العدد 335 - الأربعاء 06 أغسطس 2003م الموافق 08 جمادى الآخرة 1424هـ

متى نشهد تألقا للفضائية البحرينية كبقية القنوات؟

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

في ظل الشفافية ليس هنالك داعٍ للحديث عن الواقع بلغة عائمة ملغزة رمزية، فالمثقف عليه مسئولية إيصال صوت الناس إلى المسئول وليس الاعتماد دائما على موظفي العلاقات العامة، فكثير منهم يحاولون أن يجعلوا من سياسة أي وزير سياسة رشيدة فيحولون تصريحاته إلى نظريات فلسفية لا يقدر على تفكيكها حتى نيتشه أو ارسطو. فالعلاقات العامة همها الأكبر تلميع صورة الوزير في الصحافة فهي في كل يومٍ تحاول أن تجعل منه بطلا إلى أن تسقط الوزارة على رأس الوزير بفضيحة كبرى يتبدل فيها الوزير وتبقى العلاقات لتمارس الدور ذاته في النفخ في سياسة الوزارة حتى جاءت بطريقة معاكسة تماما لنظريات الوزير السابق التي روجت لها حتى آخر يوم من رحيله وهذا هو سر تخلفنا وسر الشللية الكامنة في بعض وزاراتنا. لذلك يجب على الصحافة أن تضع النقاط على الحروف لترشيد أي خطأ يقع من قبل هذه الوزارات بعيدا عن لغة ابن المقفع الذي التجأ إلى حل قضايا المجتمع في «كليلة ودمنة» إذ راح يتكلم بلغة الطيور وحيوانات الغاب خوفا من سلاح التشهير واتهامه بعدم الوطنية وخوفا من مقص الرقيب.

بمزيد من الشفافية سنكتشف أخطاءنا وسيصدقنا الناس. يقال إن المواطن العربي أصبح لا يصدق نشرة الأخبار المحلية ولا يقرأ معظم الصحف العربية ولا يسمع للإعلام العربي لأنه إعلام موجه لأنه لا يجد ذاته ولا مشكلاته في كل ذلك، فأرتال من النقود والأموال تذهب هدرا على قضايا تافهة... الممثل الفلاني يفكر في فيلم خاص «وسوبر ستار العرب في طريقه للحسم لمعرفة البطل العربي القومي الكبير الذي سيحرر فلسطين...» ووزنك ذهب حتى لو لم تكن تمتلك فلسا واربح المليون حتى لا تعيش مديونا وقبل فوات الأوان عليك أن تعرف الخبر العظيم (رونالدينيو لم يعلن إلى الآن بكم اشتري هذه المرة... اللهم إلا بعض القنوات التي بدأت تكسب ثقة المواطن العربي كالعربية والجزيرة وأبوظبي، أما البقية فأكثرها لا تستطيع أن تقول لها إلا صباح الخير ونام حبيبي نام حتفرخ بيض وحمام، لأن بقية قنواتنا العربية أو صحافتنا قائمة على مصادرة العقل وتسمح لتأميم الفكر لأنها لا تناقش هموم الناس ولا القضايا الملحة إلا على طريقة إذاعة صوت العرب القائمة على ثقافة أحمد سعيد. وإذا ضاق بها الخناق وشعرت بالإحراج الشديد أمام الجمهور تبدأ بملء البرامج من الصباح حتى الليل بالأغاني على طريقة خميس يرسل أغنيته إلى خميسة وبنت سعد ترسل أغنيتها المفضلة إلى ولد سعيد، إننا نعاني من كوليرا حادة في العقليات القديمة وغير المتفهمة لقنواتنا المرئية والمسموعة... هذا التسطيح يبعث على الغثيان وهذه البرامج المكررة والمستهلكة أهلكت العباد وأضاعت البلاد.

نحن هنا في البحرين مازالت الدولة تضخ أموالا لوزارة الإعلام ولعلها تكون من الوزارات المتميزة بحظوة الموازنة المناسبة، ولكن على رغم كل ذلك برامج التلفزيون مازالت مسطحة وبسيطة وخالية من العمق وبعيدة عن البرامج الشيقة والنقاشات الحوارية الهادفة كالتي نشاهدها في قنوات دولنا الخليجية المجاورة! ويبقى السؤال: ما السر في تقدم قناة أبوظبي ببرامجها، بعطائها، بسبقها للحدث والأخبار وتميزها بالإثارة الهادفة؟

لماذا يلجأ المواطن إلى مشاهدة قناة أبوظبي ويفضلها على قناة البحرين؟ القضية لا تحتاج إلى عبقرية أو ذكاء، فالكادر له دور، وطبيعة البرامج المسلية والثقافية حتى الديكور يمتاز بجمالية خاصة ولمسات متميزة. نحن في البحرين نمتلك كوادر بحرينية إعلامية تحتاج إلى احتضان على جميع المستويات

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 335 - الأربعاء 06 أغسطس 2003م الموافق 08 جمادى الآخرة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً