العدد 337 - الجمعة 08 أغسطس 2003م الموافق 10 جمادى الآخرة 1424هـ

المتطرفون في الحزب الجمهوري يساعدون شارون

محمد دلبح comments [at] alwasatnews.com

.

عزت مصادر أميركية مطلعة تراجع الرئيس الأميركي جورج بوش عن وعوده لرئيس حكومة السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبومازن) بتدخل ملموس لوقف سلطات الاحتلال الإسرائيلي بناء الجدار الفاصل إلى تجنب بوش المجابهة مع رئيس الحكومة الإسرائيلي أرييل شارون نظرا إلى الإعجاب الذي يبديه تجاهه.

وكان الكثير من الشخصيات السياسية ممن تربطها علاقات وثيقة بالبيت الأبيض والحزب الجمهوري والمؤيدة في الوقت نفسه تسوية الصراع العربي - الإسرائيلي وفق «خريطة الطريق» حضت الرئيس بوش على اتخاذ موقف له معنى لدى اجتماعه بشارون الأسبوع الماضي بدعوته إلى وقف «الجدار الفاصل» كخطوة أولى نحو إزالته. غير أن بوش اتخذ موقفا سلبيا ولم يمارس أي ضغط على شارون، في الوقت الذي كان يقوم فيه أحد أبرز أنصار بوش في الكونغرس الأميركي وهو توم ديلي الذي يتولى منصب زعيم الأكثرية الجمهورية في مجلس النواب الأميركي بزيارة الكيان الصهيوني، إذ ألقى خطابا في الكنيست لم يتطرق فيه إلى «الجدار الفاصل» داعيا البيت الأبيض إلى تزويد الكيان الصهيوني بالأسلحة من دون شروط.

وأبلغ شارون مجلة «نيوز ويك» ان الرئيس بوش لم يبحث مسألة «الجدار الفاصل» في اجتماعهما في البيت الأبيض في 29 يوليو/ تموز الماضي. وقال الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان الثلثاء الماضي «أبدينا قلقنا للإسرائيليين بشأن «السياج» مضيفا أن الإسرائيليين يدرسون مسار «السياج» لتقليل أثره لأدنى حد ممكن على الحياة اليومية للفلسطينيين».

وبحث بوش مع طاقمه لشئون السياسة الخارجية والأمن القومي في مزرعته في كروفورد في ولاية تكساس سبل دفع المحادثات بين السلطة الفلسطينية و«إسرائيل» بما يشمل استمرار عملية التسوية في المنطقة. وضم الاجتماع كلا من وزير الخارجية كولن باول ونائبه ريتشارد أميتاج، ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ومستشارة بوش للأمن القومي كوندليزا رايس التي ذكر أنها قد تقوم بزيارة المنطقة قريبا، عقب الزيارة التي يقوم بها حاليا مساعد وزير الخارجية الأميركي لشئون الشرق الأوسط ويليام بيرنز.

ولم يعد الدعم الأميركي غير المشروط للكيان الصهيوني في الكونغرس الأميركي مقتصرا كما كان في السابق على الحزب الديمقراطي الذي يحظى فيه أنصار «إسرائيل» على نفوذ جوهري، بل امتد الآن إلى الحزب الجمهوري الذي يحظى فيه اليمين المسيحي المتطرف الذي يمثله توم ديلي بنفوذ قوي في مواجهة وزارة الخارجية الذي أقنع وزيرها باول الرئيس بوش بتولي القيادة في متابعة «خريطة الطريق» لإقامة دولة فلسطينية. غير أن بوش يشارك ديلي اعتقاداته المتطرفة والالتزام الثابت بالكيان الصهيوني.

ويقول مقربون من البيت الأبيض إن بوش معجب بشارون ويحبه، وعندما يكونان في جلسة منفردة فإن الرئيس بوش يجد من الصعب أن يجابه شارون الذي يدعوه باسمه الأول «أرييل».

وكان شارون امتدح بوش كثيرا في المؤتمر الصحافي المشترك عقب انتهاء محادثاتهما وخصوصا فيما يتعلق بغزو واحتلال العراق الذي قال إنه أنهى التهديد لـ «إسرائيل». وقال رئيس مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الرئيسية مالكولم هونلين إنه «مع رئيس تحت الحصار، فإن هذا البيان يعبر حقيقة عن الامتنان». ونقلت «وكالة جويش تلغراف» للأنباء عن مسئول إسرائيلي كبير قوله إن «إسرائيل ترى في الانتصار الأميركي في العراق عاملا مساعدا للتغيير الإيجابي في المنطقة وان شارون يريد تشجيع الولايات المتحدة على إبقاء انخراطها». وأضاف أن الحرب على العراق: «فتحت نافذة جديدة لفرصة في المنطقة، ومن دونها سيكون من الصعب المضي قدما مع ما نقوم به حاليا مع الفلسطينيين».

وعزت مصادر مطلعة تجنب شارون اللقاء في زيارته الأخيرة لواشنطن مع قيادات الكونغرس وخصوصا لجنتي العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ ولجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب، كما درجت العادة إلى أنه بات مقتنعا أنه لم يعد من الضروري القيام بهذه اللقاءات نظرا إلى الدعم المباشر الذي يحظى به من البيت الأبيض، إضافة إلى رغبته بتجنب مواجهة مع بعض أعضاء اللجنتين فيما يتعلق بقضية «الجدار الفاصل». وأعرب أعضاء في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ عن أسفهم لأنهم لم يتمكنوا من توجيه أسئلة إلى شارون في أعقاب التوضيحات التي قدمها لهم محمود عباس لدى لقائه بهم في الأسبوع الأخير من يوليو الماضي عن «الجدار الفاصل» الذي وصفه بأنه حاجز في وجه أي سلام ذي معنى. وكانت اللجنة اجتمعت مع وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم، وصفه أحد أعضاء اللجنة بأنه لم يكن مطمئنا. فعندما سئل شالوم عن «الجدار الفاصل» رد بإنه لن يهدم إلا إذا قمعت السلطة الفلسطينية حركتي حماس والجهاد الإسلامي وكل منظمات المقاومة الفلسطينية الأخرى، وهو ما كان محمود عباس أبلغهم بأنه سيكون حربا أهلية دموية تكون نقيضا للسلام.

ووصفت مصادر دبلوماسية أن اجتماع بوش مع شارون في البيت الأبيض بأنه «كان نسخة عن حوارات سابقة» بين الاثنين. فقد تراجع بوش عن المجابهة وتخلى عن وعوده لرئيس حكومة السلطة الفلسطينية الذي كان اجتمع معه قبل أربعة أيام من اجتماعه مع شارون، وأيد بوش موقف شارون بالإعراب عن أمله في أن يصبح الجدار «غير مهم»

العدد 337 - الجمعة 08 أغسطس 2003م الموافق 10 جمادى الآخرة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً