العدد 2321 - الإثنين 12 يناير 2009م الموافق 15 محرم 1430هـ

«أنا صحافي» فأين حقي؟

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

تعرَّض صباح أمس زميلان يعملان في خدمة السلطة الرابعة للضرب بالهراوات على أيدي عناصر من قوات مكافحة الشغب أثناء تأدية عملهما الصحافي وذلك في سابقة غير محمودة تناقض التوجيهات الرسمية المعلنة التي تدعو إلى ضمان حرية عمل الصحافي والمصورين الصحافيين في مختلف المواقع التي تحتاج إلى تغطية ميدانية.

مثل هذه التصرفات ربما تُعتبر «غير مسئولة» أو «غير حضارية»؛ لأنها بدرت من عناصر قوات مكافحة الشغب التي من المفترض أنها تحافظ على الأمن من دون الاستخدام العشوائي لإمكاناتها. ثم إن الصحافيين لديهم بطاقاتهم الصحافية والمفترض ان بطاقاتهم تحميهم، ولكن ما حصل أمس يتناقض كليّا مع الدورات والبرامج التي تنظمها وزارة الداخلية ووزارات الدولة الأخرى في مجال حقوق الإنسان لموظفيها وكوادرها، فلو كان ذلك مؤثرا في قوات مكافحة الشغب لما وصلت النتيجة إلى ضرب زملاء لنا في المهنة... إن هذا انتهاك صارخ بل ومخالفة واضحة لجميع المواثيق والعهود الدولية.

كما أن تكرار مثل هذه الاعتداءات - رغم التزام الصحافيين بالتعريف عن أنفسهم في جميع المواقع - يعني أن على وزارة الداخلية تصحيح تعاملها مع الصحافيين بشكل سريع، كما أكد ذلك بيان جمعية الصحفيين البحرينية الذي صدر أمس.

ربما أن عددا غير قليل من قوات الأمن لا يتحدث اللغة العربية وربما أن كلمة «صحافي» أو «صحافة» لا يفهمونها؛ لذا فإننا نقترح لو يتم تخصيص دروس أولية بشأن بعض المصطلحات لكي تصبح مألوفة ولا تسارع القوات بالضرب هنا وهناك كما هو الحال مع ضرب النساء والمعوقين... إن كل ذلك ينتهك حقوق الإنسان وخصوصا إذا كان الحدث سلميّا.

الزميل محمد المخرق ذكر أنه عندما رأى الأهالي حافلتين لنقل أبنائهم وتوقفت إحداهما لفترة طويلة بالقرب من مصرف البحرين المركزي - بسبب الازدحام الطويل - ذهب الأهالي سريعا للتلويح بالسلام أمام ابنائهم الموقوفين، وأثناء ذلك كان الزميل يلتقط الصور لهم على بُعد مسافة، كون الحدث طرأ بشكل مفاجئ وسريع، إلا أنه وأثناء عودته إلى مقر المحاكم في المنطقة الدبلوماسية، رأى أمامه عناصر متناثرة من قوات مكافحة الشغب تضرب بالهراوات كلَّ من تلتقيه أمامها بمن فيهم النساء، وقام أحدهم بدفعه إلى الخلف ومن ثم ضربه ضربات سريعة على ظهره، ولم يتوقف رجل الأمن حتى بعد أن صرخ الزميل «أنا صحافي»!

إن ما تعرَّض له الزميلان من اعتداء بدني بالضرب بواسطة الهراوات تصرُّفٌ غير إنساني ويخالف ما أكدت عليه القيادة السياسية من ضمان لحريات الصحافيين، وأمنهم، وسلامتهم. كما أن هذه الاعتداءات على الصحافيين تسيء إلى صورة البحرين أمام المجتمع الدولي.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2321 - الإثنين 12 يناير 2009م الموافق 15 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً