الفشل من الكلمات غير المحببة والتي يبتعد عنها الجميع، ولا يعترف به إلا القليل القليل.
فنحن تعودنا أن نضع المبررات الكافية لإخراجنا من أي فشل نقع فيه لنحمله لغيرنا، في الوقت الذي نتسابق فيه لالتقاط الصور التذكارية في حال الإنجاز!.
الهزيمة كما يقال لها أب واحد في حين أن الفوز له آباء كثر، ومثل هذا الوضع يرسخ فينا التراجع والفشل المتوالي لأننا لا نعترف أننا فشلنا وبالتالي نستمر في ارتكاب الأخطاء نفسها من دون علاج.
أمام كل هذه الاخفاقات المتتالية لمنتخب الكرة لم نجد أحدا يقر بفشله ومسئوليته عما حدث، بل بالعكس تماما وكما هي العقلية العربية دوما فالمبررات جاهزة والشماعات التي تعلق عليها الأخطاء موجودة دوما.
نحن نقر كشعوب عربية واسلامية أن الاعتراف بالخطأ فضيلة، لكننا آخر من يعمل بهذه المقولة؛ لأننا بطبعنا لا نتقبل الانتقاد فكيف بالإقرار بالفشل!
أمام كل هذه الخسائر المتتالية لا تتحرك شعرة لأي مسئول رياضي وكأن الكرسي الذي هو عليه ملك له للأبد، فلا استقالات ولا اعتذارات من الشعب على الفشل المدوي على أقل تقدير.
لا أدري إلى متى سنستمر في هذا الوضع وإلى متى سيستمر البعض في موقعه من دون حراك وبمنتهى الصلف.
في جميع البلدان المتقدمة وبعد أي فشل لا بد من دراسة الأسباب التي أدت إليه، ولا بد أن يتحمل المتصدون لهذا العمل مسئوليتهم بكل شجاعة ومن دون حاجة إلى التبريرات الواهية، ولا يقتصر هذا على المجال الرياضي وإنما يشمل جميع القطاعات.
صحيح أن الرياضة تحتمل الفوز والخسارة، وهذا هو واقعها دائما، لكن صحيح أيضا أن تكرار الفشل من دون معالجة الأسباب يؤدي إلى استمراره على الدوام.
الرجال يتحملون مسئولياتهم ويكونون على قدرها، وفي الأوقات الصعبة تمحص المعادن وتظهر الشخصيات القيادية القادرة على تحويل الهزيمة إلى قوة دافعة نحو النجاح من خلال اكتشاف الأخطاء وعلاجها.
الشخصيات القيادية وعندما تفشل مرة وأخرى لا تستمر لأنها ببساطة لا تستطيع العيش في الفشل. في حين أن المتسلقين و»المتمصلحين» لا يهمهم فاز المنتخب أو خسر بقدر ما يهمهم الحفاظ على مواقعهم بالانتخابات المعروف نتائجها سلفا أو بالتعيين، فالمنصب هو الأهم وما دونه محاولات تعتمد على الحظ من دون أي تخطيط.
العمانيون الذين كانوا قبل دورات بسيطة الأضعف على المستوى الخليجي تحولوا اليوم من خلال خطة مدروسة ومتكاملة إلى فريق قوي ومتمكن على المستوى الخليجي وكذلك الآسيوي في حين أننا مازلنا نراوح مكاننا بانتظار أن يطرق الحظ بابنا مرة أخرى، وقبل أن يأتي مجددا فلا مشكلة في الإخفاقات المتتالية؛ لأن الشماعات جاهزة لتحمل هذه الهزائم من دون حاجة لأن يعترف المقصرون بتقصيرهم ومن دون أن يرتد جفن لأي مسئول رياضي!.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 2321 - الإثنين 12 يناير 2009م الموافق 15 محرم 1430هـ