أكد استشاري الجراحة العامة في مجمع السلمانية الطبي خليفة بن دينة أن 20 في المئة من سكان البحرين يعانون من حال (الارتداد المعدي المريئي) أو (الفتاق) كما يتداول اسمه في البحرين، مرجعا هذا الانتشار الكبير للمرض إلى التغير في طرق التغذية ونمط الحياة في المجتمع البحريني وتناول الوجبات السريعة والشد العصبي والتدخين وتناول المنبهات والشيشة إلى جانب بعض العوامل الوراثية.
وأوضح بن دينة أن الاستشاريين في البحرين على كفاءة عالية في القيام بعمليات (الفتق الإربي) إذ قاموا حتى الآن بإجراء أكثر من 300 عملية بنجاح في مجمع السلمانية الطبي، مشيرا إلى أن كثيرا من الدول التي يتجه إليها المرضى لإجراء هذا النوع من العمليات تتسبب في مضاعفات للمرضى تضطرهم فيما بعد لمراجعة الأطباء في البحرين، وأن العمليات التي تجرى في البحرين لا تتسبب في مثل هذه المضاعفات. مضيفا أنه ثبت نجاح عمليات (الفتق الإربي) خصوصا عند إجرائها من جانبين إذ إنها طريقة تقي من أية مضاعفات قد تحصل جراء التصاق الشرايين وبالتالي يلتئم الجرح ويشفى المريض بسرعة. وعن جراحة المناظير أشار بن دينة إلى أنها أحدث عمليات الجراحة إذ أنها تعتمد على إجراء فتحات صغيرة في البطن فقط بدلا من القيام بجرح كبير قد يتسبب في حدوث شقوق تسبب مضاعفات فيما بعد وخصوصا لدى الفتيات في سن الخصوبة إذ لا ينصح بإجرائها لهن لأنها قد تسبب حدوث تلصقات في الأنابيب ما قد يسبب العقم.
موضحا أن إجراء مثل هذه العمليات بدأ في التسعينات من خلال إجراء العمليات البسيطة ثم تطورت الجراحة بشكل كبير بعد دخول المنظار الطبي.
وذكر بن دينة أن أهم العمليات الجراحية التي تجرى بالمنظار في البحرين هي عمليات القرحة إذ يقوم المنظار بالمساعدة في استئصال العصب المؤدي إلى القرحة حتى لا يحتاج الجراح إلى إجراء جراحة كاملة. مشيرا إلى أن الفريق الطبي في السلمانية قام بإجراء 20 عملية من هذا النوع حتى الآن، كما تم إجراء حوالي 15 حال استئصال للطحال عن طريق المنظار، وخصوصا لدى المرضى الذين يعانون من مشكلات في الدم حتى لا يصابوا بنزيف. وشرح بن دينة هذه الطريقة في الاستئصال من خلال إدخال كيس عبر الفتحات الصغيرة التي تجرى في البطن، ومن ثم يتم تحويل الطحال إلى سائل عصير ويدخله الجراح من خلال المنظار الطبي داخل الكيس و يسحبه إلى الخارج وبهذا يتم الاستئصال. ومن أنجح العمليات التي تجرى في البحرين حسبما ذكر بن دينة هي فتق الحجاب الحاجز والحارج، إذ كان الأطباء في السابق يخففون من مضاعفات الجراحة من خلال وصف أدوية تقلل من الأحماض إلا أن هذه الأدوية غالية الثمن كما أن لها مضاعفات أخرى كثيرة على الجسم. وتعتمد هذه العملية أيضا بحسب بن دينة على خياطة وترقيع الحجاب الحاجز وقلب المعدة، إذ أن المريض قبل العملية قد يصاب بمشكلات أخرى منها الالتهابات في اللوز أو المريء أو أي عضو من أعضاء الجهاز الهضمي. وفي هذا الصدد أشار إلى أنه أجريت حوالي 250 عملية من هذا النوع بنجاح في البحرين وهي نسبة عالمية إذ لم تشتمل على أية مضاعفات أو وفيات. وأوضح بن دينة أن جراحة المناظير دخلت البحرين منذ حوالي أربع سنوات إذ كان يسبقها استخدام أسلوب تخريم المعدة أو وضع حلقة للمعدة وهي العملية الوحيدة الناجحة للسمنة والتي اعتبرها الزيادة في كتلة الوزن لأكثر من 29 في المئة.
وعن هذا النوع من العمليات قال بن دينة: ان هذا النوع من العمليات يصلح للمرضى الذين يعانون من النوع الثاني من السكر والذي يخرج فيه البنكرياس مادة الأنسولين ولكن بكمية قليلة، مؤكدا أن 99 في المئة من هذه العمليات كانت ناجحة وخصوصا أنها صالحة للأعمار من 15 إلى 50 سنة ونتائجها مبهرة كما تسمح له بأكل جميع أنواع الأطعمة فيما عدا السكريات. أما عن عمليات تدبيس المعدة فنصح بها بن دينة للمرضى الذين تتجاوز كتلة وزنهم فوق 60 في المئة والتي تهدف إلى تحويل مجرى الأكل بالمنظار، وعلى رغم مضاعفاتها السابقة عند إجرائها في البحرين إلا أنه أصبح من السهل إجرائها حاليا لأن الأطباء تمرسوا على أدائها. وعن استخدام المنظار التشخيصي أوضح بن دينة أن عددا كبيرا من الأطباء يستخدمونه لتشخيص بعض الأورام واستئصالها، كما يستخدم في أمراض السل المعوي والتهابات القولون والأمعاء والزائدة الدودية و في الحالات الطارئة لآلام البطن إذ ثبتت دقته في التشخيص وخصوصا أنه يتلافى فتح بطن المريض من دون داع وتشخيص حالته وعلاجها. وعن الجديد في علم جراحة المناظير أشار بن دينة إلى جراحة الإنسان الآلي (الروبوت) إذ أنه ليس من الضروري أن يكون الطبيب موجودا لإجراء العملية، إذ يمكنه أن يجريها عن بعد في دولة أخرى عن طريق اتصاله بجهاز الكمبيوتر الذي يجري العملية. وتعتبر أهم أهداف هذه التقنية الحديثة هي مشاركة أكثر من جراح في أكثر من دولة في العملية وتبادل وجهات النظر حولها، وتطويرها للمجال التعليمي، كما أن استخدام الأجهزة غالبا يزيل ارتعاش اليدين الإنساني لدى الطبيب فيقلل من الأخطاء البشرية. كما أنه يمكن استخدام خيوط غير مرئية لا يستطيع الطبيب مشاهدتها إلا أن الروبوت يستطيع، مع وجود بعض المناطق في جسم الإنسان لا يستطيع الإنسان الوصول إليها فيما يستطيع الروبوت ذلك
العدد 337 - الجمعة 08 أغسطس 2003م الموافق 10 جمادى الآخرة 1424هـ