زعم القائد العسكري الأميركي راي اوديرنو أمس أن السياسة الهجومية ضد عناصر المقاومة أثمرت وأن عدد العراقيين المستعدين الآن للمخاطرة انخفض، وقال: «أرى أن هذه تحركات يائسة».
وقال اوديرنو في مؤتمر صحافي في تكريت انه «يتردد أن مكافأة شن هجمات على القوات الأميركية زادت إلى أربعة أمثالها». وأضاف أن المكافأة كانت قبل أسابيع نحو 250 دولارا لشن هجوم وألف دولار لشن هجوم «ناجح». وتابع «نعتقد أنها ارتفعت الآن إلى ألف دولار وخمسة آلاف دولار».
هذا وتواصلت الهجمات ضد الاحتلال وأسفرت عن مقتل جنديين وإصابة ثلاثة آخرين، وكان آخرها هجومان منفصلان في سامراء بقذائف الهاون، أسفرا عن إصابة عدد من الجنود.
وفي ضوء هذه التطورات بحث أعضاء مجلس الحكم أمس الوضع الامني مع الحاكم المدني بول بريمر وقائد المنطقة الوسطى الجنرال جون أبي زيد وقائد الجيش الاميركي في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز، ويواصل المجلس مباحثاته بشأن قوائم المرشحين إلى المناصب الوزارية في حين يواجه معارضة في مسألة وضع الدستور وتحديد نظام الحكم.
وكان رئيس المجلس إبراهيم الجعفري زار في وقت سابق في النجف المرجع الديني السيدعلي السيستاني وأطلعه على أعمال المجلس. ويذكر أن السيستاني أصدر نهاية يونيو/ حزيران الماضي فتوى يعارض فيها إصدار دستور للبلاد من قبل مجلس يعينه التحالف معتبرا أن تنظيم انتخابات عامة يجب أن يسبق إعلان أي دستور.
بغداد، عواصم - عصام العامري، وكالات
أكد رئيس مجلس الحكم إبراهيم الجعفري أمس انه «لم يتم خلال المناقشات الإقرار النهائي بطبيعة وشكل الفيدرالية التي سيكون عليها العراق الجديد». وأوضح انه «لا يمكن الإقرار بنوع من الفيدرالية ما لم يتم وضع الدستور وحينذاك سيتم اختيار نوع الفيدرالية التي ستمثل العراق».
وعن نوع الفدرالية التي يتطلع إليها، قال لصحيفة «الزمان» اليومية المستقلة: «نحن نؤمن أن تحقَّق في جانب معين حالة من اللامركزية وفي الجانب الآخر أن تحقَّق حالة مركزية مع ضمان المحافظة على وحدة العراق وسيادته مع احترام إرادة شعبه وضمان حقوقه».
وعن مدى تأثير ذلك على جارة العراق الشمالية تركيا التي لا تخفي خشيتها من حصول أكراد العراق على الفيدرالية، قال الجعفري: «اننا نبذل قصارى جهودنا من أجل إقامة علاقات طيبة مع دول العالم كافة وكذلك مع دول الجوار الجغرافي ومن ضمنها تركيا، مع الحفاظ على عدم تدخل أية دولة في شئوننا الداخلية. كما أننا لا نسمح لأنفسنا بالتدخل في شئون الدول الأخرى في الوقت الذي نسعى فيه إلى المحافظة على سيادة العراق ووحدة أراضيه».
وأعلن المجلس في بيان انه يناقش حاليا لوائح أسماء المرشحين لشغل المناصب الوزارية استعدادا للتصويت عليها وإعلان الأسماء التي ستتولى إدارة الوزارات الجديدة. وقرر الاتصال بالدول العربية والأجنبية التي يوجد فيها أتباع النظام السابق لتسليمهم بغرض محاكمتهم لان بعضهم متهمون بارتكاب جرائم ضد الشعب وسرقة أمواله.
كما انتقد العضو وزعيم حزب الله عبدالكريم ماهود موقف دول الجوار تجاه بلاده، قائلا إن كلا منها يسعى إلى تحقيق مصالحه الخاصة.
