العدد 337 - الجمعة 08 أغسطس 2003م الموافق 10 جمادى الآخرة 1424هـ

«جبلة حبشي» حركت الموضوع الذي ينتظره أهالي «كرباباد»

أعاد الرفض القاطع لأهالي «جبلة حبشي» للمساس بتسمية منطقتهم، الذاكرة إلى الوراء عندما رُفعت في منتصف التسعينات كل اللوحات الإرشادية من الطرق المؤدية إلى «كرباباد»، وإزالة اللوحات الإرشادية لقرية «الماحوز» قبل قرابة سنتين. وربما لا يعرف الكثيرون من الأهالي أسباب تسمية مناطقهم بأسمائها القديمة، ولكنهم انتموا إليها وجدانيا، وصارت جزءا من تاريخهم وتكوينهم، وشكلت على مدى عمرهم نوعا من العصبية الحميدة لمناطقهم، فأصبح من الصعب أن يتنازلوا عنها مرغمين، ومن دون مشاورتهم أيضا.

فربما لا يعرف عدد من أهالي «المخارقة» أن سبب إطلاق هذا الاسم على «فريقهم» كونه المكان الذي كان يتم فيه خرق اللؤلؤ، وأن «الحمّام» كان به حمّام عام يستخدم للاستحمام، وفي «القفول» كان به يقفل الماء المنحدر من العيون، و«الغريفة» إذ يغترف الناس الماء، وهكذا «الجفير» و«السقيّة» لهما ارتباط بالماء والإنسان الذي يستفيد منه، وغيرها من المناطق التي ارتبطت أسماؤها بتاريخ يذهب بعيدا إلى قبائل قديمة مثل «دار كليب» و«بني جمرة» و«أبوصيبع».

أما أحياء بعض المدن - مثل المحرق - فغالبا ما تكون لها علاقة بالمهن المختلفة، مثل الحياكة والبناء والحدادة وصوغ الذهب، أو تسمى أحيانا بأسماء أكبر الأسر امتدادا ونفوذا، كـ «بن هندي»، «المرّي» و«العمامرة» نسبة إلى العماري، ولايزال هناك ما يشبه «التنازع» في تسمية بعض الأحياء، كمن يقول بـ «فريق البنعلي» على المكان نفسه الذي يطلق عليه أيضا «فريق كريمي»، وكلا الاسمين لعائلتين تسكنان المنطقة ذاتها، هذا إضافة إلى «الحالات»، مثل «حالة النعيم»، و«حالة السْلطة».

ولم تقتصر المطالبات على عدم تغيير أسماء المناطق فحسب، بل امتدت إلى المطالبات بإضافة «أل» التعريف على منطقتي «سنابس» و«بلاد القديم»، إذ أكد رئيس المجلس البلدي لمحافظة العاصمة مرتضى بدر، أن «الأسماء بكل ما لها من أحرف هي ملك لأهلها، ولا يحق لأحد تغييرها إلا بإذن منهم».

وطالب بدر بإعادة اللوحات الإرشادية الدالة على قرية «الماحوز» وتثبيتها في شوارع «الكويت»، و«العدلية»، و«أم الحصم»، تماما كما كانت قبل عامين من الآن، موضحا أنه طرح هذا الموضوع في آخر اجتماع له بين رؤساء المجالس البلدية ووكيل الجهاز المركزي للمعلومات الشيخ أحمد بن عطية الله آل خليفة. ولم تقتصر مطالبات بدر على إعادة لوحات تلك المناطق فحسب، وإنما ضرورة أن تحمل الخريطة الجديدة أسماء أحياء المنامة مثل: «المخارقة»، «الفاضل»، «الحمّام»، «العوضية»، «رأس الرمان» وغيرها، مشيرا إلى أن كل هذه الأسماء ذات علاقة بأهالي المناطق ولا يمكن فصلها أبدا.

كما أشار إلى أن الخريطة الجديدة فصلت بعض المناطق فصلا «تعسفيا»، ضاربا بـ «البرهامة» مثلا على ذلك، إذ تم فصل القرية القديمة وإلحاقها بمنطقة «السويفية»، بينما صار اسم «البرهامة» لبيوتات تعدها على الأصابع العشر يفصل بينها وبين القرية الأصلية شارع البديع.

وكانت قبل قرابة العقد من الزمان لـ «كرباباد» حكاية كغيرها من الحكايات السابقة إذ استُبدِل باللوحات الدالة على «كرباباد» لوحات أخرى كتب عليها «ضاحية السيف»، وأخيرا وعد الجهاز المركزي للمعلومات بإعادة اللوحات السابقة كما أكد ممثل الدائرة الرابعة محمد عبدالله منصور.

وطالب منصور بتثبيت لوحات إرشادية على شارع الشيخ خليفة المؤدي إلى قرية «كرباباد» مؤكدا أن البطاقات السكانية للأهالي بعضها معنون بـ «كرباباد» والآخر بـ «ضاحية السيف»

العدد 337 - الجمعة 08 أغسطس 2003م الموافق 10 جمادى الآخرة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً