتهي في بغداد - إذ توجد تجمعات تركمانية بين مفاصل المدينة - والتجمعات الكردية، إذ تنتشر جزر التجمعات السكانية التركمانية في عدد ليس بقليل من المناطق الكردية.
والنزاع التاريخي الجاري بين الكرد والتركمان يدور حول مدينة كركوك الغنية بالنفط والغاز والمواد الأولية الأخرى، إذ يدعي الكرد بأن كركوك تضم أكثرية كردية، في حين يدعي التركمان بأنها العاصمة الرئيسية للقومية التركمانية، وأن أكثرية سكانها من التركمان.
بيد أن الإحصاءات التي جرت عن المدينة (وإن كانت غير دقيقة) تشير إلى أن الأكثرية التي تعيش في المدينة هي من التركمان، بينما يشكل الأكراد النسبة الثانية، في حين يشكل العرب النسبة الثالثة.
وفيما يتعلق بعدد التركمان في العراق، فإن الجدل بين السياسيين العراقيين لم يتوقف لا في السابق، ولا الآن، فهناك تقديرات متباينة، وخصوصا في الدراسات التي تتعلق بتاريخ التركمان ونسب وجودهم في العراق. فبعض المختصين يقول إن عددهم في الوقت الحاضر لا يتعدى المليون ونصف المليون، بينما آخرون يؤكدون أن عددهم يصل إلى ثلاثة ملايين نسمة، وهذا العدد يصر عليه أيضا المثقفون التركمان.
ويحاول البعض، من القوميين العرب والقوميين الأكراد، التقليل من عدد نفوس التركمان، انطلاقا من «مواقف عنصرية». والحقيقة أن التركمان، بحسب المعطيات العلمية التي تعتمدها الجامعات العراقية، يشكلون القومية الثالثة في العراق، ويتراوح عددهم بين مليونين وثلاثة ملايين، وهذه نسبة كبيرة تخرج عن حدود تسميتها بـ «الأقلية القومية التركمانية». لذلك يطالب التركمان بأن يكون لهم نصيب في مجلس الحكم العراقي المؤقت يتناسب وحجمهم القومي والاجتماعي
العدد 337 - الجمعة 08 أغسطس 2003م الموافق 10 جمادى الآخرة 1424هـ