ميدانيا، صرح قائد الفرقة الرابعة للمشاة وقائد القوة المكلفة بالبحث عن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الجنرال الأميركي ريموند اوديرنو بأن القوات «عثرت على آثار تدل على مروره في المنطقة». وقال في لقاء مع صحافيين في تكريت إن «صدام يمكن أن يكون في المنطقة». وأوضح الجنرال ان المعلومات التي يملكها تشير إلى أن صدام «يغير مكان اختبائه عدة مرات يوميا لان المجموعات التي تدعمه تضررت إلى حد كبير» بهجمات الجيش الأميركي. وتابع «اعتقد ان صدام يفر من مكان إلى آخر ويتحرك كل ساعة أو كل ست ساعات (...) مع عدد قليل من الأشخاص المحيطين به». كما صرح الجنرال ريكاردو سانشيز لصحيفة «نيويورك تايمز» في بغداد بأن القوات الأميركية ستخفف من قسوة الإجراءات التي تتبعها في عمليات المداهمة التي تقوم بها. وقال إن التغيير في التكتيك يأتي بعد انخفاض عدد الهجمات وزيادة الاعتماد على المعلومات الاستخباراتية والنصائح من الزعماء والسكان المحليين.
وأضاف أن هناك «الكثير من المؤشرات» على أن «سياسة القبضة الحديدية التي ننتهجها (...) بدأت تثير نفور العراقيين»، مضيفا ان بين المصادر التي تقدم النصح إلى قوات التحالف في هذا الخصوص أعضاء في مجلس الحكم والشعب العراقي بشكل عام. وفي تكريت أعلنت القوات الأميركية أنها قبضت على أربعة أشخاص يشتبه في أنهم من قادة المقاومة في غارات ليلية شملت تطويق احد الشوارع بالدبابات وحبس عشرات من الرجال فترة قصيرة. وقال قائد الغارة الكولونيل ستيف راسل إن احد الرجال اعتقل بعد إخراج 39 رجلا من نزل للعمال مقيدي الأيدي واستجوابهم من قبل الجنود في الشارع. وأعلن عسكري أميركي ان عراقيا قتل وأصيب ثلاثة جنود أميركيين بجروح في هجوم تعرضت له عربة عسكرية كانوا على متنها بعد ظهر أمس في شارع الكرادة احد الشوراع التجارية الرئيسية في بغداد. وأوضح العسكري الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان «ثلاثة جنود أصيبوا» وان العربة التي كانت تقلهم احترقت من دون أن يوضح أي نوع من السلاح استخدم في الهجوم. وأفاد مراسل وكالة «فرانس برس» ان تبادلا لإطلاق النار تلا ذلك الهجوم ما أدى إلى مقتل عراقي بينما وصلت تعزيزات أميركية وطوقت المكان.
كما أعلن الجيش الأميركي في بيان أمس ان جنديين أميركيين قتلا وأصيب آخر في هجوم بسلاح خفيف مساء الأربعاء في حي الرشيد ببغداد وتوفي اثنان آخران في اليومين الماضيين خارج ساحة المعارك في العراق.
وأوضح الجيش ان «جنديين من فرقة المدرعات الأولى قتلا وجرح آخر في هجوم بسلاح خفيف في منطقة الرشيد».
وأضاف البيان أن احد الجنديين قتل على الفور بينما «توفي الثاني متأثرا بجروحه» بعيد الهجوم. وتابع البيان ان مترجما عراقيا كان يرافق العسكريين الأميركيين جرح أيضا. وأفاد شهود عيان بأن طفلا عراقيا أصيب بجروح مساء الأربعاء في الخالدية غرب العراق بعد قيام القوات الأميركية بإطلاق نار عشوائي وسط المدينة. وقال رحيم علي جابر احد سكان ناحية الخالدية إن «دوي انفجار قوي سمع في ناحية الخالدية (80 كلم غرب بغداد) لم يعرف مصدره». على صعيد متصل، قالت جماعة بحثية أمس - فيما أسمته أول دراسة عن ضحايا الحرب في العراق - إن نحو 20 ألف مدني أصيبوا في الحرب العراقية وان القوات الأميركية والبريطانية المحتلة تتجاهل معاناتهم.
موسكو - أ ف ب
طالب وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف باعتماد قرار جديد بشأن العراق في مجلس الأمن يضفي شرعية على الدور الذي يقوم به مجلس الحكم في بغداد. وقال ايفانوف استنادا إلى تصريحات وزعتها الخارجية الروسية أمس إن الهدف من مثل هذا القرار هو «تشكيل إدارة عراقية شرعية». وتحدث بصورة خاصة عن «امكان الاعتراف بمجلس الحكم كهيئة مؤقتة للإدارة يجب أن تتولى مع الأمم المتحدة ضمان اعتماد دستور جديد في مهلة محددة وتنظيم انتخابات عامة»
العدد 336 - الخميس 07 أغسطس 2003م الموافق 09 جمادى الآخرة 1424هـ